5 خطوات لتعليم القادة مهارة الإصغاء

يعد الإصغاء من أهم المهارات التي على قائد مؤسسة أن يتمتع بها ويتقنها؛ لأن القائد إذا أصغى للمعلومات الخاطئة وفاتته المعلومات الصحيحة، سينجم عن ذلك عواقب وخيمة على مستوى المؤسسة، كما ستضيع عليه فرص كثيرة للتطور والتقدم وتحسين بيئة العمل. ويعني الإصغاء بمفهومه العام: الاستماع إلى ما يقوله الآخرون وأدراكه، والتمعن به وتطبيقه إن أمكن. وليس إتقان هذه المهارة أمرا صعبا أبدا، بل إن ذلك ممتع وحماسي، لا سيما إذا تم تعلمها بطريقة سليمة. إليكم 5 خطوات لتحقيق ذلك:


1. دون ما تسمعه على شكل ملاحظات:
لا بد أنك تستقبل قدرا كبيرا جدا من المعلومات يوميا، ويصعب عليك استيعابها مرة واحدة. لذا اعمل على توثيق وتدوين أهم المعلومات التي تستقبلها من الآخرين، واستنتج من خلال هذه العملية من هم الموظفون الذين يجب عليك الاستماع إليهم، وصنف ما لديك من معلومات، وتخلص مما لا يصلح منها.

2. مرن عقلك:
بعد أن كونت فكرة عن أهم الأمور التي يجب أن تستمع إليها، والأشخاص الذين ينبغي أن تصغي إليهم، ابدأ بممارسة التمرين الآتي: اجتمع بأحد موظفيك الموهوبين والمتميزين، ممن تعلم تمام العلم أن لديه أفكارا خلاقة وفريدة، وناقش معه موضوعا معينا، ثم اعمل على تدوين ما استنتجته من النقاش والأفكار التي تستحق التطبيق. وسيساعدك هذا الأمر على تمرين أذنيك وعقلك على الإصغاء والتركيز، مما سيسهل عليك تعلم هذه المهارة.

3. استمع لما لا يقال:
سواء في حياتنا المهنية أو الشخصية، من الصعب التحدث بصراحة مطلقة طوال الوقت وذلك للعديد من الأسباب. لهذا فنحن نعمد إلى التواصل غير اللفظي، لا سيما في المواقف المزعجة أو المحرجة، كالاختلاف مع المدير حول أمر ما، أو التعبير عن عدم الرضا بشأن مشروع أو زميل أو مهمة. وعلى القائد الناجح أيضا أن يتعلم كيفية القراءة بين السطور، ويشجع على التواصل المباشر والتعبير عن الآراء بحرية، وأن يفهم مدى صعوبة بعض الأمور على الآخرين. كما يمكنك عقد حلقة نقاش لتحاول من خلالها استقراء ما لا يقال، عن طريق تعابير الوجه ونبرة الصوت وغير ذلك. ومن ثم دون ما استنتجته وما شعرت به، ومدى صحة ذلك. واعلم أن هذا التمرين متعلق بالذكاء العاطفي على نحو رئيس، فأتقنه لتحسين مهارة إصغائك أكثر فأكثر.

4. جدد نظامك اليومي:
قد نمل أحيانا من الـ(روتين) المتكرر، مما قد يؤثر على مهاراتنا الأساسية كالإصغاء. لذلك يقوم رائد الأعمال دين ليبارون، مؤسس شركة (باتيري مارتش - Batterymarch) بتغيير أماكن جلوس موظفيه مرة واحدة شهريا، لتنشيط الموظفين ورفع روحهم المعنوية. بالإضافة إلى أنه بإمكانك إنعاش مهارة الإصغاء لديك، عن طريق تغيير أسلوبك في الاستماع، وتجربة أمور جديدة، والإصغاء لأناس جدد والتحاور معهم.

5. كن منفتحا:
أصغ لمن لم تستمع إليهم من قبل أبدا، ولم تعرهم الانتباه مسبقا، مثل: موظف الاستقبال أو عامل النظافة، أو مدير قسم آخر لا علاقة له بقسمك، وقد تفاجأ بكمية الأفكار التي قد تتوافر لديهم. كما يمكنك تطبيق هذا التمرين في موقع فيسبوك؛ إذ بوسعك طرح سؤال ما، ثم الاطلاع على آراء الآخرين حوله. وقد تكون 90% من النتائج غير مهمة، لكنك قد تتعلم الكثير جدا من الـ10% الأخرى.

إن تعلم مهارة الإصغاء أمر ممتع جدا، فهو يجعلك أذكى وأبعد نظرا، ويساعدك أيضا على تحقيق النجاح. لذا ضع سماعات الأذنين جانبا وابدأ بالاستماع لمن حولك، وستجد أن هذا الأمر مفيد جدا.