5 استراتيجيات لخلق بيئة عمل ممتعة ومنتجة

يرغب الجميع في العمل في بيئة عمل يحظون فيها ببعض التسلية، وإذا سألت أي شخصٍ في العالم عن نوع مكان العمل الذي يحب أن يعمله فيه قليلون جدَّاً مَن سيجيبون: "مكانٍ ممل لا يستمتع فيه أحد ولا يلقي الجميع فيه بالاً إلَّا إلى العمل الذي بين أياديهم".



يجد أرباب العمل صعوبةً في التوفيق بين كل من بيئة العمل الحازمة والمرِحة، ومن المعروف أنَّ كثيرين يفضلون أماكن العمل "الممتعة" دون غيرها؛ حيث يبدو العاملون فيها أكثر سعادةً؛ ولكن في المحصلة يجب ألا تغفل أنَّك تدير مشروعاً تجارياً، وعليك التأكد من إنتاجية الموظفين لضمان الربح.

ومع ذلك، يفترض العديد من أرباب العمل أنَّ منع المرح في العمل والقوانين الحازمة هي أفضل طريقة لتشجيع الإنتاجية عامةً.

تُعدُّ هذه إحدى الطرائق لإدارة العمل، لكنَّها ليست الطريقة المثلى؛ ففي الواقع هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للحفاظ على إنتاجيتك المرتفعة بينما تخلق جواً من المرَح في شركتك:

1. تنظيم التحديات:

المنافسة الودية هي دائماً شيء جيد، ويمكنك التنافس مستخدماً عناصر من العمل، فعلى سبيل المثال: يمكنك تقسيم فريق التسويق خاصتك إلى فريقين وجعلهما يتنافسان لمعرفة من يمكنه استقطاب أكبر عدد من العملاء المستقبليين في فترة معينة، كما أنَّه في إمكانك تطبيق ذلك بتنظيم مسابقات غير متعلقة بالعمل مثل: مباراة في كرة الطاولة بين العاملين للتنفيس عنهم. 

ستوقد المنافسة في كلتا الحالتين حماس العاملين لديك، وتلهِمَهم للعمل بجِد أكبر في جميع المجالات الأخرى لوظائفهم، ناهيك عن كونها فرصةً للابتعاد عن روتين الحياة الممل.

شاهد بالفيديو: 9 فوائد للمرح في العمل

2. الحرص على وجود فترات استراحة:

لقد طوَّر عدد لا يُستهان به من الشركات - سواء كان ذلك ضمن خطتها أم بصورة عفوية - خطةً لتشجيع العمال على العمل لأطول فترة ممكنة وبذل أقصى مجهود، وقد استندَت في ذلك على الفكرة القائلة إنَّ العمل لـ 12 ساعة يومياً دون فترات استراحة يجعلك أقل إنتاجية مقارنةً بشخص يعمل لثماني أو تسع ساعات فقط تتخللها فترات استراحة، في الواقع، تُعدُّ الاستراحات فرصةً عظيمةً للتخلص من الضغط.

تستعيد الأذهان نشاطها وحيويتها بعد نيلها قسطاً من الراحة، وتصبح أكثر قدرةً على حل المشكلات، وزيادة التركيز والإبداع في التفكير؛ لذا شجِّع العاملين لديك على أخذ فترات استراحة كلَّما احتاجوا وفي حدود المعقول، وجهِّز غرفةً مخصَّصةً للاستراحة، واملأها بأشياء من شأنها أن تُبعِد عقول العاملين لديك عن عملهم لبضع دقائق مثل: القهوة المجانية والوجبات الخفيفة وحتى الألعاب الثنائية، وستلاحظ التأثير الكبير في الإنتاجية.

3. اللقاءات خارج مكان العمل:

تحقِّق أماكن العمل التي يلتقي فيها زملاء العمل والمتعاونون بصفتهم أصدقاءً النجاح أكثر من الأماكن التي يلتزم فيها الموظفون بحدودهم ويعملون مستقلين كالإنسان الآلي، لكن يُعدُّ إيجاد فرص للتواصل الاجتماعي خارج العمل أفضل طريقة لتسهيل التعاون وبناء الفريق وتحسين العلاقات داخل مكان العمل عموماً.

لذا جرِّب الخروج مع فريقك لتناول الغداء في أحد المطاعم وقضاء الوقت سوياً وتجاذب أطراف الحديث، أو في إمكانك أن تُطلِق فعاليةً خارج مكان العمل لتكريم الموظفين، أو تدعو موظفيك إلى حفلة ودية. 

ليس من الضروري أن يكون جميع موظفيك أصدقاءً مقربين، ولكن لا ضير في الخروج من مكان العمل بين الفينة والأخرى والتعرف إلى موظفيك على المستوى الشخصي أكثر، مما يجعل أعضاء الفريق يؤدُّون عملهم سوياً على أتم وجه ويستمتعون أكثر في قيامهم به.

إقرأ أيضاً: العوامل الأربعة لكسب الأصدقاء في العمل

4. الاحتفاء بالإنجازات:

تمتلك معظم الشركات طريقةً ما لإبراز الإنجازات، مثل: الزيادات على الراتب أو المكافآت أو الترقيات أو مجرد عبارات الشكر والتقدير، وتكرِّس قلة من الشركات الوقت أو الجهد للاحتفاء بالإنجازات مهما عظُمَت.

عندما يحقق فريقك أو أحد أعضائه هدفاً رئيساً، أو عندما تحقق شركتك إنجازاً نوعياً، احتفِ مع فريقك بالنجاح، وليس عليك إنفاق مبالغ كبيرة من المال أو تخصيص كثير من الوقت؛ ولكن قد يكون لاستضافة حفلٍ صغير تأثيرٌ كبيرٌ في الموظفين، فهو يُشعِر الأشخاص أنَّهم يَجْنُون ثمار عملهم الشاق ويتيح لهم الفرصة لقضاء الوقت معاً، ويُشعرك بالرضا عن التقدم الذي أحرزته في عملك.

إقرأ أيضاً: عبارات وحكم مهمة لتحفيز الإنسان على العمل والإنجاز

5. التركيز على الإنتاجية وليس جداول المواعيد:

تتمثل إحدى أفضل الطرائق لتسهيل الإنتاجية في تشجيعها بصورة مباشرة؛ لذا بدلاً من وضع جداول زمنية وقواعد صارمة، امنح موظفيك مزيداً من المرونة للقيام بعملهم على النحو الذي يرونه مناسباً؛ لكن مع التأكيد على إنجاز العمل، بغضِّ النظر عن أيِّ شيء.

يمكن أن يؤدي تخصيص أيام للعمل من المنزل، وساعات عمل مرنة، وفترات استراحة طويلة، والتجاوب مع الطلبات الغريبة المتعلقة بأجواء العمل، إلى تمكين العاملين لديك من العمل على نحو أفضل وإنجاز المزيد حتى لو عملوا لساعات أقل.

طبِّق ثقافات المؤسسات هذه على عملك الخاص، سواء كنت مبتدئاً أم محترفاً، وستلاحظ اختلافاً شبه فوري في مواقف وسلوكات موظفيك، كما سيشعرون بمزيد من التقدير والاسترخاء، فضلاً عن أنَّهم سيكونون مجهزين على نحو أفضل لأداء وظائفهم على أتم وجه والسعادة تملؤهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة