5 أشياء تُدمّر حياتك

ربما تعتقد أنَّك حللت جميع مشاكلك في هذه الحياة بشكلٍ كامل، فقد قمت بكل ما يتوجب عليك القيام به خلال وقتٍ زمنيٍّ معقول، واعتنيت بمسؤولياتك، وأنت سعيدٌ بشكلٍ عام. كلُّ هذا جيد، أليس كذلك؟ لا، ليس بهذه السرعة. فثمَّة أشياءٌ كثيرة تؤثِّر سلباً بشكلٍ كبيرٍ في حياتك من دون أن تدرك أنَّها تدفعك إلى الوراء. إليك خمساً من هذه المشاكل (وماذا في إمكانك أن تتصرف حيالها).



1- الكثير من رسائل البريد الإلكتروني:

وجدت دراسة حديثة أنَّ مجرد معرفتك بوجود رسالة بريدٍ إلكتروني غير مقروءة ضمن صندوق الوارد الخاص بك يُصعِّب عليك التركيز على المهمة التي بين يديك، فإذا كنت مثل معظم الأشخاص، فهذا يعني أنَّ ثمَّة عدداً كبيراً من الرسائل التي تتوافد إلى صندوق الوارد الخاص بك وهذا يعني تشتت انتباهك على نحوٍ متكرر.

الخطوة الأولى لمنع رسائل البريد الإلكتروني من التحكم في حياتك هي التوقف عن التحقق منها كل ثلاثين ثانية. أغلق الـ "جيميل" (Gmail) والـ "الآوتلوك" (Outlook) أثناء انشغالك بأمورٍ أخرى، وأوقف إشعارات البريد الإلكتروني التي تصل إلى هاتفك، وأعلن عن حظر تجولٍ بريدي حتى الساعة السابعة مساءً. أوقف ما يشتت انتباهك بشكلٍ كامل ولا تدع البريد الإلكتروني يصرف انتباهك عمَّا هو أكثر أهمية.

إقرأ أيضاً: تعرّف على التصنيفات في بريد جيميل أفضل وسيلة لتنظيم الرسائل

2- ثقافة الإنتاجية:

إنَّ الإنترنت مليء بالمواقع، والمدونات، والنصائح التي تساعدك على الإنتاج، ولكن مع تركيزنا الكبير على الكفاءة، فقد بدأنا ننسى حقيقةً مهمة: ليس من الضروري أن تكون كلُّ لحظةٍ خلال اليوم منتجةً بشكلٍ كامل. ثمَّة بالتأكيد وقتٌ مخصصٌّ للإنتاجية، ولكنَّ إعطاء عقلك قسطاً من الراحة أمرٌ مهمٌ أيضاً.

وفقاً لمنصِّة "سكيفت" (Skift)، فإنَّ 42% تقريباً من الأمريكيين لم يأخذوا أيَّ عُطَلٍ في الـ 2014. يُظهر هذا بشكلٍ جليّ أنَّ الأشخاص لا يعطون لأنفسهم وقتاً كافياً بعيداً عن العمل، فالفترات المسائية وعطل نهاية الأسبوع غير كافية لإعادة الطاقة إلى عقلك لأنَّك تحتاج أيضاً إلى أيامِ إضافية خلال السنة. الإنهاك في العمل أمرٌ واقعي ولكنَّه لا يدعو إلى السرور لذا خصص وقتاً لإعادة الشحن.

3- المبالغة في التركيز على التركيز:

بشكلٍ مشابهٍ للإنتاجية، يولي الأشخاص في أيامنا هذه أهميةً كبيرةً للحفاظ على التركيز. فالتغلب على ما يسبب لك التشتت أمرٌ جيد، ولكن، وكما في الإنتاجية، ثمَّة زمانٌ ومكانٌ محدَّدَين يتوجب عليك التركيز فيهما. ولكن الذي لا يعرفه العديد من الأشخاص أنَّ أذهاننا تؤدي بشكلٍ أفضل عندما نسمح لها بالاسترخاء.

عندما لا تكون مركزاً على أمرٍ مُعيَّن، يقوم عقلك بالكثير من العمليات اللاواعية. تربط هذه العمليات غالباً مناطق مختلفة من العقل وهذا ما يساعدك على الوصول إلى أفكار إبداعية وحلول مبتكرة للمشاكل، وهذا يُفسِّر وصول الأشخاص إلى أفكار عظيمة في أثناء وجودهم في الحمام أو في أثناء جزِّهم للعشب في حدائقهم. يُعدُّ هذا صحيحاً بصورةٍ خاصة إذا كان لديك مجموعة متنوعة من الهوايات وإذا كنت تشجع عقلك بشكلٍ دائم على التفكير بطرائق مختلفة. لا بأس أن تسرح بأفكارك قليلاً وأن تحاول التفكير في أشياء غير مهمة فالشرود يمكن أن يفعل العجائب.

4- الافتقار إلى الهدف:

لا تُعَدُّ الإنتاجية والتركيز لمجرد الإنتاجية والتركيز أمراً ذو فائدة، فعدم وجود هدفٍ تعمل لأجله يُصعِّب عليك توجيه جهودك، وقياس تقدُّمك، وتحفيز نفسك على الاستمرار. إذا كنت لا تعلم ما هو "هدفك"؟ ضع أهدافاً شخصية ومهنية قصيرة وطويلة المدى، كالوفاء بمهلة محددة، أو الحصول على ترقية، أو سداد دين، أو تحسين لياقتك، أو البدء بهواية جديدة. اكتب أهدافك، ولتكن هذه الأهداف محددة. راجعها بانتظام، وستكون أكثر اندفاعاً في الأيام الصعبة.

إقرأ أيضاً: هل فعلاً يجب علينا وضع أهداف لِأنفسنا، وكيف نقوم بذلك

5- الافتقار إلى التنظيم:

كم تقضي من الوقت في البحث عن أشياء أضعتها؟ أوراق، فواتير، رسائل إلكترونية، ملفات، مواقع إنترنت، ثياب...إلخ. ماذا لو كان في إمكانك الاستفادة من كل ذلك الوقت؟ فكِّر في الأمور التي كنت ستنجزها.

يمكن للتنظيم أن يُحدِث فرقاً كبيراً في حياتك اليومية. هل أنت معروف بفوضويَّتك؟ حاول شراء أدواتٍ تساعدك على التنظيم كالمخطِّط الشخصي، وخزانة الملفات، وملفات لتضعها داخل هذه الخزانة، ومكتب. ربما يستغرق تنظيم كلِّ شيءٍ ووضعه تحت السيطرة وقتاً طويلاً، ولكنَّ هذا سيوفِّر عليك الكثير من الجهد الذهني في المستقبل.

 

لذلك الآن، وبما أنَّك أصبحت مُلِمَّاً بجميع هذه الأمور، في إمكانك أن تبدأ بتغييرات صغيرة لتكون أكثر نجاحاً في العمل وفي المنزل وليسير كلُّ شيءٍ في حياتك (تقريباً) بشكلٍ جيد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة