5 أخطاء عليك تجنبها عند تقديم دورة تدريبية

بعض الأخطاء التي تَحدُث في التدريب قد تكون صغيرة وليست هامة، بينما بعضها الآخر تكون له عواقب أكبر، ومع ذلك يُمكِنُ التحكم بها، لكنْ تُوجَدُ بعض الأخطاء التي يُمكِنُ أن تؤدي إلى فشل دورتك التدريبية، وغالباً أنت لا تعرف هذه الأخطاء وترتكبها بصورة معتادة، ويدركُ بعض المدربين مثل هذه الأخطاء بعد سنوات من التدريب، بينما لا يَفهَم الآخرون ما الذي يمنع دوراتهم التدريبية عن النجاح.



الخطوة الأولى للتغلُّب على هذه الأخطاء هي معرفة طبيعتها؛ إذ سيُساعدك ذلك على اتِّخاذ إجراءات بديلة وتجنُّب الضرر المُرتبِط بها.

5 أخطاء يجب على كل مدرِّب تجنبها عند تقديم دورة تدريبية:

1. التحدُّث كثيراً بدلاً من طرح الأسئلة:

يتحدَّث العديد من المدربين بلا توقُّف، ويكون أسلوبهم أشبه بإلقاء خطاب بدلاً من إدماج المتدربين في موضوع ما، وباستخدام هذا الأسلوب يُمكِنُ أن ينتهي الأمر بالحديث عن مواضيع مملة للمتدربين أو غير هامة.

لتجنُّب هذا الخطأ يجب عليك أن تطرح أسئلة لفهم مدى معرفة المتدربين بالفعل وما هو رأيهم في الموضوع الذي تقدِّمه، فهل يعرفون الإجابة بالفعل أم لديهم مشكلات يجب التعامل معها؟ وهل تسير الدورة بسرعة كبيرة أم ببطء شديد؟ وهل هم مهتمون بما تتحدَّث عنه؟ دون طرح الأسئلة لن تعرف أبداً ما يُفكِّر فيه المتدربون.

2. التعامُل مع الجميع على قدم المساواة:

يحضر بعض المشاركين الدورات التدريبية لأنَّهم لا يعرفون شيئاً عن موضوع ما، في حين يتمتَّعُ بعضهم الآخر بخبرةٍ أكبر ولكنَّهم يرغبون في تحسين مهاراتهم من خلال حضور الدورات التدريبية، وهذا هو الحال بالنسبةِ إلى دورات المهارات الناعمة؛ إذ إنَّ معظم المواضيع مرتبطة ببعضها بعضاً، ومن ثم يحضر الأشخاص هذه الدورات واحدة تلو الأخرى.

يُخطِئ بعض المدربين في معاملة جميع المتدربين على أنَّهم أشخاص لا يعرفون شيئاً عن موضوع ما، فيجب أن يكون المدرِّب الناجح قادراً على التعرُّف إلى احتياجات جميع المتدربين والتعامُل معهم وفقاً لذلك، وتتمثَّل إحدى الطرائق الجيدة للقيام بذلك في تشجيع المشاركين على المشاركة مع بعضهم بعضاً في النشاطات والمناقشات حتى يتمكَّنوا من التعلُّم من بعضهم بعضاً، وفي الوقت نفسه يُمكِنُكَ مساعدة أولئك الذين لديهم بعض المهارات بمعلومات أكثر تقدماً.

شاهد بالفيديو: 5 عناصر لإدارة الفصول التدريبية بنجاح

3. عدم تقبُّل آراء واقتراحات المتدربين:

يعتقد بعض المدرِّبين أنَّ الأشخاص الذين يحضرون دورتهم هم أشخاص مبتدئون في المجال، وعادةً ما يؤدي هذا الاعتقاد إلى نقاشات حادة بين المدرِّب والمتدربين؛ إذ يُدافِع كلٌّ منهم عن وجهة نظره حول موضوع ما.

سيُقلِّلُ هذا بصورةٍ كبيرةٍ من فاعلية الدورة، فعادةً ما تكون لدى المتدربين خبرة فيما ينجح وما لا ينجح، فقد جرَّبوا مجموعة متنوعة من الأساليب في العمل وهم الآن هنا لفَهم الموضوع بصورة أفضل والتعلُّم.

يُمكِنُ أن تكون بعض الاقتراحات والحلول التي يقدِّمها بعض المتدربين مفيدةً للغاية للمتدربين الآخرين وحتى للمدرِّب، ويجب أن يعترف المدرِّب الجيِّد بمساهمات وقدرات الآخرين ويخلق بيئة تعليمية إيجابية؛ حيث يُمكِنُ للجميع أن يساهموا ويستمعوا ويتوقعوا تلقِّي التوجيه.

4. الفشل في التغيير:

يتحمَّسُ بعض المدربين عند البدء بتقديم دورة جديدة، ويستمرون لسنوات في تقديم نفس الدورة مراراً وتكراراً، لكنْ في عالَم اليوم المُتغيِّر يُمكِنُ اكتشاف طرائق جديدة للتدريب والتعلُّم طوال الوقت.

يجب على المدربين الجيدين مراقبة أحدث الاكتشافات وتحديث دوراتهم وفقاً لذلك؛ على سبيل المثال قد تضطر إلى التوقُّف عن ذكر معلومات باتت قديمة؛ إمَّا لأنَّ الجميع يعرفونها أو لأنَّ العالَم قد تقدَّم ولم تَعُد هذه المعلومات هامة. أَضِف شيئاً جديداً في دوراتك لإبقائها جديدة ومثيرة للاهتمام.

إقرأ أيضاً: هل أنت جديد في مجال التدريب؟

5. الفشل في وضع نفسك مكان المتدربين:

لا يرى أو يهتم بعض المدربين بما يواجهه المتدربون؛ إذ يتصفَّحون المحتوى بوتيرة ثابتة ويتوقَّعون من المتدربين التكيُّف مع ذلك، وإنَّ أفضل طريقة لمعرفة ما يواجهه المتدربون هي تخيُّل نفسك في مكانهم في أثناء تقدُّمك في الدورة، فهل هذه هي المرة الأولى التي يتعلَّم فيها المتدرِّب هذه المعلومات؟ وما هو مقدار الجهد المطلوب لفَهم المعلومات؟ وكم من الوقت استغرقتَ لفهمِها عندما تعرَّفتَ إليها منذ سنوات؟ سيُساعدُكَ هذا الأمر على التحلي بالصبر مع المتدربين في أثناء تقدُّمهم.

هل بيئة التعلُّم مناسبة؟ وهل هي هادئة أم صاخبة؟ وهل الجو حار أم بارد؟ وهل مكان التدريب واسع أم ضيِّق؟ وهل هو مُضاء أم مظلم؟ وهل يُشجِّعُ الجو على التفكير الإبداعي؟ وهل الدورة مملة أم مشتتة؟ وهل يُمكِنُ للمتدربين الاندماج مع بعضهم بعضاً بسهولة؟ وهل تنظيم مقاعد الجلوس مناسب؟

إقرأ أيضاً: كيف تجهز بيئة تدريب مثمرة؟

في الختام:

سيُساعدُكَ الإدراك البسيط لهذه الأخطاء على أن تصبحَ مُدرِّباً جيداً؛ لذلك راقِب نفسك في كل مرة تقدِّم فيها دورة للتأكُّد من تجنُّب هذه الأخطاء.




مقالات مرتبطة