4 نصائح لإدارة حركة النقد في الأعمال الموسمية

تُعَدّ الأعمال المرتبطة بالسياحة، وبالطقس، وبمواسم التسوق في أثناء العطل، من ضمن العديد من الأعمال الصغيرة التي تواجه قدراً من الموسمية ضمن العمل، فوفقاً لاستطلاعٍ أجرته مؤخراً كلٌّ من شركة "ويلز فارغو" (Wells Fargo) ومؤسسة "غالوب" (Gallup) ذَكَرَ نصف أصحاب الشركات تقريباً أنَّ ثمَّة خلال العام فتراتٍ يتوقعون أن تكون أكثر اكتظاظاً بكثيرٍ من غيرها وأخرى تكون الحركة فيها أبطأ بكثيرٍ من غيرها، إضافةً إلى أنَّ 41% منهم يقولون أنَّ هذه الاختلافات الموسمية تجعل التحكم بحركة النقد خلال العام أكثر صعوبة. وغالباً حينما تشهد الشركات تأرجحاً كبيراً في إيراداتها فإنَّ ذلك يجعل حركة النقد عُرضةً لخطر سوء الإدارة.



واعتماداً على مجال العمل ونوعه، ثمَّة العديد من الاستراتيجيات التي يستطيع أصحاب الشركات تنفيذها لمواجهة التقلبات الموسمية والحفاظ على إيجابية حركة النقد. وعلى الرغم من أنَّ كل استراتيجية من الاستراتيجيات المختلفة تناسب عملاً مختلفاً إلَّا أنَّ ثمَّة أمراً واحداً يمكن لجميع الشركات الاستفادة منه ألا وهو المواظبة على إجراء تقدير للتدفقات النقدية، إذ يقوم تقدير التدفقات النقدية بتتبع حركة النقود الوافدة والخارجة بحيث تستطيع الشركة التنبؤ بحجم الأموال التي ستكون بين أيديها شهراً بعد شهر خلال العام المقبل. فإليك أربعة أمور يجب عليك مراعاتها حينما تدير عملية تقدير التدفقات النقدية لديك:

1- حدّد موسم الذروة:

إذا كان لديك عمل موسمي فإنَّ أول خطوة لوضع تقدير دقيق للتدفق المالي هي تحديد المواسم المكتظة ومواسم الركود، ومن المهم أن تكون واقعياً في تقديراتك لذا تأكَّد من ألَّا تبالغ في تقدير الإيرادات التي يحققها موسم الذروة أو تستخف بنفقات مواسم الركود. وإذا كان لديك عملٌ قائم فإنَّ أفضل ما يمكنك البدء به هو مراجعة بيانات سجل المبيعات وتحديد الشهور ذات الإيرادات الأعلى والتكاليف الأدنى وبالعكس. وبالنسبة إلى الشركات الناشئة والجديدة فإنَّك قد تحتاج إلى الاعتماد على إجراء عملية بحث حول المنافسين من أجل تقدير المبيعات.

 

اقرأ أيضاً: عرض البيع الفريد: البحث عن "ميزتك التنافسية"

 

2- قم بحساب النفقات المتغيرة:

يُعَدّ تذكر النفقات الثابتة كالإيجارات والمرافق العامة وإدراجها ضمن توقعات التدفقات المالية أمراً سهلا نوعاً ما، في حين أنَّ النفقات المتغيرة لا يمكن تذكرها بشكلٍ دائم. إذ ثمة مجموعة من التكاليف المتغيرة المهمة كالفواتير ربع السنوية، وأقساط التأمين السنوية، والشهور التي يُستحَق فيها الدفع ثلاث مرات يجب أن تُدرَج ضمن التقديرات، فتنظيم هذه التكاليف بشكلٍ مسبق سيساعدك على المدى البعيد.

 

اقرأ أيضاً: تحليل "بيست" (PEST Analysis): تحديد الفرص والتهديدات

 

3- فكّر في الخط الائتماني للشركة:

على الرغم من الجهود التي بذلتَها للإحاطة بتفاصيل حركة النقد قد يكون ثمَّة أوقات تحتاج فيها إلى القيام بعملية شراء ضخمة، أو تواجه فيها تكاليف غير متوقعة، أو يتعذر على شركتك فيها الحصول على العائدات التي كان من المتوقع أن تحصل عليها. حيث قد تشكل هذه التكاليف التي يَصعُب توقّعها على نحوٍ خاص تحدياً بالنسبة إلى الشركات الموسمية التي ستتحمل هذه الأعباء خلال مواسم الركود، وحينما يكون لديك خط ائتمان تجاري فإنَّ ذلك يمكن أن يساعد شركتك على جسر الهوة في أوقاتٍ كهذه، فمن خلال خط الائتمان هذا تستطيع الحصول على المال حينما تحتاج إليه وغالباً بمعدل فائدة أقل من ذاك الذي تمنحك إيَّاه البطاقة الائتمانية. لذا نسِّق مع المصرف الذي تتعامل معه لتحديد احتياجاتك الائتمانية ومعرفة إذا ما كان الخط الائتماني يشكل خياراً جيداً بالنسبة إلى شركتك قبل أن تحتاج إليه.

 

اقرأ أيضاً: تحليل (SWOT): اكتشف فرصاً جديدة وتحكّم بالتهديدات التي تواجهك

 

4- عدِّل توقعاتك:

لكي تحافظ على الدقة في توقعات حركة النقد لديك وتبقيها على المسار الصحيح أنشئ جدولاً يتضمن خطة الـ 12 شهر المقبلة وواظب على تحديثه في نهاية كل شهر، وخطط لإضافة شهر جديد إلى نهاية كل مرة يكتمل فيها الشهر بحيث يكون لديك دائماً صورة كاملة عن الحالة المالية لشركتك. حيث يستطيع أصحاب الشركات من خلال تحديد التوقعات بشكلٍ دوري التنبؤ بحالات العجز النقدي والاستفادة من الفترات التي تشهد زيادةً في الإيرادات حينما يكون ثمَّة نقودٌ إضافية.

حينما يقترب موسم الشراء في أثناء العطلات وننتقل إلى العام الجديد فمن الجيد في هذا الوقت الرجوع خطوةً إلى الوراء والتأكد من أنَّ توقعات حركة النقد لديك محدَّثة، فمن خلال معرفة حجم النقود الداخلة من شركتك في كل شهر والخارجة منها ستكون في وضعٍ أفضل يخوِّلك مواصلة السيطرة على حركة النقد في شركتك وهو ما يُعَدّ واحداً من أفضل الأمور التي تستطيع القيام بها لصالح شركتك الصغيرة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة