4 قواعد تساعدك على الإخلاص لهدفك

عندما كنت طالبة جامعية كنت أبحث عن معنى وهدف لحياتي، وقد بحثت في كثير من الأمور التي من الممكن أن تدلَّني على المسار الصحيح، ولكنَّني أندم على بحثي عن الإجابة في الأماكن الخاطئة، مثل العائلة والمستشارين المهنيين في الجامعة والمجتمع.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتحدِّثنا فيه عن 4 قواعد علينا اتباعها إن أردنا الإخلاص لهدفنا في الحياة.

عندما سألت والديَّ، أعطياني إجابة مباشرة بصرف النظر عما أرغب به، لأنَّهما كانا على قناعة تامة بمعرفتهما بما أرغب أو بما يجب عليَّ أن أرغب به، فعندما كانت تراودني أفكار مثل الرغبة في مساعدة الناس أو التدريس أو الكتابة، كانا يقولان إنَّ بإمكاني أن أصبح محامية، ولم يتعلق الأمر بالنسبة إلى أهلي بوجود هدف قط؛ بل كانا يؤمنان أنَّ على الشخص إيجاد وظيفة براتب ثابت أولاً، ومن ثم البحث عن هدف ومعنى حياته.

كان تفكير المستشارين المهنيين في الجامعة مشابهاً لتفكير والديَّ، فعندما أخبرتهم برغبتي في مساعدة الناس وبمهاراتي الكتابية، طرحوا كثيراً من الأفكار التي تصب في هدف واحد، وهو إيجاد وظيفة وعمل، وأن أصبح عضواً فعالاً في المجتمع.

عندما أجريت بحثاً عن الأشخاص الناجحين حسب رأي المجتمع، وجدت أنَّ ما يتطلبه الأمر لتصبح ناجحاً بنظر مجتمعك هو الحصول على شهادات عدة، ووظيفة تقليدية ذات راتب مرتفع، ولكنَّني لم ألاحظ حينها أنَّ للنجاح أشكالاً عدة، وتأمين وظيفة وراتب جيد هما فقط جزء من هذه الأشكال، فالسعادة والحب والمتعة هي طرائق لتحقيق نجاح ذي عمق أكبر.

لقد استمعت لكل تلك النصائح ودخلت كلية الحقوق، ولكنَّني بعد 10 سنوات من ذلك، لم أعد أمارس مهنة المحاماة، لأنَّني توصلت إلى استنتاج هام بشأن الحياة والعمل، وأتمنى لو أنَّني استدركت ذلك مبكراً، وإليك ما أعلمه الآن عن تحقيق الهدف والغاية من الوجود.

4 قواعد لكي تبقى مخلصاً لهدفك:

1. الصوت الذي بداخلك حقيقي:

لا يجب عليك تجاهل صوتك الداخلي لمجرد أنَّه نابع منك وليس من شخص آخر، فهو أفضل صوت عليك الإنصات إليه؛ وذلك لأنَّ بإمكانه إرشادك إلى الطريق الصحيح الذي عليك اتباعه في حياتك؛ فالإجابات العميقة التي تبحث عنها بشأن حياتك وهدفك موجودة في داخلك وليس من حولك، وبالتأكيد ستحتاج إلى تجارب الآخرين وتجربة بعض الأمور، ولكنَّ صوتك الداخلي سيكون مرشداً حكيماً، فخذ بعضاً من الوقت مع نفسك وأنصت إلى صوتك.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

2. لا بأس بالشعور ببعض الشك:

يدفعنا المجتمع خلال سنوات تكوين أنفسنا إلى أن نكون منتجين وفاعلين، وهذا يعني الحصول على وظيفة ثابتة وراتب جيد، ولكنَّك ستدفع سعادتك ثمن ذلك؛ إذ ستدرك لاحقاً أنَّه لا يوجد شيء ثابت في هذه الحياة، وكل شيء عرضة للتغيير، فإن اتَّبعت طريقك الخاص في العثور على هدفك في الحياة، فسيكون طريقاً وعِراً وغير مألوف، ولكنَّه حقيقي.

تعلَّم أن تكون مرتاحاً حتى عندما لا تملك الإجابة التي تبحث عنها، فليس من الضرورة أن تملك الإجابات جميعها أو تتوقع المستقبل، وفي النهاية يجب أن تعلم أنَّ رحلتك ستُظهِر لك المزيد، فكلما حاولت أكثر وعملت أكثر واكتشفت ما لا يناسبك، تقدمت في الحياة، وامتلكت مزيداً من البصيرة والوضوح.

إقرأ أيضاً: 9 طرق فعالة يستخدمها الأشخاص المميزون للتخلّص من الشك في النفس

3. الاهتمام بالنفس:

إنَّ العالم متغير، ومهما كانت وظيفتك تبدو دائمة وثابتة، فمن الممكن أن تخسرها، كما يشجعنا الكاتب "جيمس ألتشر" (James Altucher) في هذا العالم الذي تسيطر عليه التكنولوجيا المتقدمة وتراجع الحاجة إلى البشر، على أن نختار أنفسنا بدلاً من انتظار أن يقع الاختيار علينا، وإنَّه يشجعنا على مطاردة شغفنا وأحلامنا، وأن نتقدم باستمرار ونسعى نحو التفرُّد.

4. القيام بما يجعل روحك تنبض بالحياة:

يقول بعض الناس إنَّه يجب عليك ألا تتبع شغفك وحلمك إن كان لن يوفِّر لك حياةً كريمة، فقد لا يدرُّ لك شغفك المال الكافي، ولكنَّ خبرتك وتلبيتك لاحتياجات الآخرين سيُدرَّان عليك المال؛ إذ يتمثَّل الوضع المثالي في تقديمك منتجاً أو خدمة لشخص يحتاج إلى المساعدة وقيامك بما تستمتع به في ذات الوقت.

إقرأ أيضاً: للوصول إلى السعادة افعل ما تحب وليس ما يثير إعجابك

ليس عليك ترك وظيفتك الحالية واللحاق بشغفك فوراً، فبإمكانك القيام بذلك تدريجياً، وإن لم يكن يحقق لك عملك اليومي الشغف، فبإمكانك ممارسة بعض الأمور التي تمنحك شعوراً جيداً في أثناء العمل، وركِّز على شغفك في أوقات فراغك.

بإمكانك في البداية القيام بمزيد من الأمور التي تجعلك تنبض بالحياة، مثل اليوغا أو الكتابة أو المطالعة أو التصوير أو الطبخ، فعندما تفعل ذلك، ستشعر بمزيد من الإلهام والإبداع، وستقترب أكثر من إيجاد هدفك الحقيقي.




مقالات مرتبطة