4 فوائد للأوقات الصعبة

لن أنسى أبداً تلك اللحظة التي استيقظت فيها في المستشفى في صباح اليوم التالي الذي حاولت الانتحار فيه، فعندما كنت أبلغ الـ 26 عاماً من عمري، انتهى زواجي، وفي ذات الوقت فشل عملي في المنظمة التي عملت بشغف من أجلها؛ لذلك لم أرغب في العيش، وبعد سبع سنوات من الزواج، تركتني زوجتي، وبينما كنت جالساً في شقتنا محاطاً بكل ما بنيناه معاً، بدا المستقبل مظلماً وكئيباً، ولم يكن ذلك بالتأكيد ما أحلم به، ولكنَّني أؤكد لك تماماً أنَّ محاولة الانتحار كانت أفضل شيء حدث معي على الإطلاق، فقد غيرت حياتي تماماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "مارك باونس" (Mark Bowness)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع الفوائد التي يمكن أن تقدِّمها لنا الأوقات العصيبة.

جميعنا نمرُّ بأوقات عصيبة في الحياة، سواء كانت حادثة انفصال، أم الكد من أجل الحصول على وظيفة، أم الشعور باليأس وانعدام التوجيه.

سوف أشارك معك 4 فوائد لهذه الأوقات الصعبة:

1. استكشاف الذات:

عندما تعرِّضك الحياة لمواقف صعبة، فلا أحد من حولك يمكن أن يفهم ما تشعر أو ما تمر به، ويمكن أن يمر الآخرون بتجربة مماثلة، لكن لا أحد يمكنه التعامل مع المواقف التي تمر بها سواك، وخلال أوقاتنا الصعبة، نضطر إلى النظر إلى أنفسنا مباشرةً، كما لو أنَّنا نقف أمام المرآة ونحدق في أنفسنا بعمق، وبينما نمرُّ بهذه اللحظات من استكشاف الذات، فإنَّنا نتخذ قرارات حاسمة تعيد تحديد هويتنا والأشياء التي نريدها، وما نحن على استعداد لقبوله أو عدم قبوله في حياتنا؛ إذ إنَّ الخيارات التي أُجبِرنا على اتخاذها خلال هذه الفترة الصعبة، هي التي تضع الأساس لتغيير حياتنا.

2. إعادة تصميم حياتك كما تريد:

نحن نستخف بالحياة، ولم أدرك هذه الحقيقة إلا بعد محاولتي الانتحار، فقد أدركت تماماً أنَّنا نعيش الحياة لمرة واحدة؛ ولذلك قررت أن أنظر إلى حياتي على أنَّها لوحة فارغة أرسم فيها الحياة التي أرغب فيها، وكانت النتيجة أنَّني أنشأت مشروعاً لجزيرة ذات نظام بيئي في "فيجي" (Fiji)، وقد حظي باهتمام وسائل الإعلام العالمية، وصُوِّر لمدة 18 شهراً وعُرِض في برنامج تلفزيوني بُثَّ في "المملكة المتحدة" (UK) و"أستراليا" (Australia) و"أمريكا" (America)؛ أي أصبحت أصعب لحظاتي على الإطلاق حافزاً يدفعني إلى المغامرة والنهوض بمزيد من المشاريع.

إقرأ أيضاً: كيف تشعر بسعادة أكبر في حياتك؟

3. الحصول على معيار تقيس عليه تجارب حياتك:

عندما نمرُّ بموقف عصيب في الحياة ونعلم يقيناً أنَّه لا يوجد ما هو أسوأ منه، فإنَّه يصبح معياراً نقيس عليه تجارب حياتنا المستقبلية، وبالطبع، لا يوجد شيء أسوأ من محاولة الانتحار؛ لذلك أطلقت فكرة عملي الجريئة لأنَّها حتى لو أدت إلى إفلاسي، فلن تكون أقسى من محاولتي الانتحار؛ إذ تمنحنا الأوقات الصعبة التي نواجهها دافعاً للاستمرار، فعندما ندرك أنَّنا تحمَّلنا تجارب قاسية للغاية، فإنَّنا لن نفقد الأمل في قدرتنا على مواجهة التجارب الأقل قسوة.

شاهد بالفيديو: 5 طـرق من روبن شارما لتجاوز الفترات العصيبة

4. الصحوة:

هناك أوقات في حياتنا يصعب علينا التعامل فيها مع أي شيء؛ ونتيجة لذلك نتخذ قرارات خاطئة وغير صحية، مثل تكوين علاقات خاطئة، أو اتخاذ خيارات سيئة في أنماط السلوك، وغيرها، فقد يخبرنا أصدقاؤنا وأفراد عائلتنا وكل من حولنا أنَّنا نسير في طريق مدمِّر، ولكنَّنا لا نصغي إليهم لأنَّ هذا الطريق يجلب لنا الراحة في ذلك الوقت، فإنَّني أؤمن حقاً أنَّ هناك أوقاتاً في حياتنا تسبب لنا الانهيار، ولكنَّ هذا الانهيار ذاته يكون بمنزلة صحوة ترشدنا إلى المسار الصحيح.

لذلك، أريد أن أشجعك على استثمار المواقف العصيبة لتُخرِج أفضل ما لديك، وتبدأ حياة جديدة لا تهاب فيها الصعاب؛ بل تواجهها بقوة وتتغلب عليها.




مقالات مرتبطة