4 طرق يدعم بها القادة الرقميين موظفيهم

تصنع الموهبة شركةً أو تدمِّرها، سواءً كانت شركةً ناشئةً أكثر ابتكاراً أم علامةً تجاريةً هامَّةً في العالم؛ خاصَّة في فترات عدم اليقين كالتي نشهدها الآن. لقد رأينا هذا الأمر سابقاً؛ حيث يفقد الموظفون الثقة بشركاتهم خلال الأزمات، ولا شكَّ أنَّ العمل سينهار بدون دعم الموظفين.



وفقاً لبحثٍ أُجريَ حول الذكاء الرقمي قامت به شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PwC's Digital IQ)، في أكبر دراسةٍ استقصائيةٍ تنفيذيةٍ من نوعها، فقد حقَّق أفضل 5% من القادة الرقميين هامش ربحٍ أعلى بنسبة 17%، ويعود هذا إلى عاملٍ رئيسٍ واحد: القوة العاملة (الموظفين).

خلال أوقات الاضطرابات، تأكَّد من تركيزك على موظفيك للتخفيف من تداعياتها، وبذلك تحرز التفوق في المجالات الأربعة التي يتفوَّق فيها أفضل القادة.

يقول ديفيد كلارك (David Clarke)، الرئيس التنفيذي في شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" العالمية: "قد تكون الخطوط الأساسية والإيرادات غير ثابتةٍ في الوقت الحالي، ولكن ليس هذا وقتاً مناسباً لخفض تكاليف القوة العاملة في مؤسستك".

لذا نقدم إليكَ 4 طرائق يدعم بها أفضل القادة الرقميين القوة العاملة لديهم:

1. طلب التعاون والعمل متداخل الوظائف:

وجدت شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PwC) أنَّ أنجح القادة لا يتحدَّثون عن التغيير فحسب، بل يقومون به، إذ أنَّ 84% من القادة المتفوقين يسمحون بالتعاون وبالعمل متعدد الوظائف. لا يكفي اقتراح تفاعل الموظفين والعمل معاً، بل عليهم أن يرسخوا هذا في ثقافتهم.

يقول كلارك: "تسرِّع هذه الأزمة من استخدام التقنيات التي تقود إلى التعاون من أجل العمل من المنزل".

"إذا كان التعاون بين الوظائف متأصلاً بالفعل في شركة، كما هو الحال مع القادة المتفوقين، فإنَّ العودة إلى ممارسة الأعمال عند حدوث الانقطاع سيكون موجوداً فعلياً في حمضهم النووي".

يتابع كلارك: "الشركات التي لم تكن تعمل بهذه الطريقة من قبل، ستدرك بسرعةٍ أنَّ حاجتها إلى التعاون الافتراضي والعمل متعدد الوظائف هو القاعدة".

إقرأ أيضاً: المفاتيح العشرة لفريق العمل المتناغم

2. التركيز على المهارات والتدريب:

يركِّز القادة المتفوقون على منح الوقت والجهد لاعتماد برامج جديدةٍ لمساعدة موظفيهم في التعلُّم والتطوُّر. في الواقع، لقد قام 63% بتغيير عملية التدريب بالكامل للتأكُّد من أنَّها أفضل ما يمكن أن تكون بالنسبة إلى الموظفين. يقول 72% من القادة المتفوقين أنَّهم يزرعون ثقافة الابتكار لرفع مستوى قوتهم العاملة.

يضيف كلارك: "تشير هذه البيانات إلى حاجة القادة إلى التوقف عن التفكير في طريقة عمل موظفيهم في المدى المنظور فقط، واستكشاف الطرائق التي يمكن أن يعملوا بها في غضون ستة أشهرٍ أو سنواتٍ من الآن".

على سبيل المثال: ألقِ نظرة على ممارسات التدريب الخاصة بشركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، وكيف تقوم بإدارة الأزمة؛ حيث استثمرت الشركة 3 مليارات دولارٍ أمريكي من أجل زيادة مهارات عمَّالها. لم يُنتِج هذا عملاً أفضل فحسب، ولكنَّه أيضاً منح الموظفين فرص التعليم التي تساعد في النهاية في تحسين عملية التوازن بين العمل والحياة.

3. الاعتماد على الاستثمارات الرقمية:

يستثمر القادة المتفوقون ما يساوي أكثر من الثلث بالمقارنة مع الشركات الأخرى، وذلك في مجال البنية التحتية الرقمية لأعمالهم، التي تتضمَّن أجهزة الكمبيوتر والبرامج وشبكة تكنولوجيا المعلومات، ممَّا يؤدِّي إلى تحسين رضا الموظفين بمقدار 77%.

يوضِّح كلارك أنَّ بعض الشركات اليوم تدرك أنَّها قد لا تكون استثمرت ما يكفي في بنيتها التحتية الرقمية. ويتابع قائلاً: " إنَّ الاستجابة الطبيعية للأزمة هي التراجع عن الاستثمارات والحفاظ على السيولة، ولكنَّهم يجب أن يركِّزوا حقاً على استثماراتهم الرقمية. هذه إجراءاتٌ حاسمةٌ لأنَّها تحدِّد ما إذا كانت الشركة ستكون قادرةً على المنافسة في المستقبل أم لا؛ وهو شيءٌ شهدناه مباشرةً مع هذه الجائحة".

إقرأ أيضاً: مع انتشار فيروس كورونا: نصائح لإدارة الموظفين عن بُعد في أوقات الأزمات

4. العمل للوصول بالموظفين إلى التفوق:

المفتاح النهائي لتحسين القدرة على الاحتفاظ بالموظفين هو تجسيد فلسفة التفوق. يقول السيد كلارك: "حتَّى أنَّ هذا ذو صلةٍ عميقةٍ بالموضوع، حيث أنَّ الشركات تتساءل متى ستعود الأشياء إلى طبيعتها، أو ما هو الوضع الطبيعي الجديد الذي قد يسود".

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ أحد الفروقات الجوهرية المميَّزة للشركات المتفوقة هي ثقافة الصمود. يتابع كلارك: "اختبر أكثر من ثلثي المتفوقين حدثاً مدمراً في العامين الماضيين مثل: الاندماج، أو سحبِ ملكية، أو تغييرٍ هامٍّ في الأعمال. لقد برزوا بشكلٍ أقوى؛ لأنَّهم لا يفكِّرون في المدى القريب فحسب، بل إنَّهم يركِّزون على المدى الطويل".

ويضيف السيد "توم بوثيامدام" (Tom Puthiyamadam)، رئيس شركة PwC الرقمية العالمية: "تشهد الشركات المتفوقة نتائج أعلى في هوامش الربح، وابتكاراً أعمق وأوسع، وموظفين مهتمين ومتعاونين، وقوالب عملٍ مرنة".

بشكلٍ عام، وجد تقرير اختبار الذكاء الرقمي (البحث المذكور في بداية المقال) أنَّ النجاح الذي حقَّقه القادة المتفوقون يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار الرقمي الذي يدعم القوى العاملة لديهم.

يقول كلارك: "يتعلَّق الأمر برمَّته بالناس؛ لذا استثمر في الأمور الهامَّة، وقم بذلك جدياً؛ وأسس بطريقةٍ تمنحك المرونة في وضع اليد العاملة البشرية أولاً؛ فهم قوَّتك العظمى الحقيقية". إذا استثمرت بهذه الطريقة، فستكون في طريقك الصحيح الذي يقودك قُدُماً في المنافسة على الرغم من أوقات الأزمات وعدم اليقين.

 

المصدر




مقالات مرتبطة