4 طرق لنجاح عملية التعلم والتطوير في فترة الركود

بعد سنوات من التحول إلى التعلُّم الإلكتروني استجابة للجائحة، ما تزال أمام الشركات الكثير من التحديات والتغييرات في الطريق، وفي ظلِّ الضغوطات الاقتصادية المتزايدة؛ تُعيدُ الشركات التفكير في استراتيجياتها، ومع تزايد احتياجات التعلُّم للمؤسسات، أصبحت الميزانيات محدودة؛ لذا كيف يُمكِنُ للتعلُّم والتطوير (L&D) تحقيق المزيد بموارد أقل؛ بل وحتى النجاح في فترة الركود؟ تابِع القراءة لمعرفة ذلك.



كيف يؤثِّر الركود في التعلُّم والتطوير؟

خلال العامين الماضيين اضطرَّت الشركات إلى التعامل مع عديد من التحديات؛ مثل "الجائحة، الفوضى السياسية، الأسواق المتقلبة، الاستقالات بالجملة، وغيرها الكثير"، ويعني الضغط الاقتصادي الذي أَحدَثه كل هذا أنَّه على المنظمات إجراء تغييرات كبيرة، وتخفيض الميزانيات والقوى العاملة.

لا يخفى على أحد أنَّ قسم التعلُّم والتطوير (L&D) غالباً ما يكون من أوائل الأقسام التي تتعرَّض إلى الضغط في فترة الركود، وأنَّ فِرَق التعلُّم والتطوير تعاني في الأصل من نقص في الميزانية والوقت والموظفين، ويؤدي إجراء التخفيضات على عجل إلى إضعاف الإنتاجية على نحو خطير في وقت تكون فيه الشركات في أمس الحاجة إليها.

أَظهرَت الاستجابة إلى الجائحة أهمية التعلُّم والتطوير في التعامُل مع فترات التغيير؛ لذلك لا عجبَ أنَّ 66% من المؤسسات تُولي أهمية قصوى لتنمية الكفاءات والمهارات، ومع الميزانيات المحدودة يتعيَّن على فِرق التعلُّم والتطوير فعل المزيد بموارد أقل.

مواجهة الانكماش الوشيك:

إذا كانَت منظمتك تريد النجاة من الانكماش والخروج منه أقوى، فعليها اتِّخاذ إجراءات فورية لتحفيز الكفاءة في مكان العمل.

هذا يعني أنَّه على فِرَق التعلُّم والتطوير استكشاف إجراءات وتقنيات جديدة من شأنها تمكين:

1. العمل على نطاق واسع:

إذا كنتَ بحاجة إلى زيادة الإنتاج أو الاستجابة بسرعة إلى التغيير، فأنتَ بحاجة إلى تقنيَّة تدعمك، وإلَّا قد تضطر إلى الاستعانة بمصادر خارجية للإنتاج لتلبية احتياجات شركتك، وهذه التكلفة المتزايدة غير مرغوب فيها خلال فترة الانكماش الاقتصادي وقد لا تكون ممكنة.

2. اكتساب الخبرة:

لا غنى عن خبراء المادة (SMEs) وأصحاب المصلحة لنجاح جميع نشاطات التعلُّم في مؤسستك، وقبل إجراء أيَّة عمليات تسريح للموظفين أو تغييرات في مناصبهم؛ عليك اكتساب خبراتهم وجعلها قابلة للمشاركة بسهولة، وإذا لم يحدث هذا، فإنَّك تخاطر بظهور فجوات في المهارات الجديدة. إنَّ استدعاء خبراء المادة للإسهام مباشرةً في إنتاج التعلُّم هو طريقة أسرع وأجدى اقتصادياً للحفاظ على حداثة شركتك في المستقبل.

3. الحفاظ على الجودة:

قد تلجأ فرق التعلُّم والتطوير - عندما ترزح تحت الضغط وتتراكم لديها طلبات التدريب - إلى اختصار الوقت والمال لتلبية هذه الطلبات، وقد يفعل أصحاب المصلحة ذلك بأنفسهم، ويُقلِّل هذا من فعالية التعلُّم؛ فهو لا يحل مشكلة نقص المهارات على نحو أسرع، وقد يزيد المشكلة سوءاً.

4. إحداث التأثير:

إن كنتَ تجد صعوبة في الاستجابة بسرعة وعلى نطاق واسع أو في الحفاظ على الجودة، فهذا يعني أنَّ الموظفين لا يحصلون على التعلُّم الذي يحتاجون إليه للنجاح في مناصبهم، ويؤدي ذلك إلى توسيع فجوة المهارات الحالية التي بدورها تؤثر تأثيراً أكبر في نتائج الشركة عند تقليص القوى العاملة.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتعلم الفعال عن بعد

4 طرائق لنجاح عملية التعلُّم والتطوير في أثناء الركود:

للاستجابة إلى الاحتياجات المتغيرة بسرعة وعلى نطاق واسع مع إحداث التأثير المطلوب؛ يجب أن تكون فِرَق التعلُّم والتطوير مرنة وجاهزة لتعديل نهجها.

إليك فيما يأتي 4 طرائق لنجاح عملية التعلُّم والتطوير في أثناء الركود:

1. تقليل الاعتماد على المصادر الخارجية:

يؤدي إنشاء المزيد من محتوى التعلُّم داخل الشركة إلى تخفيض ميزانيتك تخفيضاً كبيراً، وهذا يعني إنفاق أموال أقل على الوكالات الخارجية والموظفين المستقلين والمتعاقدين الخارجيين.

مع أنَّ المحتوى الذي تُنشِئه الوكالة قد يكون ذا جودة عالية، فإنَّ عملية الإنشاء والصيانة تكون في الغالب طويلة ومُكلِفة، وقد يكون المحتوى الجاهز سريع النشر، ولكنَّه يفتقر عادة إلى المُلاءَمة، ويقدِّم عائداً ضئيلاً للغاية على الاستثمار، وباتِّخاذ الإجراءات والتقنيات الصحيحة، يمنحُكَ إنشاء التعلُّم الإلكتروني داخل الشركة السيطرة، ويُمكِّنُك من العمل بسرعة وعلى نطاق واسع لإنشاء تجارب تعليمية مؤثرة.

2. تعزيز قدرات الموظفين:

إنَّ تمكين كل موظف من إنشاء محتوى تعليمي فعَّال يُعزِّز نتائجك دون زيادة تكاليفك، كما أنَّ الحصول على الخبرة والتجربة داخل الشركة له أيضاً فوائد طويلة الأمد عن طريق ضمان الاحتفاظ بالمعرفة والخبرة المهنيَّة الهامة حتى عندما يغادر الموظفون الشركة.

بالطبع يُعَدُّ خبراءُ المادة هم خبراء محتوى وليسوا مُصمِّمي تعليم، ولقد اعتادوا أيضاً على مشاركة خبراتهم وجهاً لوجه وليس رقمياً؛ لذلك فأنت بحاجة إلى أدوات وتقنيات لدعمهم لتحويل خبراتهم إلى تعلُّم فعَّال.

3. الحد من أوجه القصور:

يتطلَّب العمل على مستوى المؤسسة التعاون بين الجميع، وسواء كنتَ تَجمَع المحتوى أم تراجع الدورة التدريبية؛ سيُمكِّنُكَ التعاون من تسريع كل مرحلة من مراحل العملية وتقليل أوجه القصور فيها.

قبل أن تتيح إنشاء التعلُّم الإلكتروني للموظفين عبر مؤسستك؛ عليك تطبيق إجراءات وتقنيات فعَّالة، والقيام بذلكَ من البدايةِ سيجعلُ الأمور تسيرُ بسلاسةٍ أكبر؛ إذ يَسمَحُ لمُنشئي التعلُّم الإلكتروني الجُّدد بالتركيز في المعلومات التي يرغبون في مشاركتها وتجنُّب الأخطاء التقنيَّة والتناقضات المرئية.

يُمكِنُكَ أنت وفريقك بصفتكم خبراء في مجال التعلُّم والتطوير الإشراف على العملية والحفاظ على السيطرة وتقليل المخاطر.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لزيادة القدرة الإنتاجية للتعليم الإلكتروني

4. تحديد فجوات المهارة وسدها:

بعد عام استقالَ فيه الموظفون من وظائفهم بمعدلات غير مسبوقة، ندخُلُ فترة أخرى من تقليص القوى العاملة، وقد تضيع المعرفة المهنية الهامة بين عشية وضحاها، وتزداد فجوات المهارات الموجودة سابقاً سوءاً، وتَظهَرُ فجوات جديدة.

هذا يعني أنَّ تراكم التعلُّم في مؤسستك على وشك الزيادة، وإذا لم تكُن مستعداً للتكيُّف، فلن تستطيع تلبية احتياجات التعلُّم هذه، وستواجه مشكلات خطيرة في العمل والامتثال.

عليك التحكُّم بتراكُم محتوى التعلُّم، ومن خلال تمكين أي موظف من إنشاء التعلُّم، تكون أنت وفريقك متفرغين لتولِّي دور الإشراف الاستراتيجي، وهذا يعني بناء خريطة طريق لاحتياجات التعلُّم والأداء في المُستقبَل وضمان أن يكون المحتوى المُنشَأ مؤثراً وملائِماً وفي الوقت المناسب، وسيؤدي ذلك إلى التخفيف من مخاطر فقدان المعرفة والفجوات في المهارات التي تَظهَر خلال فترات التغيير.

إقرأ أيضاً: ما هو التدريب على المهارات؟ التعريف والأهمية وأمثلة

في الختام:

في مواجهة الانكماش الاقتصادي الوشيك تُعيدُ الشركات التفكير في استراتيجياتها وخفض الميزانيات وخفض عدد الموظفين، ويكون الطلب على التعلُّم الرقمي المؤثر لدعم هذه التغييرات في أعلى مستوياته على الإطلاق؛ لذلك يُطلَب من فِرَق التعلُّم والتطوير عمل المزيد بموارد أقل.

إذا كنتَ تريد التأكُّد من أنَّ مؤسستك لديها ما تحتاج إليه للنجاح في ظل هذه الضغوطات الاقتصادية الجديدة، فعليك الاستعداد. تأكَّد من استعدادك للعمليات والتقنيات التي تُمكِّنُك من:

  • توسيع نطاق إنشاء التعلُّم.
  • الاستفادة من خبرة الخبراء الداخليين.
  • الحفاظ على جودة التعلُّم.
  • زيادة تأثير التعلُّم.



مقالات مرتبطة