4 طرق لتحديد الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات قيادة استثنائية

يعاني كثير من المديرين القلقين من قلَّة النوم في أيامنا هذه، إذ إلى جانب حاجتهم إلى التعامل مع تحديات كبيرة تتمحوَّر حول جذب الجيل القادم من القادة والاحتفاظ به، يواجه هؤلاء مسؤوليَّةً أكبر تتمثَّل في الحفاظ على قدرتهم على التنافس مع استمرار الاضطراب الناجم عن صعود التقنيَّات الرقميَّة في تغيير شكل أماكن العمل.



مع ظهور توقعات تشير إلى أنَّ الرجال الآليين والذكاء الاصطناعي، سيؤثران على مليارَي وظيفةٍ خلال هذا العَقد؛ يبقى في الحقبة الرقميَّة حقيقةٌ واحدةٌ راسخةٌ كالصخر، هي أنَّ ممارسة القيادة من اختصاص البشر.

على الرغم من أنَّ بإمكاننا أن نسلُك الطريق الهيِّن، وأن نلقي اللوم عن قلَّة القادة على النقص الحاد في المواهب حول العالم؛ إلَّا أنَّنا سنُطبِّق النصيحة التي تُسديها إلينا أفضل الأبحاث والممارسات المُتَّبعة حاليَّاً، من خلال تعليم المديرين الحاليين ممارسة القيادة ممارسةً تتَّسِم بالكفاءة، والتي تميِّز البشر في عصر الرجال الآليين. فيما يلي بعض النقاط التي تخفِّف الأرق الذي يُحِسُّ به المديرون، وتساعدهم في تعيين الأشخاص الذين يتمتَّعون بمهارات قيادةٍ استثنائيَّة:

1- تعيين مزيد من النساء في مناصب القيادة:

وفقاً لبياناتٍ جُمِعَت من أكثر من 2400 شركةٍ حول العالم: يزداد احتمال تحقيق الشركات التي يتولَّى فيها عددٌ كبيرٌ من النساء مناصب قياديَّةً نموَّاً ثابتاً ومُربِحاً بمقدار 1.4 مرة، كذلك تكون هذه الشركات أكثر استعداداً من غيرها لمواجهة الاضطرابات التي يسبِّبها صعود التقنيَّات الرقميَّة.

في الشركات التي تضمُّ مجموعةً متنوعةً من الموظفين من رجالٍ ونساء، يزداد احتمال تعاون القادة معاً للتوصُّل إلى حلولٍ وفرصٍ جديدةٍ بمقدار الضعف، مقارنةً بالشركات التي تضمُّ مجموعاتٍ أقلَّ تنوُّعاً من الموظفين الرجال والنساء؛ كذلك يساهم تنوُّع وجهات النظر في الشركات المتنوعة في تحقيق هذه الشركات النجاح.

إقرأ أيضاً: المرأة و القيادة

2- تطوير ثقافة تهتمّ بالأهداف:

وُجِد في الدراسة نفسها: أنَّ الشركات التي تسودها ثقافة عملٍ قويَّة تقدِّم أداءً يفوق الأداء الذي تقدِّمه باقي الشركات في السوق بنسبة 42%. يحدِّد القادة المسؤولون عن بناء ثقافةٍ تهتمُّ بقوَّة الأداء أركاناً أساسيَّةً تقوم عليها الثقافة، مثل: الغاية الواضحة، وتبادل الكوتشينغ بين الأقران، وإجراء الاختبارات، والسلامة النفسية، وبناء علاقاتٍ متنوعةٍ بين مختلف الأجيال.

3- تقديم رؤية مستقبلية هادفة إلى الموظفين:

ثمَّة كثيرٌ من الأدلة التي تؤكِّد حقيقةً بسيطة: يقدِّم الموظفون أداءً أفضل حينما يُحِسُّون بالسعادة. استنتجت الأبحاث أنَّ الاندماج اندماجاً كاملاً في العمل والإحساس بالسعادة، يثير رغبة الجميع -عمليَّاً- بالإحساس بأن ثمَّة غايةٌ من عملهم، وببناء علاقاتٍ رائعةٍ مع أقرانهم وزملائهم؛ ويُبَلوِر لديهم رؤيةً مستقبليةً هادفة.

ووفقاً للأبحاث: يرغب معظم الناس بأن يكونوا قادرين على رؤية رؤى مستقبليةٍ مقنعة، وأن يعرفوا ما الدور الذي يؤدونه في الوصول إليها. يحتاج هذا إلى أن يكون القادة قادرين على ربط رؤية المنظمة بالرؤية الشخصيَّة لكلِّ فردٍ، ثمَّ المواظبة باستمرارٍ على توضيح تلك الرؤية.

إقرأ أيضاً: ما مدى أهمية "الرؤية" بالنسبة إلى قادة الأعمال؟

4- قلب الهرم:

يؤدِّي اتباع نهج قيادةٍ ينطلق من القاعدة، ويصعد إلى القمة، من خلال قَلب هرم المنظمة - إلى انتشار الثقة بشكلٍ أكبر بين الموظفين، ويمكِّنهم من تقديم عملٍ هامٍّ وذي جودةٍ أعلى؛ لأنَّ هدف القادة المتواجدين في قاعدة الهرم: منح القوَّة للموظفين وتطويرهم، عوضاً عن التحكُّم بأدق تفاصيل العمل.

تُعَدّ الحوارات التي تُعقَد يوميَّاً في البُنى القيادية التي تنطلق من قاعدة الهرم، مختلفةً؛ إذ أنَّ الاهتمام فيها يكون مُنصبَّاً على أبرز الجوانب التي يحتاج فيها الموظفون إلى المساعدة، وليس على الأمور التي يطالب المديرون الموظفين بأدائها. بناءً على ذلك، يشارك كِلا الطرفين بشكلٍ فعَّال في تحديد الإمكانات المتوافرة لحلِّ المشكلات التي تواجههم.

في هرم القيادة المقلوب، يدعم كلُّ مستوىً المستوى الذي يسبقه. وهذا يعني أنَّ الشركة بأكملها تعمل بأقصى طاقاتها لتصل إلى أعلى درجات الكفاءة.

يُعَدّ القادة الحقيقيون من أهمِّ العناصر التي تحتاج إليها الشركات في عصر صعود الرجال الآليين، وسيطرة الذكاء الاصطناعيِّ على مفاصل العمل.

ومن خلال اتِّباع النقاط السابقة، يستطيع المديرون اختيار الأشخاص الذين يتمتَّعون بمهاراتٍ قياديَّةٍ، وتعيينهم في المناصب المناسبة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة