4 أنماط رئيسة للقيادة وإيجابياتها وسلبياتها

يُعَدُّ قادة الموارد البشرية عموماً من بين ألطف القادة، فبالمقارنة مع مجالات أخرى مثل التمويل أو العمليات أو المبيعات، يزيد احتمال أن يُنشِئ قادة الموارد البشرية بيئة قائمة على الألفة والدعم بين الموظفين، وبناء روابط اجتماعية وشخصية مع فرقهم والحد من الاختلافات. وعلى الرغم من أنَّ هذا يبدو عظيماً، فقد تبيَّن أنَّ أغلب الموظفين لا يبحثون عن المزيد من اللطف من قادتهم في العمل.



خضع أكثر من مليون شخص لاختبار "ما هو أسلوبك القيادي؟"، وتُبين هذه البيانات الصادرة حديثاً من هذا الاختبار فجوة خطيرة بين نمط القيادة المستعملة في الموارد البشرية والأسلوب الذي يريده أغلب الناس من مديرهم في العمل.

4 أنماط رئيسة للقيادة:

  • يقدِّر الدبلوماسيون الانسجام بين الأشخاص، فهُم مَن يحافظون على تماسك المجموعات وتآلفها، وعادةً ما يكونون لطيفين واجتماعيين ومعطائين، وغالباً ما تكون لديهم روابط شخصية عميقة مع موظفيهم.
  • يقدِّر المشرفون القواعد والعمليات والتعاون، فهُم يعتقدون أنَّ أيَّة سلسلة تكون قوية بقدر قوة أضعف حلقاتها، ولا تتحرك هذه الحلقات إلا بالسرعة التي تسمح بها السلسلة بالكامل.
  • البراغماتيون لديهم معايير عالية، وهم يتوقعون من أنفسهم وموظفيهم تلبية هذه المعايير. إنَّهم مندفعون وتنافسيون ويقدرون قيمة تحقيق أهدافهم قبل كل شيء، وهم أيضاً يقودون بحزم وغالباً ما يستمتعون بتحطيم العقبات.
  • يريد المثاليون أن يتعلموا وينموا، ويريدون من الآخرين أن يحذوا حذوهم؛ إذ إنَّهم متفتحون ويقدرون الإبداع من أنفسهم ومن الآخرين.
إقرأ أيضاً: النظريات الأساسية في القيادة... تعلُّم أسس القيادة

بيانات القادة:

وتشير هذه البيانات إلى أنَّ 64% من القادة في أقسام الموارد البشرية من الدبلوماسيين، و21% من المشرفين، و6% من البراغماتيين، و9% من المثاليين، ونظراً لسمعة الموارد البشرية في اللطف، ربما تلك الأرقام ليست بمفاجئة.

عندما طُلِب من الناس اختيار نمط رئيسهم المثالي، فإنَّ 22% فقط من موظفي الموارد البشرية يقولون إنَّهم يفضلون قائداً من الدبلوماسيين، ويفضل 11% من العاملين في الموارد البشرية أسلوب المشرفين، و16% منهم يرغبون في البراغماتيين، و51% منهم يفضلون قائداً يتمتع بالأسلوب المثالي.

شاهد بالفيديو: 8 سمات قيادية فعالة يمتلكها جميع القادة العظماء

ما هو الشيء المميز في المثالية؟

يمثل هذا الأسلوب الموظفين الذين يتَّحدون لتحقيق أهداف كبيرة، مع الاهتمام الشديد بهؤلاء الموظفين، والشخص المثالي هو أقرب إلى المعلم الذي يقول للطلاب: "سوف أحفِّزكم في هذا الفصل، وإنَّني أفعل ذلك لأنَّني أؤمن بإمكاناتكم وأريدكم أن تكونوا عظيمين".

ولكن الآن الأسلوب المثالي لا ينجح مع كل الموظفين ولا يتناسب مع أعمال كل شركة، ولكي ينجح هذا النمط يجب على الموظفين أن يرغبوا في التعلُّم والنمو، وهذا بالطبع يتطلب عمالاً طموحين.

يمكن القول إنَّ أكبر عائق أمام زيادة اعتماد الأسلوب المثالي - وخاصة في إدارات الموارد البشرية - هو أنَّ التعلُّم يتطلب خطر الفشل والابتعاد عن منطقة الراحة، وسوف تمر لحظات؛ إذ يتحدى مدير مثالي موظفيه في السعي إلى ما هو أبعد من الجيد، للتعامل مع المشروع بأقل احتمالات النجاح وبذل أقصى الجهود وتعلُّم مهارات جديدة، وفي تلك اللحظات قد لا يكون الموظفون سعداء بقدر ما كانوا عليه عندما كانوا يعملون لدى مدير بمعايير أدنى.

خطر وجود مدير:

هذا هو خطر وجود مدير يريد أن يرى الموظفين يحققون شيئاً عميقاً وهادفاً؛ فهو يتطلب في كثير من الأحيان بعض التعب، ولكنَّ العائد الذي يحصل عليه الموظفون يتلخَّص في تعلُّم مهارات جديدة وتنمية سيرتهم الذاتية والشعور بالإنجاز العميق.

يركز العديد من قادة الموارد البشرية في جعل موظفيهم سعيدين على حساب تحديهم للتعلم والنمو، ونأمل أن تمنحك هذه البيانات الجديدة بعض الارتياح؛ لأنَّ أغلب موظفيك لا يريدون أن تدللهم، وطالما أنَّ هناك فرصة للتنمية، فإنَّهم سيواجهون بعض التحديات الإضافية عن رغبة.

المصدر




مقالات مرتبطة