4 أشياء يضعها قادة الأعمال في الحسبان قبل إعطاء التغذية الراجعة

في مجال الأعمال، من أهم الأشياء التي يمكن لأي قائد القيام بها تقديم التغذية الراجعة والتصحيح لموظفيه، فأنت تريد من موظفيك في النهاية بذل قصارى جهدهم والقيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة.



ولكن عندما تقدِّم هذا بنبرة خاطئة أو نية خاطئة، فإنَّ محاولاتك للتصحيح قد تكلِّفك الاحترام والتعاون؛ لذلك فمن خلال التراجع قليلاً وإجراء عمليات التحقق الهامة هذه، يمكنك التأكد من أنَّ ملاحظاتك ستصيب الهدف منها.

1. التحقق من مزاجك:

اعتماداً على أهمية ما تحتاج إلى تصحيحه، قد يكون من المفهوم أن تشعر بالضيق، ولكن من المحتمل ألا يكون توجيه تأنيب لفظي إلى موظفك هو أفضل طريقة لتحسين الإجراءات المستقبلية.

وجدت الأبحاث أنَّ الصراخ في المكتب -بغض النظر عن مدى شعورك بأنَّه مبرر- يمكن أن يساهم في الواقع في الاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية، كما أنَّه يقلل من الحافز والإبداع، وهو عكس ما تهدف إليه تماماً.

يمكن للغة الجسد العدوانية أن تجعل الموظفين يشعرون بالضيق وعدم تقديرهم من قِبلك؛ لذا بغض النظر عن مدى إحباطك، خذ بعض الوقت لتهدأ حتى تتمكن من تقديم التصحيح بنبرة مفيدة وإيجابية.

شاهد بالفيديو: 8 دروس من شأنها أن تجعلك قائداً أفضل

2. التحقق من أحوال الموظفين:

يحذِّر بن وارد (Ben Ward)، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة فورورد ليدرشيب (Forward Leadership) ومؤلِّف كتاب "فن البيع" (Sellership)، من أنَّه لا ينبغي للقادة أبداً تقمُّص دور المصلحين إذا لم يفهموا كل ما يخص موظفيهم أولاً، مثل عقليتهم وأهدافهم وأفعالهم.

ناقش وارد في مقطع فيديو على موقع يوتيوب (YouTube) مبادئ كتابه، وأوصى بأنَّه لفهْم هذه الجوانب الهامة، يجب على القادة استخدام "محادثة بسيطة للغاية لمعرفة أحوالهم، كأن يسأل القائد: "كيف حالك اليوم؟ ما الذي يحدث؟ ما الذي يدور في ذهنك؟" الأمر بهذه البساطة، وللحصول على فكرة عن دوافعهم وأحلامهم وأهدافهم، تحدَّث معهم حول ما هو هام بالنسبة إليهم، واسألهم بوضوح شديد: "ماذا تفعلون؟ ما الذي يثير حماستكم؟" وخذ خمس دقائق للتعرُّف إلى هذا الشخص".

تمنحك مثل هذه المحادثات فهْماً أوضح لدوافع كل فرد، كما يمكن أن يساعدك هذا أيضاً على فهْم ما يفعلون، وربما يخبرك أيضاً بما يعوق أداءهم فيما يتعلق بالتوقعات المحددة مسبقاً.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم استراتيجيات الإصغاء إلى الموظفين لدعم سلامتهم؟

3. التحقق من المعلومات:

من السهل إلقاء اللوم على الآخرين بسبب أخطائهم وعيوبهم المتصورة، ولكن في بعض الأحيان، يتوقع قادة الأعمال من الموظفين معرفة الأشياء التي هي في الواقع خارج مجالهم، وفي أوقات أخرى، لا يتم إيصال المعلومات إليهم إيصالاً صحيحاً؛ لذا فهُم لا يعرفون كل ما هو مطلوب منهم.

ومثال على هذا، وجدت دراسة استقصائية على موقع إيه - زيد سينترال (AZCentral) أنَّ 28% من الموظفين ألقوا باللوم على ضعف التواصل الداخلي لعدم تمكُّنهم من إكمال المشاريع في الوقت المحدد، وتقدِّر جمعية الموارد البشرية (SHRM) أنَّه بالنسبة إلى الشركات التي يعمل بها 100 موظف، يمكن أن يؤدي سوء التواصل إلى متوسط خسائر إنتاجية سنوية تبلغ 420 ألف دولار.

تأكَّد قبل إلقاء اللوم من أنَّك لا تتوقع أن يعرف موظفك شيئاً لم يُبلَّغ به، فإذا نسيت إرسال إشعار حول التغيير الذي يرغب فيه العميل في مشروعه مثلاً، فليس خطأ فريقك أنَّ هذا التغيير لم يحدث؛ إذ يمكن أن يلعب تحسين مهارات التواصل الخاصة بك دوراً رئيساً في تقليل الحاجة إلى التصحيح.

إقرأ أيضاً: كيف تميز الفارق بين اللوم والمسؤولية؟

4. التحقق من الأدلة:

يتردد معظم الناس بطبيعتهم في تصديق أنَّهم يفعلون شيئاً خاطئاً، حتى عندما يكون رئيسهم هو مَن يخبرهم بذلك؛ حيث يمكن أن يكون من السهل جداً على الموظف ذي الأداء الضعيف أن يتجاهل تعليقاتك ويواصل العمل كما كان دائماً بسبب وجود عدد قليل فقط من العبارات الغامضة غير المباشرة، والأسوأ من ذلك، أنَّهم قد يفترضون أنَّك تُضمِر لهم الضغينة أو أنَّك تحاول جعلهم يبدون غير أكفاء.

لهذا السبب، من المفيد دائماً أن يكون لديك أدلة يمكنك تقديمها لموظفيك عند تقديم التصحيح، على سبيل المثال، يمكن للشركة التي تعتمد على إنتاج المحتوى أن تجعل المحررين يمنحون درجات للكتاب بناءً على جودة عملهم، وسيساعد إثبات أنَّ متوسط درجات الكاتب قد انخفض أو أنَّه تلقَّى عدداً أكبر من الدرجات "السيئة" مؤخراً في إثبات أنَّ ملاحظاتك محقة، كما سيجعل تقديم أمثلة ملموسة ومحددة الموظفين أكثر تقبُّلاً لعمليات التصحيح، والأهم من ذلك، أنَّه يجب دعم هذه الأمثلة بملاحظات ومساعدة تسهل عليهم التحسين، وسيمنح توضيح كيفية تعاملك مع مشكلات مماثلة حدثت مع الآخرين الموظفين الثقة ويجعلهم يشعرون بالتقدير.

من خلال التأكد أنَّ رغبتك في التصحيح محقة وتُقدَّم تقديماً بنَّاءً ومفيداً، فإنَّك تساعد فريقك على الشعور بالقوة والدافع لبذل قصارى جهدهم؛ ونتيجة لذلك، ستصبح أكثر إنتاجية ويمكن لشركتك أن تزدهر ازدهاراً غير مسبوق، وما عليك سوى إجراء عمليات التحقق الأساسية أولاً، وستكون في طريقك لتوفير التصحيح الناجح.

المصدر




مقالات مرتبطة