4 أسباب تستدعي تكليف المديرين قيادة استراتيجية إدماج الموظفين

تضع الموارد البشرية أو القادة في معظم المؤسسات استراتيجيات لإدماج الموظفين؛ وذلك لسبب وجيه وهو أنَّ وجود استراتيجية موحدة لإدماج الموظفين عبر المؤسسة أمر أكثر قابلية للتنفيذ ويعطي تعريفاً فريداً من نوعه لمشاركة هدف الشركة وقيمها.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "نيل مكنامارا" (NEAL MCNAMARA)، يُحدِّثُنا فيه عن أسباب تدفع المديرين إلى قيادة استراتيجية المشاركة.

ومع ذلك، هذه ليست الترتيبات دائماً، فطوال السنوات الماضية لاحظَت شركة "تايني بولس" (TINYpulse) للإحصاءات أنَّ المديرين المتوسطين - وهي مجموعة واسعة تضم رؤساء الأقسام وقادة الفرق - يقودون بشكل متزايد مهمة إدماج الموظفين.

لذا قررنا في الفترة الأخيرة أن نتعمَّق في هذا الأمر من خلال إجراء دراسة استطلاعية على عملائنا لمعرفة ما إذا كنا نستطيع وضع بيانات تدعم ملاحظاتنا غير الرسمية في تقرير، ونقدم في هذا التقرير معلومات عن مقدار التزام المديرين الذين يقودون ممارسات إدماج الموظفين وإلقاء نظرة على "كيف تؤتي هذه الجهود ثمارها؟"، واستطلعنا آراء 500 موظفاً لمعرفة ما إذا كانوا يريدون من مديرهم المباشر أن يفعل شيئاً حيال إدماج الموظفين، وكشف الاستطلاع أنَّهم يريدون ذلك بالتأكيد.

فيما يأتي أربعة أسباب وجدناها توضِّح لماذا قد ترغب المؤسسات في التفكير في السماح للمديرين من الفئة المتوسطة بالتعامل مع إدماج الموظفين بأنفسهم، وهي:

1. إنَّهم يعرفون فِرقهم معرفةً أفضل:

خلال بحثنا قابلنا أكثر من اثني عشر مديراً من الفئة المتوسطة وسألناهم عن سبب اختيارهم لفعل شيء حيال إدماج موظفيهم، وقال لنا الكثيرون إنَّ السبب هو أنَّهم يعرفون فِرقهم جيداً؛ لذا من المنطقي بالنسبة إليهم أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمساعدتهم على القيام بأفضل أعمالهم.

وقال لنا أحد المديرين وهو قائد فريق في استوديو للرسوم المتحركة: "أردت طريقة للحفاظ على اتِّصال مع الفريق، بالإضافة إلى ذلك كنت مهتماً بطرائق لإبقاء الموظفين مندمجين، ومعالجة القضايا قبل أن تكبر".

2. توجد فوائد مباشرة:

سألنا هذا السؤال: "هل يستفيد الموظفون الذين يعملون لدى المديرين من الفئة المتوسطة والذين ينفذون استراتيجيات إدماج الموظفين؟" للإجابة عن السؤال، أجرينا تحليلاً إحصائياً للردود على استطلاعات الإدماج في شركة "تايني بلس" التي أكملها الموظفون في الفِرق التي يقودها المدير الأوسط، وقارنَّاها مع ردود الموظفين الذين تقود الموارد البشرية أو المديرون التنفيذيون عملية إدماجهم.

كانت استجابات الموظفين الموجودين في الفِرق التي يقودها المديرون من الفئة المتوسطة أكثر إيجابية من حيث التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وإمكانات النمو الوظيفي، واستجابة المديرين إلى احتياجاتهم، ووجدنا أيضاً أنَّهم معرَّضون بشكل أقل بنسبة 20% إلى الاستقالة بسبب الأجور، ولكنَّ حجم العينة لهذه الأسئلة كان صغيراً جداً؛ فلا يمكن استخلاص أيَّة استنتاجات مؤكَّدة منه.

شاهد بالفديو: 7 مبادئ لاستعادة التوازن في الحياة

3. استراتيجية الإدماج شائعة:

وبعيداً عما لاحظناه مع عملائنا، كُلِّفنا بإجراء استطلاع للرأي شمل 502 من العمال، وسألنا عما إذا كان مديرهم المباشر قد نفَّذ استراتيجية لإدماج الموظفين في العمل، وأجاب ما يقرب من 70% بـ "نعم"، ومن بين هذه النسبة التي تبلغ 69% كانت أفضل ثلاثة أساليب نُفِّذَت لإدماج الموظفين هي تقدير الموظفين، والتماس ردود الفعل المنتظمة، وتوفير التطوير والتدريب على المسار الوظيفي.

4. يريد الموظفون من المديرين تطبيق الإدماج:

وبالنظر إلى نسبة الـ 31% الذين أخبرونا بأنَّ مديرهم لم ينفذ استراتيجية الإدماج، فإنَّ غالبية تلك المجموعة 53% منهم أخبرونا بأنَّهم يريدون من مديريهم أن يفعلوا شيئاً، كما سألنا المجموعة التي أجابت بـ "لا" عمَّا يزعجهم بشأن العمل، وكانت أهم القضايا هي الأجور والتواصل وعدم التقدير.

وتتماشى هذه الإجابات مع بعض الفوائد التي رأيناها بالنظر إلى الردود على أسئلة شركة "تايني بلس" ومنها: مديرون أكثر استجابة، وموظفون أقل احتمالاً للاستقالة بسبب الأجور".

وجدنا بعض الأدلة الجيدة لدعم الرأي القائل إنَّ المديرين من الفئة المتوسطة يجب أن يتولوا زمام الأمور بشأن إدماج الموظفين، ولكن كانت هناك بعض التحذيرات؛ فمن بين عملاء شركة "تايني بلس"، يشعر الموظفون الذين يقودهم مديرون من الفئة المتوسطة بأنَّهم أقل قيمة وأقل سعادة وفقاً لإجابتهم عن سؤال "ما هو مقدار سعادتك في العمل؟" في مقياس مدرج من 1 إلى 10؛ إذ صنَّف الموظفون الذين يقودهم مديرون من الفئة المتوسطة أنفسهم 7.39، مقارنة بالآخرين الذين صنَّفوا أنفسهم عند 7.56.

يوجد أيضاً خطر من أن يؤدي تعامُل المدير المتوسط مع الاندماج إلى تقويض استراتيجيات أكبر على مستوى المؤسسة، ومع ذلك، تُظهِر الأدلة أنَّ المديرين المتوسطين ما يزالون قادرين على تحقيق مكاسب من خلال مبادرات الإدماج الرائدة.

المصدر