3 نصائح لتكون قارئاً أفضل

كلُّنا نريد أن نعرف السرَّ الوحيد لنصبح أكثر ذكاءً، فإذا كنت تبحث عن "طرائق لتصبح أكثر ذكاءً" على الإنترنت، ستحصل على كثير من الاقتراحات غير المعقولة، لكن هل تظن أنَّ بضع مقالات ستجعلك أكثر ذكاءً؟ استخدم نتائج البحث هذه بوصفها اختباراً لمستوى ذكائك الحالي، فإنَّ إمعان النظر فيما تجده هو الخطوة الأولى لاكتشاف أنَّه كلام فارغ.



السر لتصبح أكثر ذكاء ليس شيئاً مميزاً، ومع ذلك يتغافل عنه الناس؛ إنَّه القراءة، والمشكلة هي أنَّنا نعرف أهمية القراءة، لكنَّنا لا نعرف من أين نبدأ، ففي كثير من الأحيان نحاول أن نقرأ بقدر ما نستطيع، لكن دون أي استفادة أو زيادة في ذكائنا، وكان حريٌّ بنا الاستفادة من وقتنا في شيء آخر.

لكن، لماذا هذا هو سر كل شخص ناجح على وجه الأرض؟ لماذا يستفيد الآخرون كثيراً من القراءة، ونحن لا نستفيد مطلقاً؟ السبب هو أنَّنا لا نفكِّر فيما نقرأ، ستجد الآلاف من المقالات ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن القراءة، والقليل منها عن كيفية التفكير فيما تقرؤه، فنحن لا نقرأ من أجل القراءة بحدِّ ذاتها، وإنَّما لكي نتعلَّم شيئاً ما.

إليك فيما يأتي 3 نصائح لتكون قارئاً أفضل:

1. اعلم أنَّ الأمر يستغرق وقتاً، وعليك استثماره:

نتوهم غالباً أنَّنا نستطيع القراءة بسرعة مع فهم ما نقرؤه والاستفادة منه، وهذا لا يعني أنَّك يجب أن تقرأ ببطء، مثلاً كتاب واحد في شهرين، لكن يجب أن تفكِّر مليَّاً فيما تقرؤه، إذا كنت تقرأ الكتاب على عجل، فكيف ستستفيد منه؟

عندما تقرأ من أجل المتعة فقط، يمكنك بسهولة قراءة رواية في يوم واحد (أو حسب سرعتك في القراءة)، لكن يختلف الأمر تماماً عندما تقرأ كتباً علمية لتحسين الذات، هل تظن أنَّك بقراءة كتاب علمي في يوم واحد، ستتمكَّن من تحسين حياتك إلى حدٍّ بعيد؟ هذا مستحيل؛ إذاً، لماذا نفعل ذلك؟ لأنَّنا نريد أن نبدو أذكياء ونتفاخر بالكم الهائل من الكتب التي قرأناها.

لكن ما الذي يخدمك إذا كنت تستفيد استفادة بسيطة من الكتاب الذي تقرؤه؟ لا شيء، إذا كنت تتصفَّح الكتاب، فحريٌّ بك ألَّا تقرؤه أصلاً، يجب أن تكون على استعداد لاستثمار الوقت اللازم لقراءة الكتاب، وهذا لا يعني أنَّك لا تستطيع قراءته دفعة واحدة؛ إذ يمكنك قراءة الكتاب مرة واحدة، وبعد أن تصبح على دراية بمحتواه وأساسياته، ترجع إليه وتندمج معه وتتعمَّق فيه.

شاهد بالفيديو: كيف يقرأ الأذكياء؟ 5 نصائح تساعدك على القراءة بذكاء

2. فكِّر فيما تقرؤه:

إذا كنت تريد كشف السر لتصبح أكثر ذكاءً، فأنت تحتاج إلى معرفة بعض الأساسيات؛ إذ يجب أن تجعل المعلومات التي تقرؤها ملكاً لك؛ فأعِد صياغتها، واكتبها في دفتر يومياتك، ثمَّ حاول نقل المعلومات إلى حياتك، اسأل نفسك: كيف ينطبق هذا علي؟ ما الذي يمكنني الاستفادة منه في حياتي؟ عندما نضفي بُعداً شخصياً على المعلومات، يفهم الدماغ أنَّها هامَّة، فيحفظها لكي نتذكَّرها بصورة أفضل.

لكن، لماذا تريد الاحتفاظ بالمعلومات بصورة أفضل؟ عندما تحتفظ بالمعلومات الهامَّة التي قرأتها، يمكنك تطبيق النظريات والاقتراحات، ومن ثمَّ تحصل على أقصى فائدة من أي كتاب تقرؤه.

إقرأ أيضاً: 12 استراتيجية لمساعدتك على حفظ المعلومات بسرعة

3. طبِّق المعلومات في حياتك:

بتطبيق المعلومات من الكتاب على حياتك، فإنَّك تستفيد من الكتاب، فالغاية من الكتب مساعدتنا على تحسين حياتنا؛ إذ يجب أن تساعدنا على تعلُّم لغة أو مبدأ أو استراتيجية، فلمَ لا نستفيد منها؟

فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: من المرجَّح أنَّ المؤلف قد وضع سنوات من الخبرة والمعرفة في هذا الكتاب؛ إذ لديه مهارة تخوِّله للنشر، وقد استثمر الوقت في الكتابة والنشر، ربما يكون المحتوى ذا قيمة عالية، فلماذا لا تستفيد منه لتحسين حياتك بناءً على تجارب الآخرين؟

إقرأ أيضاً: كيف تمارس التعلم المقصود لتحقق نمواً لا ينضب؟

في الختام:

نحن نتعلَّم بالقراءة أن نعيش ألف حياة خلال حياة واحدة، ففي كل مرة تقرأ فيها خطة مشروحة شرحاً وافياً، أو استراتيجية يمكنك تطبيقها في حياتك، دوِّن ملاحظاتك، ثمَّ ضع خطة عمل تتلاءم مع حياتك، ستندهش من التأثيرات الرائعة لهذا في حياتك، ولن تقرأ بطريقة غير هذه أبداً.




مقالات مرتبطة