3 نصائح لتطوير مسيرتك المهنية

ليس خافيا على أحد أن طبيعة المسار المهني حاليا لم تعد مثلما كانت قبل جيل مضى. فقد أصبح الانتقال من وظيفة إلى أخرى كل بضع سنوات أمرا مألوفا هذه الأيام، وقد بات الاقتصاد المتقلب وسوق العمل الضيقة يؤثران سلبا على آمال النجاح لدى أبناء هذا الجيل، ولكن ما هي السبيل إلى إنعاش هذه الآمال؟


وفقا لمارك هوبكنز، مؤلف كتاب "طريق مختصرة لتحقيق الازدهار"، فإن التغيرات الحاصلة في سوق العمل توجب على كل واحد منا أن يفكر مليا في إتباع الممارسات الحكيمة التي يؤديها رواد الأعمال اللامعين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. ولكن لا يعني هذا أن هوبكنز يدعو الشباب إلى أن يتركوا وظائفهم ويبدؤوا تجربة عمل مستقلة، بل إنه يود إطلاعنا على أسرار الصنعة التي يملكها بعض أنجح رواد الأعمال في العالم- مثل عاداتهم الراسخة وأنماط تفكيرهم- وهو يرى أنها قد تشكل أدوات سحرية لبلوغ النجاح الذي يحلم به الجميع.

السر الأول: تحديد مواطن الشغف المهني واستكشاف المهارات:
إن النجاح- في المشاريع الخاصة كما هو في ارتقاء سلم الوظائف- يعتمد على تحديد الفرص واستغلالها بالصورة الأمثل. من وجهة نظر هوبكنز، فإن رواد الأعمال يمتازون ببراعة خاصة في هذه الناحية، فهم يركزون اهتمامهم على مشاريعهم الخاصة وعصارة أفكارهم وشغفهم العميق بإنجاز ما يصبون إليه. يقول سيث غودين، المستشار المعروف في مجال ريادة الأعمال، إن من يحظون بالتميز هم فقط أولئك الأشخاص الذين يعقدون العزم على نيله.

غير أن اتخاذ قرار حازم تجاه حصد النجاح لا يقتصر على إدراك ما نحب فعله، بل يلزمنا أيضا استكشاف مهاراتنا وتكوين رؤية شخصية حول ما يعنيه النجاح بالنسبة لنا. ويضيف هوبكنز: "يتطلب الأمر بحثا عميقا في الذات لتحديد ما يلهب حماسنا حقا". وفي هذا الصدد، يلجأ البعض أحيانا إلى الأخذ بما يراه المحيطون، أما البعض الآخر فيعتمد ببساطة على حدسه الذاتي. ومهما كانت الطريقة، فإن تعيين مواطن الشغف المهني لدى الإنسان ورؤيته الخاصة تجاه النجاح في المسار الوظيفي هو شيء لا بد منه. وترجع أهمية القيام بهذا إلى أنه يضع الحد الفاصل بين مكانتك الحالية وبين المستقبل المثالي الذي تحلم بالوصول إليه. وعندئذ يكون الخيار بين يديك في أن تبقى كما أنت أو أن تسير باتجاه بلوغ غايتك.

السر الثاني: كسب الثقة من خلال المبادرة:
حينما يتعلق الأمر بالتطور الوظيفي، تكون مسألة كسب الثقة شائكة نوعا ما. يقول هوبكنز إنه "وبغض النظر عن حجم الشركة التي تعمل بها، فإن من ينجح في جذب اهتمام المسئولين هم الأشخاص الذين يتمتعون بروح المجازفة ويقبلون على انتهاز الفرص وإن بدت تنضوي على مخاطر كبيرة. ويضيف: "إذا سعيت نحو امتلاك زمام المبادرة في العمل وسمة المخاطرة التي يمتاز بها رواد الأعمال، فلا بد أنك ستلفت انتباه الآخرين إليك".

السر الثالث: توطيد علاقات العمل:
هل سبق أن رأيت رواد الأعمال أثناء انعقاد المؤتمرات؟ إنهم يحرصون على التواصل الاجتماعي بشدة وكأن حياتهم تتوقف على ذلك. وهذا صحيح تماما من الناحية المهنية. إن نماء أية مؤسسة- بدءا من الشركات الناشئة وحتى العملاقة منها- يرتكز بشكل أساسي على قوة الفريق الذي تملكه. وفي هذا الصدد، ينصح هوبكنز ببناء علاقات اجتماعية وطيدة منذ اليوم الأول في الوظيفة. فهو يقول إن كل شخص تتفاعل معه يعتبر بمثابة خطوة نحو بلوغ غاياتك المنشودة.

لكن بحسب ما يفصح عنه هوبكنز، فإن الاكتفاء بمجرد إقامة علاقات عمل سطحية ليس هو الطريق إلى التقدم حتما، إذ يكمن السر في الاهتمام الحقيقي بالأفراد الذين تجمعنا بهم روابط الزمالة. ويشير إلى أن المرء قد يصادف في مسيرته المهنية عشرات الأشخاص الذين لا بد وأن يساعدونه على الارتقاء وظيفيا من خلال الثناء على نقاط قوته أو تعزيز مواطن ضعفه أو إبراز إمكاناته. ويرى هوبكنز أن من الضروري أن يحيط الإنسان نفسه بمثل هؤلاء الأفراد كي يتعاونوا سويا في الوصول إلى النجاح.