3 شخصيات مساعدة تجعلك قائدا عظيما

ينظر أفضل القادة الذين أعرفهم إلى إحراز النجاح على أنه محاولة جماعية؛ فهم يقومون باستدعاء الشخصيات الأبرع بحيث يشارك جميع أفراد الفريق أو المؤسسة في تحقيق الأهداف المرجوة، ويرسمون بذلك طريق المستقبل معا. إلا أن ما يجدر ذكره هو أن القادة الجيدين يطلبون العون ويقبلون به طوال الوقت، حيث يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لا يستطيعون المضي قدما دون الحصول على أية مساعدة؛ حتى أن أقوى الشخصيات تحتاج إلى الدعم. فكما يقول الشاعر جون دون في أحد أقواله:"لا يمكن أن يكون أي رجل أسطورة كاملة وحده؛ بل هو جزء من كل".


فجميع القادة على يقين بهذه المقولة ويعيشون وفقها، إلا أنهم في الوقت نفسه مستقلون بأنفسهم ومكتفون ذاتيا؛ فهم لا يختبؤون وراء الآخرين، أو يقلصون حجم مسؤولياتهم بالاعتماد على غيرهم. فما هي طبيعة المساعدة والعون التي تعتبر مفيدة وملائمة لأي قائد؟

في كتاب (تول زمام القيادة فيتبعك الآخرون – Leading So People Will Follow)، تحدثت عن 3 أنواع مختلفة من الشخصيات المساعدة، أطلق عليها الأسماء التالية: ذوو المهارات الاستثنائية (وهم من يملكون قوى سحرية)، وفاعلو الخير (وهم من يؤمنون بقدرات القائد حتى وإن لم يفعل الآخرون ذلك)، والشخصيات المؤثرة (وهم من يظهرون في منتصف الطريق ويرشدون القائد نحو الاتجاه الصحيح). فكل واحدة من هذه الشخصيات تقدم الدعم للقائد وفقا للسمات الظاهرة له، كما تساعده في نهجه نحو اكتساب أو تطوير ميزات أخرى من شأنها أن تصنع منه قائدا حقيقيا.

وفي عالمنا الحديث، تعتبر الشخصيات الثلاثة التالية مهمة جدا لتحقيق النجاح؛ فالقادة العظماء على وعي تام بهذه الحقيقة، كما أنهم يعملون على الاستفادة منها. وأستعرض لكم هنا شرحا عن دور هذه الشخصيات في وقتنا الحاضر:

يزودنا ذوو المهارات الاستثنائية بمجموعة من الرؤى نافذة البصيرة التي تساعدنا في تجنب الفشل، كما تمدنا بمهارات أو معرفة أساسية لا نمتلكها نحن فعليا. ودائما ما تقدم لنا هذه الشخصيات المشورة في الأوقات الحرجة؛ فهم من يرون حقيقة أنفسنا وبالتالي ينقلون لنا الصورة الواقعية، كما أنهم يقدمون لنا المساعدة إذا شعروا بأننا نتمتع بالإمكانيات اللازمة لنصبح قادة عظماء، ولهم بصيرة نافذة في التحديات التي نواجهها فيقترحون الحلول الممكنة. وفي نهاية المطاف، يتمتع ذوو المهارات الاستثنائية بقوى سحرية تمكنهم من تقديم مناهج أو عمليات أو نماذج أو أساليب تعليمية من شأنها أن تساعدنا في أن نصبح قادة أفضل؛ وبالتالي فهم يساعدونك على النمو، وكل قائد يحتاج إلى ذلك.

يعتبر فاعلو الخير هم الأنصار الأساسيون؛ فهم مصدر دعم دائم لنجاحك. وبالنسبة لك كقائد، فإن فاعلي الخير هم الأشخاص الذين يتقبلونك كما أنت، كما أنهم قادرين على تمييز قدراتك. فهم مصدر إلهام لك لتظهر أفضل ما عندك وتبذل ما في وسعك لتحقيق النجاح، إنهم أكثر المعجبين بك، فدعمهم المستمر هو الملاذ الأخير لك. وإن كانت القيادة بحد ذاتها أمرا في غاية الصعوبة إلا أن فاعلي الخير هم من يجعلون القيام بها أمرا ممكنا.

تتواجد الشخصيات المؤثرة في كل مكان حولنا، إلا أن الطريقة التي ستجد من خلالها هذه الشخصيات وتضمها إلى صفك تكمن في أن تكون قائدا جيدا؛ فعندما تكون ذا بصيرة نافذة ومتحمسا وشجاعا وحكيما وكريما وموضع ثقة فإن ذلك يعطيك فرصة أفضل لاستدعاء أي شخصية مؤثرة وضمها إلى جانبك.

ومن المثير للاهتمام أن يحظى القائد بمثل هذه الشخصيات الثلاثة إلى جانبه فتوفر له جميع أنواع الدعم التي يحتاج إليها، وينتفع بها قدر المستطاع فيصبح ناجحا. وتبدو لي الرسالة المرجوة من هذا الحديث من خلال الآتي: "لا تستطيع الارتقاء في العمل وحدك؛ فأنت بحاجة إلى جهود جماعية". فلا تكن خائفا من طلب المساعدة، بل كن متواضعا بما يكفي لتقبل بها متى عرضت عليك.