3 دروس من الحياة ساعدتني على أن أصبح قائداً أفضل

أحبُّ التفكير بأنَّي وُلدت لكي أكون قائداً، ولكنّني حينما أنظر إلى الماضي أخاف من أنَّني مخطئٌ في ذلك، لقد مررت بأوقاتٍ كنت فيها عديم الحيلة وقد احتجت إلى كثيرٍ من الشجاعة لتجاوز تلك المرحلة. ولكنَّ تلك التجربة علَّمتني دروساً ثمينةً ساعدتني على أن أصبح قائداً أفضل وشخصاً أكثر نجاحاً، لقد استغرق تقبُّلي حقيقة عدم قدرتي على التحكُّم بحياتي بشكلٍ كامل مدةً لا بأس بها من الزمن، ولكنَّني حينما استوعبت ذلك وجدت أنَّني كنت متحكماً بها أكثر مما كنت أعتقد في بداية الأمر.

فقد علمت أنَّني كنت قائداً بارعاً واجه الكثير من التجارب الجيّدة والسيئة، وكنت متحمساً لمشاركة أفكاري مع الآخرين ومساعدتهم على النهوض أيضاً، وأريد التأكيد على أنَّه من المهم أن تُعلِّم نفسك النظر إلى الأحداث التي تمر في حياتك بوصفها دروساً لا مجرد نِعَمٍ أو لعنات. فثمة غايةٌ من أيِّ شيء يحصل في هذه الحياة سواءٌ كان ذلك الشيء ناجحاً أم فاشلاً. حيث جاءت الكثير من الدروس التي تعلمتها بعد أن مررت بالكثير من الأحداث، ولو لم تكن عندي الرغبة أو القدرة لاستيعاب تلك الدروس لما وصلت إلى ما وصلت إليه من نجاح.

سنتعرف في مقالنا هذا على ثلاثة من أثمن هذه الدروس..

 



1- الجميع يرتكب الأخطاء:

لقد كنت أخاف سابقاً من عدم قدرتي على أن أكون مثالياً، ولكنَّني أصبحت أكثر تقبلاً لفكرة أنَّ الأخطاء أمرٌ عادي لا بل ضروري، فقد سهَّل علي تفهُّمي لحقيقة أنَّه لا يتوجب عليَّ أن أكون بلا عيوب عند الصعود إلى منصة القيادة. كما أصبحت قادراً على تفهُّم أولئك الذين يعملون تحت إمرتي فقد أصبحت أنظر إلى أخطاءهم بوصفها انعكاساً لأخطائي. لقد تبدَّلت وجهة نظري وبدلاً من الشعور بأنَّني مهزومٌ ومحبطٌ بشكلٍ دائم كنت أعيد بناء نهجي بشكلٍ دائم إلى أن أصل إلى النهج المناسب.

2- البقاء متوازناً يمنحك القوة:

لقد مرَّت عليّ الكثير من الأوقات التي كنت على وشك الاستسلام فيها. ولكنَّ كونك قائداً يجعلك تتحمل مسؤوليةً كبيرة، يمكن أن تؤدي الإخفاقات إلى إحباطٍ كبير، فلم أكن في بداية الأمر قادراً على تقبُّل الهزيمة. لقد شعرت بالإحباط وفقدت هدوئي وكانت تلك هي أولى علامات الإخفاق. ولكنَّني تعلمت بعد عدة هفوات أنَّ ثمَّة حلَّاً لكلِّ شيء، وأنَّ كلَّ حدثٍ جيداً كان أم سيئاً يقدم لنا درساً مفيداً. لذلك بعد أن تعلمت جميع هذه الأشياء أصبحت قادراً على استجماع أفكاري وإيجاد القضايا المُسبِّبة للمشاكل ووأدها في مهدها. وتلاشى تدريجياً انزعاجي وقلقي، واكتسبت المزيد من الثقة في قدراتي القيادية مع كلِّ مشكلةٍ كنت أنجح في حلها.

3- الوقت والتواضع هما أساس النجاح:

على الرغم من رغبتي الشديدة في تحقيق النجاح إلَّا أنَّ النجاح لا يتحقق بين ليلةٍ وضحاها، فهو يتطلب العمل بجدٍّ، والصبر، والإصرار، وأن يكون لديك بصيرة، كما أنَّ تحققه يستغرق وقتاً طويلاً. فالفترة الزمنية التي كنت فيها موظَّفاً عادياً كانت أطول بكثير من تلك التي كنت فيها قائداً، ولكنَّني استغلَّيت تلك الفترة لأنهل أكبر عددٍ ممكنٍ من الدروس.

أنا أعلم أنَّ القيادة في بعض الأحيان تتطلب منا التراجع إلى الوراء، فقد كانت أبرز الاكتشافات التي حصلت عليها في الواقع من خلال سماحي لشخصٍ آخر بتولي زمام الأمور بدلاً مني. ولكن يمكنني القول الآن أنَّ القيادة هي الرسالة التي أحملها في هذه الحياة. فأنا أعلم كيف أقرأ شخصيات الناس لأنَّني مررت بأوقاتٍ عصيبة، وأنا قادرٌ على البقاء هادئاً لأنَّني تعلمت كيف أتعامل مع التفاصيل وأحل المشاكل من جذورها. كما أعترف بأنَّه ليس في إمكاني جعل المعجزات تحدث بشكلٍ فوري، وبأنَّني سأكون قائداً أكثر نجاحاً حينما لا أتصرف بطريقة الرؤساء المتعجرفين. ربما تتساءل أيضاً لماذا أشاركك هذا الدرس الذي قدمته لي الحياة؟ والجواب هو: لأنَّ هذا هو ما يفعله القائد الناجح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة