3 دروس حول الثقافة التنظيمية نتعلمها من غرفة الطوارئ

كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما استيقظتُ بسبب ألم شديد في صدري، مع خدر في ذراعي الأيسر، وعرق بارد يتصبب على جبهتي، وقشعريرة تسري في أنحاء جسدي، لقد كنتُ متأكداً من أنَّني أعاني من نوبة قلبية، وأنَّني بحاجة إلى الذهاب إلى غرفة الطوارئ في أقرب وقت ممكن، وإلا سأموت.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "نيت جاردنر" (Nate Gardner)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في تعلُّم دروس عن الثقافة التنظيمية من غرفة الطوارئ.

بينما كنتُ ممدَّداً على السرير في غرفة الطوارئ في المستشفى مع أنابيب وأسلاك موضوعة حول جسدي، أجرى فريق من الممرضات والأطباء سلسلةً من الاختبارات، وفي النهاية استبعدوا فكرة إصابتي بنوبة قلبية، لكنَّهم لم يتمكنوا من تحديد ما حدث لي بالفعل، سوى قولهم بأنَّني معرض لمجموعة من المخاطر الصحية، وبعدها أرسلوني إلى المنزل.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، حدَّقتُ في صورة التقطَتها لي زوجتي والأنابيب والأسلاك موضوعة على جسدي وأنا على سرير المستشفى، لقد بدوتُ أكبر من عمري بخمسة عشر عاماً وكنتُ أظهر أكبر بالسن تماماً، وكنتُ أعلم أنَّني بحاجة إلى تغيير وتشكيل مبادئ تأسيسية من شأنها أن توجهني لأكون أفضل وبصحة جيدة، لقد حدث معي هذا الأمر في عام 2019.

بعد خوفي ممَّا حدث معي في ذلك اليوم، بذلتُ طاقتي في البحث والاستعداد لأصبح شخصاً جديداً، وخلال هذه العملية، علمتُ أنَّ الأبحاث العلمية الحالية تشير بفاعلية إلى أنَّ صحة جهاز الهضم لدى الإنسان لها تأثير كبير في معظم جوانب صحتنا، بما في ذلك الدماغ ووظائف الجهاز العصبي والقدرة على التحمل والمستويات العامة لدرجة السموم في الجسم.

استناداً إلى ما قرأتُه وشعرتُ أنَّه الأنسب لي، أجريتُ تغييراتٍ واسعة النطاق، بدءاً من الصوم لفترات طويلة، والذي ساعدني على تنشيط كامل جسدي على العديد من المستويات مع تعزيز الالتهام الذاتي، وهي عملية ينظف بها الجسم نفسه من الخلايا التالفة ويستبدلها بخلايا صحية أكثر، وعندما انتهَت فترة صومي، خفَّفتُ من نسبة الأطعمة التي لم تكن تخدمني جيداً، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، وبدأتُ أيضاً في تناول المزيد من الخضروات والأطعمة المخمرة في نظامي الغذائي لتعزيز تكاثر النوع المناسب من البكتيريا وتحقيق التوازن بين النوع الصحيح من العناصر الغذائية التي كنتُ أستهلكها، لقد قستُ كل ذلك باستخدام تطبيق ساعدني في تحديد المواد الغذائية الرئيسة التي أحتاجها بسرعة.

لقد دمجتُ هذه التغييرات في النظام الغذائي مع التمرينات التي ساعدَتني في بناء جسدي، بالإضافة إلى الصرامة بشأن الحفاظ على جدول زمني يتعلق بالنوم الصحي، لقد تعقَّبتُ كل هذه الأمور من خلال ساعتي الذكية وشاركتُ النتائج مع مجموعتين من الأصدقاء الذين دعوتُهم ليكونوا شركائي في المساءلة.

نتيجةً لهذه الجهود الطويلة، اكتسبتُ المزيد من الطاقة والقدرة على التفكير بوضوح ومرونة أكبر في التعامل مع الظروف الصعبة، وأشعر بأنَّني أصغر سناً.

نتيجةً لهذه التغييرات، أصبح لديَّ المزيد من السلام الداخلي، وأصبحتُ أُنجِز المزيد ممَّا أريد تحقيقه فعلاً، لقد تطلَّب الأمر بعض التضحيات الكبيرة، بالإضافة إلى التضحيات البسيطة ولكن الهادفة، مثل محاولة إبعاد العائلة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ممَّا أدى إلى إجراء مناقشات عائلية هادفة، لكنَّها كانت رائعة.

شاهد بالفيديو: 6 مهارات أساسية للقائد الاستراتيجي

لقد أدركتُ أنَّ هذا التغيير نفسه يمكِن أن يحدث على مستوى الشركة ككل؛ لذا أقدِّم لك فيما يلي 3 دروس حول الثقافة التنظيمية اكتسبتُها من غرفة الطوارئ:

1. التراجع خطوة إلى الوراء لإجراء فحص نفسي:

بادِئ ذي بدء، قد يكون من المفيد لك تخصيص فترة من الوقت، حيث يمكِنك تخفيف الضغط المرتبط بالمهام اليومية، لتتمكن من تجديد طاقتك والحرص على اتباع الأسلوب الصحيح للمشكلات التي تواجهها. وبهذه الحالة، يمكِنك التوقف المؤقت عن العمل، أو ببساطة تشجيع أخذ الإجازات المجدِّدة للنشاط في جميع أنحاء الشركة، ولكنَّ الهدف هو مساعدة الأشخاص على أن يكونوا أكثر انتباهاً وتصميماً لما هو أكثر أهمية بدلاً من التركيز على الخطوة التالية في قائمة المهام.

إقرأ أيضاً: 11 مهارة تنظيمية يحتاجها كل قائد ذكي

2. إعادة ترتيب الأولويات:

يمكِنك تشجيع الأشخاص على التركيز في الأمور التي تخدم الشركة على الأمد الطويل بدلاً من الاهتمام المستمر بالمهام العاجلة، وإذا كانت الشركة تعمل دائماً بطريقة لا تخدم أهداف الشركة الهامة، فهناك خطر ستواجهه، تماماً مثل الإفراط في تناول السكريات التي ستؤدي إلى زيادة الطاقة على الأمد القصير، ولكنَّها ستسبب آلاماً حقيقية في البطن في النهاية.

3. الحذر الدائم والاستمرار في التخطيط للمستقبل:

بالإضافة لما سبق، من الهام جداً تشجيع التطوير المستمر للمهارات والممارسات التي من شأنها تحسين أداء الفريق اليومي بصورة مثالية، فهل تسمح ثقافتك بالتطوير المستمر وتشجعه، أم أنَّها تُركز على قائمة المهام اليومية فحسب؟ عندما لا تخصِّص وقتاً لتطوير المهارات، فإنَّك تخاطر بالإرهاق أو سيفقد فريقك قدرته التنافسية على الأمد الطويل.

في النهاية، تبيَّن أنَّ جهاز الهضم ضروري لصحة الدماغ ومرتبط بأمراض عديدة مثل الخرف والزهايمر، وبالمثل، فإنَّ إهمال الثقافة التنظيمية يؤدي إلى الغموض والفشل في التواصل واستنزاف الطاقة، ولحل هذه المشكلة وتحسين الثقافة التنظيمية، ركِّز على الفوائد طويلة الأمد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة