3 خطوات تتيح لأرباب العمل منح الموظفين إجازاتٍ ممتعة

قد يبدو القول المأثور القديم "العمل الدائم من دون تسلية يجعل الحياة مملة"، وكأنَّه أنشودة طفولية سخيفة. ومع ذلك، فقد تنقذ هذه الفكرة مدير قسم الموارد البشرية من واحدة من أكبر المشكلات في الوقت الحالي؛ دوران العمالة. لا يُعَدُّ إعطاء الموظفين والكوادر مساحة للترفيه مجرد كلام مطمئن من الموارد البشرية؛ بل إنَّه أمر حتمي؛ إذ إنَّه وفقاً لمبادرة "مشروع: إجازة" (Project: Time Off)، تخلَّى الموظفون عن أكثر من 200 مليون يوم إجازة في عام 2017. وعلاوةً على ذلك، أشارت التقديرات إلى أنَّ قيمة الخسائر لتلك الفوائد غير المستعملة قد وصلت إلى 62 مليار دولار.



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المديرة التنفيذية "شاني تي جادوين" (Shani T. Godwin)، وتُحدِّثنا فيها عن تجربتها مع فوائد منح الإجازات للموظفين.

يتكبد كلٌّ من الموظفين وأصحاب الأعمال تكاليف باهظة نتيجةً لبيئة العمل التي لا تشجع على الاستمتاع بوقت الترفيه وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ ففي السنوات الأخيرة، كان لإجهاد العمل دور كبير في التغيب عن العمل والإصابة بالتعاسة وعدم الانخراط في العمل؛ الأمر الذي يكلف الشركات الأمريكية مجتمعة قرابة 500 مليار دولار من الخسائر الإنتاجية.

ومع ذلك، قدَّرت دراسة أجرتها شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) عائدات برنامج التعافي بـ 2.71 دولاراً مقابل كل دولار أُنفِق بين عامي 2002 و2008. بطبيعة الحال، وكما لاحظت دراسة لشركة "راند" (Rand)، إنَّ ثمَّة الكثير من الاعتماد على هذه البرامج وعلى تفاعل الموظفين.

ومع ذلك، لم تدفعني هذه الأرقام إلى التفكير في نهج مختلف فحسب؛ بل تطلَّب الأمر تغيير تجربتي الشخصية.

طوال السنوات الـ 16 الماضية من بناء شركة تسويق مربحة، لم أكن أتوقع جانباً سلبياً لتطورنا ونجاحنا. لقد شهدنا نمواً هائلاً في العام الماضي؛ إذ تضاعفت الإيرادات ثلاثة أضعاف، ولكن في المقابل تضاعف الإجهاد أربعة أضعاف. كان يجب أن أشعر بسعادة غامرة، لكن في داخلي شعرت بالانهيار.

كان للاضطراب اليومي الناجم عن الاجتماعات المتتالية، ورسائل البريد الإلكتروني في وقت متأخر من الليل، فضلاً عن قوائم المهام الطويلة وغير المنتهية جنباً إلى جنب مع ارتفاع نفقات الرواتب، تأثير سلبي فيَّ. فما كان حلماً أصبح أمراً مروعاً، وأدركت أنَّني كنت ضحية فكرة أنَّ تحقيق النجاح المالي سيجلب السعادة. قررت بعد ذلك أن أتخذ نهجاً قيادياً مختلفاً؛ نهجاً يركز على الهدف والعاملين على حساب الأرباح.

ومن المثير للاهتمام، أنَّني وصلت إلى اختيار القيادة باستعمال استراتيجية تركز على العاملين؛ وهذا حسَّن وضعي النفسي، وزاد سعادة الموظفين وعزز النتائج النهائية. وهذا ما أُطلِق عليه الآن اسم اقتصاد المتعة؛ تحوُّل في ثقافة الشركات يعتمد على نهج شديد التركيز لتزويد الناس باستراتيجيات مبتكرة لتحقيق التكامل بين العمل والحياة؛ وهذا يوفر المزيد من السعادة والإنتاجية والمعنى لكلٍّ من الحياة والعمل.

كانت هذه هي "الخطوات" التي اعتمدتها للمساعدة على التحكم في الإجهاد وإعادة التوازن بالنسبة إليَّ وإلى موظفيَّ:

1. السماح للموظفين بأخذ فترات راحة:

إنَّ استقبال رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية على مدار اليوم طيلة أيام الأسبوع، يُصعِّب على الموظفين الابتعاد عن جو العمل والاستمتاع باستراحة حقيقية. والأكثر من ذلك، أنَّ الكثيرين يشعرون بالذنب إن لم يتمكنوا من الرد على رسائل البريد الإلكتروني على الفور.

تُعَدُّ محاولة التواصل مع الجميع وتنظيم كل شيء طوال الوقت، من دون التضحية بجودة العمل، أمراً يصعب التعامل معه على الأمد الطويل. أشعر بالفخر لكوننا واحدة من قلة الشركات الأمريكية التي تُطبِّق حظر إرسال رسائل البريد الإلكتروني بعد الساعة 7 مساءً! لقد قرأتَ ذلك بشكل صحيح؛ يستمتع موظفونا بقضاء الأمسيات وعطلات نهاية الأسبوع في الاسترخاء وإعادة التواصل مع أحبائهم.

إقرأ أيضاً: 3 طرق يتّبعها القادة الناجحون لتخليص الموظفين من الشعور بالضغط

2. إتاحة الفرص للمشاركة مع الآخرين:

ينبغي ألَّا تكون اللقاءات السنوية هي الفرصة الوحيدة لمعرفة مستجدات حياة الزملاء خارج مكان العمل. يجب علينا البحث عن طرائق تمنح الموظفين فرصة التواصل مع بعضهم بعضاً على المستوى الشخصي. فعلى سبيل المثال، قمنا بتخصيص وقت لمشاركة اللحظات السعيدة في حياتنا الشخصية خلال اجتماعات موظفينا. من خلال الاحتفال بالعواطف الشخصية لموظفيك وهواياتهم وإنجازاتهم، فإنَّك ترسل إليهم برسالة مفادها أنَّه لا بأس بالتصرف على طبيعتهم خلال العمل.

إقرأ أيضاً: لماذا يكون رواد الأعمال أكثر إنتاجية؟

3. الاستفادة من اتباع نهج متوازن:

كقائد للموارد البشرية، قد يكون من الصعب عليك إيصال فكرة تقليل العمل والإجهاد معاً إلى كلٍّ من الموظفين والمشرفين؛ لذا سلط الضوء على المكافآت الملموسة لوجود قوة عاملة مرتاحة؛ وذلك بالاعتماد على قياس النتائج، وليس ساعات العمل فحسب. لقد وجدنا أنَّه من خلال توظيف أفضل أصحاب المواهب وتعيينهم لخدمة العملاء الذين تتوافق اهتماماتهم وخبراتهم وأهداف حياتهم، أصبح عملاؤنا أكثر سعادة وموظفونا أكثر إنتاجية.

يمكن تطبيق مفهوم اقتصاد المتعة على أيِّ عمل تجاري عبر اتباع هذه الخطوات الثلاث. قد يبدو الأمر لبعض الناس وكأنَّه تحوُّل جذري؛ غير أنَّ مكافآت زيادة رضا الموظفين والاحتفاظ بهم تجعله جديراً بالاهتمام.

المصدر: 1

شاهد بالفيديو: 8 طرق لمكافأة موظفيك دون أي تكلفة




مقالات مرتبطة