3 أمور تظهر أنَّ التلعيب يحسِّن من المشاركة

إنَّ التلعيب الذي يُطبَّق ويُدرَّس على نطاق واسع في مختلف بيئات التعلم ليس استراتيجية جديدة للشركات، كما لا علاقة له بألعاب الفيديو أو أجهزة التحكم؛ بل هو عبارة عن تطبيق تقنيات الألعاب على سيناريوهات لا علاقة لها بالألعاب، إذ يُقال إنَّ هذه الطريقة تزيد من مشاركة الموظفين، وفي الوقت نفسه تُطوِّر معرفتهم بطريقة أكثر فاعلية.



يمكن تحديد ثلاث مسائل رئيسة في معظم الشركات وهي: التوظيف، وبرامج إعداد الموظفين والاحتفاظ بالموظفين، والتعلم والتطوير؛ إذ ترتبط كل هذه الأمور بتدابير مختلفة للمشاركة:

1. التوظيف:

ليس من السهل أبداً تحديد الشخص المناسب لوظيفة ما؛ إذ يستغرق الأمر وقتاً وموارد، وقد لا يكون الموظف المستقبلي مستعداً كما هو متوقع منه في أثناء التوظيف؛ لذا يمكن أن يقلل التلاعب من الوقت والتوقعات غير الواقعية من خلال تحويل عملية التوظيف إلى لعبة تتكون من تحديات ومهمات.

وفقاً لمجال اهتمام الشركة؛ يمكن إنشاء سيناريو افتراضي، يتم فيه تحدي مقدمي طلبات التوظيف بوضعهم في الوظيفة التي يطلبون الحصول عليها، وتقدِّم شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) مثالاً جيداً على هذه التقنية؛ إذ أنشأت منصة تُسمى "مالتي بولي" (Multipoly)، التي تعيد إنشاء حالات الأعمال للمتقدمين.

شاهد: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

 

2. برامج إعداد الموظفين والاحتفاظ بالموظفين:

يمكن أن تفرض برامج إعداد الموظفين أيضاً تحديات مختلفة، وفي حالة عدم نجاحها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف مشاركة الموظف، أو في أسوأ الحالات فقدان الموظف الجديد؛ إذ أفادت التقارير أنَّ 30% من الموظفين الجدد استقالوا في الأشهر الستة الأولى، والنقطة الأخرى التي يجب أخذها في الحسبان هي أنَّ جيل الألفية على وجه الخصوص لا يهمهم الحصول على راتب فحسب؛ بل يريدون أيضاً أن يشعروا بأنَّهم هامون في بيئة العمل.

ويمكن أن يُحسِّن التلعيب من برامج إعداد الموظفين والمشاركة؛ إذ يتمتع الموظف الجديد بدفعة من الثقة بالنفس، ويحدث هذا عبر إنشاء مهمات على مستوى المبتدئين، وهي المستويات التمهيدية التي تشرح آلية عمل أداة معينة أو مهمة معينة. وفي هذه الخطوات الأولى يكون من السهل النجاح؛ وهذا يشجع الموظف الجديد.

3. التعلم والتطوير:

أصبح التلعيب استراتيجية تدريب ثمينة، فتطبيقات مثل "دولينغو" (Duolingo) و"تري هاوس" (Treehouse) اشتهرت بفضل تقنية التلعيب؛ إذ حوَّلت نشاطات مثل تعلُّم اللغات والترميز إلى نشاطات مسلية، فالتنافسية هي واحدة من السمات الرئيسة التي يحفزها هذا النوع من النشاط؛ لذا تجد الشركات أنَّ التلعيب في تدريبها يؤدي إلى نتائج إيجابية؛ إذ يمكن أن يقلل التلعيب من الوقت الذي يستغرقه تحديث المعلومات، وفي الوقت نفسه زيادة النتيجة الفعلية لتدريب الموظفين.

ومن الأمثلة الناجحة عن ذلك؛ المنصة التي تستعملها شركة "ديلويت" (DeLoitte)؛ إذ تشجع هذه المنصة أعضاء الإدارات التنفيذية وتُمكِّنهم من مواكبة التوجهات الجديدة في عالم الأعمال باستمرار باستخدام مبادئ التلعيب.

كما يمكن أن يخلق التلعيب الإثارة ويساعد على تعزيز التحسُّن في المشاركة العامة للعاملين لديك، وتتزايد أهمية المشاركة في بيئة العمل؛ إذ تُقيِّم الأجيال الجديدة عملها في الشركة وفقاً لشعور ارتباطها بالشركة والالتزام تجاهها؛ وهكذا أصبح التلعيب عبارة عن استراتيجية إذا طُبِّقَت بالطريقة الصحيحة، فيمكن أن تتحسن وتجعل أعمالك مزدهرة ازدهاراً أكبر.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة