3 أسرار لتصبح أكثر سعادة في الحال

في عصرٍ تسوده المثالية والسرعة في تسليم الخدمات للعملاء بغية إرضائهم، أضحى من السهل نسيان الأساسيات والانشغال بأحداث الحياة التي لا نستطيع التحكم بها.



كما أصبح الناس أكثر تطلُّباً وميلاً للإشباع الفوري عند تلبية شتَّى رغباتهم، ولكن بأيِّ ثمن؟

إليك في هذا المقال 3 أسرار لزيادة السعادة:

1. أخذ الأمور بروية:

يتجاهل كثير من الناس هذه النصيحة ويقعون في شر استعجال الأمور طوال الوقت؛ ممَّا ينعكس سلباً على مستوى سعادتهم.

تجدر الإشارة إلى أنَّ العجلة ضرورية في بعض المواضع؛ فالشعور بأهمية المهام وسرعة إنجازها يسهم في تحسين إنتاجيتك، وإنجاز مهام كثيرة، إلَّا أنَّ ذلك لا يسهم أبداً في تعزيز السعادة التي تقوم أساساً على أن تكون حاضراً بالكامل في كل لحظة.

يمكنك تخصيص بعض الوقت من يومك لعيش اللحظة الراهنة والانتباه لما يحدث من حولك وللأصوات التي تسمعها والاستفادة من حواسك؛ بمعنى أن تكون أكثر يقظة للحاضر وتقلِّل من المغالاة في التفكير وتحليل الأمور في عقلك.

يمكن التكهُّن بمستوى سعادة الفرد من خلال معرفة الأمور التي يركز عليها يومياً، تجري العادة أن ينقسم تركيزنا إلى 3 اتجاهات وهي الماضي والحاضر والمستقبل، ولكل منها محاسن ومساوئ.

الماضي:

يتميز الماضي بفائدة كبيرة ويمكن تعلُّم دروس مصيرية منه، إلَّا أنَّ للتركيز الزائد عليه تبعات مؤذية وقد يؤدي إلى الندم؛ فثمة كثير من الناس يبالغون في تحليل الماضي ويندمون على قراراتهم وأفعالهم.

المستقبل:

تكمن أهمية المستقبل في أنَّه موطن أحلامك وأهدافك، وإنَّ اهتمامك به يعني أنَّك إنسان ناجح وصاحب إنجازات وتحرز تقدماً في حياتك؛ لكنَّ الإفراط في التركيز عليه يمكن أن يسبب التعاسة؛ فالنجاح في العمل لا يجعل حياتك بالضرورة ناجحة.

من الشائع أن يعاني الأغنياءُ التعاسةَ في بعض جوانب حياتهم كجانب الصحة أو العلاقات؛ بسبب فرط تركيزهم على جني المال قبل إدراكهم أنَّه لن يجعلهم سعداء.

الحاضر:

يُعرف الحاضر بأنَّه اللحظة التي تعيش فيها الآن؛ فالعيش في الحاضر يعزز السعادة؛ لكنَّه لا يسهم في زيادة نسبة إنجازك، ومثال على ذلك مَن يختار التعامل مع أمور ومشكلات يومه فقط دون التفكير أو التخطيط أو القلق بشأن المستقبل.

نستنتج ممَّا سبق ضرورة الموازنة بين الماضي والحاضر والمستقبل والاستفادة من الجوانب القيِّمة فيها.

شاهد بالفديو: 8 طرق لإعادة إحياء السعادة في حياتك

2. التركيز على الجوانب المناسبة:

يُعَدُّ التركيز من أكثر مَلَكاتنا فاعليةً وعمليةً وسهولةً في الاستخدام، وتكمن قوته في قدرته على تحفيز أيِّ عاطفة تخطر في بالك فقط من خلال تغيير تركيزك؛ أي إنَّك قادر على رسم واقعك؛ فلن تستمتع بحياتك مهما كانت وبدت سعيدة بالنسبة إلى الآخرين في حال تفكيرك المستمر بالأمور السيئة التي تحدث فيها.

تعتمد جودة حياة الفرد على المنظور الذي يرى حياته من خلاله.

يُعَدُّ طرح الأسئلة طريقة مثالية لتغيير محور تركيزك؛ لأنَّه يجذب انتباه العقل، ونقدم فيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك لتغير حالتك وتركز في الحال:

  • "ما هي الجوانب التي أحبها في حياتي؟".
  • "من أحب؟".
  • "من يحبني؟".
  • "ما هي أسباب سعادتي؟".

تُعَدُّ طريقة صياغة السؤال هامة للغاية؛ لأنَّ الدماغ سيبحث عن أجوبة بصرف النظر عن السؤال، ثمَّة أسئلة سلبية مثل: "لمَ يكرهني الجميع؟" التي تفترض مسبقاً كراهية الجميع لك وتقودك للشعور بالحزن، في حين أنَّ سؤال: "لمَ أنا سعيد؟" يقتضي ضمناً أنَّك سعيد بالفعل، ويدفع دماغك للبحث عن أسباب هذه السعادة.

إقرأ أيضاً: كيف يمكنك اختيار السعادة؟

3. التخلي عن السيطرة:

يرغب البشر طبيعياً في السيطرة طوال الوقت على الرَّغم من أنَّ هذا السلوك غير عملي ويفتقر للمنطق؛ فأنت قادر على التحكم بطعامك؛ لكنَّك عاجز عنه عندما يتعلق الأمر بالأوضاع الاقتصادية أو بمديرك في العمل على سبيل المثال؛ ممَّا يعني أنَّ عليك اعتماد عقلية مناسبة تقوم على تقبُّل فكرة أنَّ نطاق سيطرتك يقتصر على عالمك الداخلي؛ بمعنى أنَّك تستطيع اختيار مشاعرك أو استجابتك لشخص ما؛ لكنَّك لا تستطيع التحكم باستجابته، وستغدو الحياة أسهل بمجرَّد إزالة هذا العبء عن كاهلك؛ لأنَّ سعادتك لن تعتمد على الظروف الخارجية بعد الآن.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم التخلي عمَّا لا يمكنك التحكم به؟

في الختام:

أنت لا تحتاج لأي شيء من العالم الخارجي لتكون سعيداً؛ بل يمكنك اختيار السعادة الآن في هذه اللحظة باعتماد العقلية المناسبة؛ لأنَّ الأمر برمَّته يبدأ في عقلك وخياراتك، وسيساعدك استخدام هذه الأسرار الثلاثة على إحداث تغييرات إيجابية في حياتك.




مقالات مرتبطة