3 أسرار لإعادة إحياء يومك

كم مرة في الأسبوع تشعر بأنَّك غارق بالأعمال؟ وهل تقضي معظم الوقت خائفاً من كمية الأعمال المتراكمة حتى قبل أن تبدأ بفعل شيء؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إيميلي ماديل" (Emily Madill)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في إحياء يومها.

تخيَّل كم سيكون اليوم أخف وطأة لو تم قُضِي على القلق غير الضروري الذي يصاحب إنجاز المهام اليومية، فهناك شعور من البساطة والسهولة يأتي عندما تبطِّئ سرعة يومك لتسمح لعقلك باستيعاب وتيرة عملك الحالي بعيداً عن المخاوف والقلق.

قد نحصل على نتيجة من العمل بجميع الأحوال، ولكنَّ الطريقة التي نتعامل بها مع العمل - كيف نشعر بوجودنا - هي الفارق الأكبر، والتي تحدِّد طريقة قضاء يومنا.

عندما نركز على اللحظة الراهنة، من السهل اتخاذ أفضل خطوة قادمة؛ وذلك لأنَّه من السهل اختبارها مباشرة، فهي الطريقة المثلى للمضي قُدُماً في الحياة.

قد يخيِّب التباطؤ في إنجاز قائمة الأعمال توقعاتك، ففي نهاية الأمر، لن تكتمل القائمة الطويلة بنفسها، ومع ذلك فإنَّ الضغوط الإضافية الناجمة عن القلق أو الاندفاع أو الضغط لإنجاز العديد من الأمور في آنٍ واحدٍ قد تثبت فعاليتها في البداية لكنَّها لا تدفعنا في الواقع إلى المزيد من التقدُّم.

عندما تكون مشغولاً بالكثير من الأعمال في وقتٍ واحدٍ، تكون أكثر عرضة لتفويت أحدها، فينتهي بك الأمر إلى خلق المزيد من التوتر أكثر من اللازم.

يصرح "كليفلاند كلينيك" (Cleveland Clinic)، المركز الطبي غير الربحي والذي يدمج الرعاية السريرية والمستشفيات مع البحث والتعليم، قائلاً: "تُظهِر الدراسات أنَّه عندما يعمل دماغنا على أصعدة مختلفة وينتقل بين المهام - على وجه الخصوص عندما تكون هذه المهام معقدة وتتطلب اهتمامنا النشط - نصبح أقل كفاءة وأكثر عرضة لارتكاب الأخطاء".

إنَّ اتباع نهج التركيز الفردي على العمل اليومي طريقةٌ أكثر لطفاً وكفاءة لإنجاز المزيد والشعور بالرضا في أثناء العمل، فعلى الأرجح لن يتذكر أحد منا في النهاية كمية الأعمال المتراكمة خلال رحلة حياتنا؛ بل سنتذكر جودة عملنا؛ أي وجودنا واللحظات التي عايشناها خلال رحلة حياتنا.

عندما أجد نفسي غارقة، أو أركز على أشياء كثيرة جداً في وقت واحد، فأنا أعلم حينها أنَّها إشارتي لإبطاء وتيرة العمل والتمهل.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتشعر بنشاط أكثر أثناء العمل

هذه هي الاستراتيجيات الثلاث التي تساعدني على وجوب أخذ خطوة واحدة في وقت محدد والشعور باللحظة الراهنة فقط عندما أعمل، إذا كان لها تأثير في نفسك فجربها:

1. وضع خطة للمستقبل:

البقاء بحالة منظمة هو وسيلة مفيدة للقضاء على القلق قبل الشروع بالعمل، فأنا أؤيد بشدة فكرة تخصيص وقت لوضع خطة أسبوعية لتنظيم أيامي في وقت مبكر، والفكرة هي اختيار يوم من كل أسبوع تلتزم به في رسم خريطة الأسبوع.

يعدُّ التخطيط وسيلة رائعة لإخراج جميع المهام والخطط لهذا الأسبوع من رأسك ووضعها على الورق، فلن يحتاج عقلك إلى البحث في حلقة ضخمة من المهام لتذكر ما هو التالي؛ وذلك لأنَّك قد تولَّيت ذلك الأمر قبل أن يبدأ الأسبوع؛ لذا يساعدك التخطيط لأسبوعك في وقت مبكر أيضاً على معرفة ما إذا كنت بحاجة إلى تنظيم وقتك، ومتى يجب عليك إضافة وقت للراحة والاستمتاع بوقتك.

يساعدك التخطيط للمستقبل على الحصول على رؤية واضحة على ما قد ترغب في إضافته أو إزالته من القائمة حتى قبل أن تبدأ، ومن ثم عندما يبدأ الأسبوع الخاص بك، يصبح لديك هيكل تنظيمي؛ وبدلاً من التفكير فيما هو التالي، لديك مساحة للاستمتاع بالمهمة التي أمامك.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب كي تعيش اللحظة الحالية وتتوقف عن المبالغة في التخطيط

2. إعادة ترتيب أفكارك:

أنشئ تذكيراً مفيداً لمساعدتك على التركيز في اللحظة الحالية والانفصال عن المشتتات؛ حيث ترتبط هذه الاستراتيجية بسابقتها التي تدور حول التخطيط للمستقبل.

عندما تستمتع بعملك اليومي بوتيرة أبطأ؛ فمن الأسهل أن تشعر بمتعة وجودك الحالي، ولكنَّ الحياة تشغلنا، ونغرق في زحمة الضوضاء والمشتتات التي لا تنفك تأتي على مدار اليوم، فالتخطيط المسبق لإعادة تعيين أفكارك المتعددة هو اقتراح لطيف وذكي تسديه لنفسك في الحاضر والمستقبل

على سبيل المثال: تذكِّرني الكلمة اليابانية "إيما" (Ima)، والتي تعني "الآن"، باللحظة الحالية، فهذه الكلمة لها معنى شخصي بالنسبة إلي، ومن السهل أن أعيد إلى ذهني الشعور باللحظة الراهنة، أو أسمح لنفسي بأخذ قسط من الراحة عندما أبدأ بالشعور بالإرهاق أو القلق على مدار اليوم؛ حيث تساعدني هذه الكلمة على العودة إلى الواقع واللحظة والمهمة التي تنتظرني؛ لذا اختر كلمة أو تذكيراً يُشعِرك بالارتباط الشخصي بالواقع، وسيكون من السهل عليك الاعتماد عليه لمساعدتك على التحكُّم بلحظات التوتر، وامنح نفسك القدرة على إعادة طريقة تفكيرك إلى مسارها الصحيح على مدار اليوم.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم التخلي عمَّا لا يمكنك التحكم به؟

3. السماح للمتعة بالدخول إلى حياتك:

إذا كنت لا تشعر بالمتعة كجزء من رحلة حياتك، فالآن هو الوقت المناسب للبدء؛ اسمح لنفسك أن تستمتع بكل ما تفعله.

المتعة ليست مجرد شعور الغبطة أو المشاعر الإيجابية؛ بل هي السماح لنفسك بأن تستشعر اللحظات الحالية، بينما أنت في الواقع في خضمها؛ لذا تواصل مع وجودك في أثناء العمل، وراقب كيف تشعر، وعش الحاضر بكل ذرة من كيانك عندما تشعر بأنَّ الأفكار السلبية والمخاوف بدأت تسيطر عليك.

دع أنفاسك العميقة تخرج بهدوء لتساعدك على الاستمتاع بوجودك ضمن عملك، فالأيام والأسابيع ستأتي وتذهب، وكذلك مهامنا الحالية والمهام التي نودُّ إنجازها.

المصدر




مقالات مرتبطة