15 عذراً يجب أن تتوقف عن اختلاقه إذا أردت أن تحقق النجاح

نقدِّم جميعاً لأنفسنا أعذاراً واهية عندما لا نرغب بإنجاز المهام والنهوض بمسؤولياتنا، فأحياناً نبرِّر ذلك بأنَّنا متعبون، أو لدينا موعد لدى الطبيب، أو التزام ما، لكنَّ كل هذه الأعذار وغيرها ما هي إلا تبريرات لعدم رغبتنا بالقيام بهذا الشيء أو ذاك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويتحدَّث فيه عن تجربته في التخلُّص من الأعذار التي كانت تعوقه عن تحقيق النجاح.

غالباً ما نكون بصحة جيدة، لكنَّنا لا نرغب بالعمل، وأعذارنا بأنَّنا متعبون، أو لدينا التزامات أخرى تخفي رغبتنا في التسلية وعدم القيام بشيء، فهذه الأعذار ليست سيئة بحدِّ ذاتها، لكنَّها من حيث نتائجها تفسد حياتنا، مثلاً تقول لنفسك إنَّك ستبدأ بإنشاء شركة، لكن ليس لديك المال الكافي لتأسيسها.

لقد أضعتُ كثيراً من السنوات في تقديم الأعذار لعدم قيامي بأشياء لطالما رغبت بفعلها؛ إذ إنَّني كنت خائفاً فقط؛ لذلك أضعتُ كل تلك السنوات دون أن أبدأ، وما يجعلنا نقدِّم لأنفسنا التبريرات والأعذار هو رغبتنا في التهرُّب من المسؤولية؛ بمعنى أنَّنا نُقنِع أنفسنا بأنَّ المشكلة لا تكمن فينا، وإنَّما في الأشخاص الآخرين أو الظروف المحيطة؛ إذ نقوم بأي شيء ونقول أي شيء لنتخلَّص من المسؤولية، ونُلقي بها على الآخرين أو على الظروف.

يقول رائد الأعمال الأمريكي "غاري فاينرتشوك" (Gary Vaynerchuk )، في كتابه الجديد "أسأل غاري فاينر" (AskGaryVee): "يُدهشني هذا الكم الهائل من الأعذار التي يختلقها الناس لتبرير فشلهم"، وهو على حق، فالبشر لديهم قدرة رائعة في اختلاق الأعذار.

15 عذراً كنت أقدِّمها لنفسي في الماضي وتخلَّصتُ منها:

1. ليس لديَّ وقت:

هذا أحد أكثر الأعذار شيوعاً، ومنه تنشأ الأعذار الأخرى، فلدينا جميعاً نفس عدد الساعات في اليوم ونفس عدد أيام الأسبوع ونفس عدد الأسابيع في الشهر ونفس عدد الأشهر في السنة؛ إذاً لماذا ينجز بعض الأشخاص مهامهم ويفشل في ذلك آخرون؟

الذين ينجزون مهامهم لا يضيِّعون وقتهم، فلا تتذرَّع من الآن وصاعداً بعدم امتلاكك للوقت، كن صريحاً مع نفسك، إذا كان لديك شيء لا ترغب بالقيام به، فاعترف بذلك بدلاً من القول إنَّك ليس لديك الوقت، قل أرغب بمشاهدة التلفاز وحسب.

2. ليس لديَّ المال:

هذا سبب منطقي، لكنَّ المشكلة أنَّنا نعدُّه عائقاً بدلاً من كونه فرصة، فإنَّ عدم امتلاكك للمال يمكن أن يكون فرصة حقيقية لتحقيق النجاح، ومع ذلك يراه معظم الناس عائقاً، إذ إنَّ عدم امتلاكك لما يكفي من المال هو أمر رائع، فأنت لا تخاطر بشيء، ومن ثمَّ يمكنك أن تجرِّب وأن تكون مبدعاً وتتعلَّم من أخطائك.

3. أنا مرهق جداً:

ما لم تكن مريضاً، فهذا عذر أقبح من ذنب، لقد أخبرني أحد أصدقائي منذ مدة أنَّه مرهق جداً، ولا يستطيع لعب كرة القدم مع ابنه البالغ من العمر 5 سنوات، لكنَّني وبَّخته، وقد كان ذلك مفيداً، فقد تجاوز كسله، وبدأ بلعب كرة القدم مع ابنه، ما الذي تغيَّر بالنسبة إليه؟ لا شيء، لقد استبدل ساعات مشاهدة التلفاز الطويلة بساعات اللعب مع ابنه، وقد تحسَّنت صحته.

4. أعيش في بلدة صغيرة:

لقد نشأت في بلدة صغيرة، وأنا أؤمن بأنَّ الإنسان القادر على النجاح في مدينة صغيرة قادر على النجاح في أي مكان؛ إذ إنَّ القول: " لا يمكن تحقيق النجاح إلا في المدن الكبرى" ما هو إلا خرافة، فأنت لا تحتاج إلى التنقل إلى أي مكان طالما أنَّك تعيش في عصر الإنترنت.

5. أعيش في بلد فقير:

ربما يحتلُّ بلدك آخر مرتبة على مقياس السعادة، وربما هو بلد فقير، لكن هل تعلم أنَّ الاقتصاد العالمي ليس له تأثير فيك بصفتك فرداً؟ أيضاً ليس من الضروري أن تبدأ بتحقيق أحلامك في أكبر المجمعات الصناعية أو التجارية، فعلى أي حال المستثمرون أصحاب رؤوس الأموال الضخمة ليسوا بانتظارك ليقدِّموا لك الدعم المالي حتى تنجح.

6. والديَّ لا يساعدانني:

كن ممتناً لما تلقيته من مساعدة مهما كانت صغيرة، وتذكَّر أنَّه يوجد كثير من الأشخاص الناجحين اليتامى.

7. شريك حياتي لا يدعمني:

وجود شريك لديك هو دعمٌ بحدِّ ذاته، فأنت لست وحيداً، أمَّا إذا لم يكن شريكك يثق بك فأثبت له أنَّه مخطئ بتحقيقك للنجاح.

8. لديَّ أطفال:

لم أقدِّم هذا العذر لنفسي، فليس لديَّ أطفال لحدِّ الآن، لكنَّني سمعت كثيرين يقدِّمونه؛ إذ يقولون إنَّ الأطفال هم السبب في عدم جرأتهم على المخاطرة، ومن ثمَّ تخلِّيهم عن أحلامهم، فلا يوجد منطق في عدم المخاطرة، فإذا كنت تفعل ذلك لمصلحة أطفالك فأنت مخطئ، يجب أن تتجرَّأ وتحاول تحقيق أحلامك إذا أردت لهم مستقبلاً أفضل.

9. لديَّ عمل:

لدينا جميعاً وظائف، لكن هذا لا يعني أنَّك لا تستطيع فعل شيء إلى جانب ذلك، فلا يمنعك ذلك من العمل على إنشاء مشروعك في المساء أو في عطل نهاية الأسبوع.

10. ليس لديَّ خبرة سابقة:

لن ترغب حتى بالعمل مع الأشخاص النمطيين الذين يطلبون الخبرة السابقة بوصفها شرطاً، فلم نعد في التسعينيات، ولا تعني الخبرة أي شيء، فالمهارة وحسن التنفيذ هي ما يبحث عنه الجميع؛ إذ أعرف شخصياً أشخاصاً في عمر 19 سنة أكثر مهارةً بكثير في مجال المبيعات من أشخاص في عمر الخمسين.

11. أنا عديم الفائدة:

ستبقى كذلك ما دمت تقول ذلك لنفسك، اعلم أنَّ ما تقوله يتحقَّق؛ لذلك توقف عن الاعتقاد بأنَّك فاشل.

12. مظهري غير جذَّاب:

المظهر مجرَّد عامل كمالي، الدماثة والشخصية هي ما يعوَّل عليه.

إقرأ أيضاً: المظهر اللائق ثُلثا النجاح: كيف يزيد ارتداء الملابس المناسبة النجاح؟

13. ليس لديَّ مستوىً مناسب من التعليم:

لا يهتم الناس بمستوى تعليمك، وإذا كانوا كذلك فلا تعمل معهم.

14. أنتمي إلى أقلية:

يوجد كثير من الأشخاص الناجحين ممَّن ينتمون لأقليات عرقية وغير ذلك، لكنَّهم كثيرون، إذاً أنت فرد منهم.

15. أعاني من زيادة في الوزن:

لقد كنت كذلك لفترة طويلة، لكنَّني تخلَّصت من السمنة من خلال الجري يومياً.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب سريّة وراء زيادة الوزن

في الختام:

اختلاق الأعذار هو عادة، وعادة سيئة جداً؛ لأنَّها تفسد حياتك، وأسوأ ما في الأمر أنَّك تُفسد من خلال هذه العادة حياتك بنفسك.

يعبِّر "بنيامين فرانكلين" (Benjamin Franklin) أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية (USA) عن هذه الفكرة بطريقة أفضل ويقول: "الشخص البارع في اختلاق الأعذار نادراً ما يكون بارعاً في أي شيء آخر".

لا يريد أحد أن يكون فاشلاً؛ لذلك فكِّر قبل أن تختلق عذراً، هل هذا العذر سبب حقيقي يمنعك من إنجاز ما تريد إنجازه؟ غالباً سيكون الجواب لا، أعرف هذا لأنَّني كنت أبرِّر لنفسي في السابق، وأعرف أناساً كانوا في ظروف صعبة لكنَّهم حققوا النجاح، إذاً لماذا لا تستطيع أنت أيضاً أن تنجح؟




مقالات مرتبطة