12 ملاحظة عليك حفظها ووضعها في الحسبان

يتوق كثير منا إلى مجموعة صغيرة جداً وانتقائية من تجارب الحياة؛ مثل: الإجازات السعيدة والأوقات العادية واللقاءات والتجارب التي تجعلنا نشعر بالراحة؛ ومع ذلك فإنَّ النطاق الكامل لواقعنا الحالي مختلف تماماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن كوتشَي الحياة مارك وأنجل تشيرنوف (Marc and Angel Chernoff)، ويخبراننا فيه عن بعض الملاحظات الذاتية القيِّمة التي يجب وضعها في الحسبان.

إذ تستمر الحياة بتزويدنا بمجموعة واسعة من التجارب التي تثير مشاعرنا، وتتنوَّع بين الحزن والنضال والفخر والغضب والحب والوحدة والسعادة والأمل وغير ذلك الكثير؛ هذه المشاعر كلُّها جزء من كوننا بشراً نتنفس بصرف النظر عن طقوس حياتنا.

لذا يمكننا أن نثور ضد الظلم في الحياة، الظلم في الاضطرار إلى التعامل مع الألم والشك، والاضطرار إلى الشعور بالوحدة وعدم الارتياح والانزعاج، أو يمكننا احتضان كلَّ تجربة تمنحنا البهجة، ومن ذلك كلُّ ما لدينا من نجاحات وانتكاسات، وكلُّ اللحظات السعيدة والمؤلمة وكلُّ ما بينهما؛ فالحياة ليست سعيدةً ومريحةً في كلِّ الأوقات.

إنَّ تبني مجموعة كاملة من تجارب الحياة يعني أن نعيش كلَّ لحظة بحضورنا الكامل والانفتاح والقبول للواقع، والتعامل بلطف مع أنفسنا عندما تكون اللحظات أصعب مما توقعنا، وممارسة الامتنان الصادق بصرف النظر عمَّا يحدث؛ وهذا يعني قبول الحياة كما هي، وقبول أنفسنا كما نحن، وعدم توقُّع حدوث الأفضل في كلِّ خطوة في مسارنا، لكن بدلاً من ذلك قبول ما يحدث في كلِّ خطوة، والاستفادة القصوى من ذلك؛ وهذا ليس أمراً سهلاً بالطبع، ولكنَّه يستحق العناء.

إحراز تقدُّم في الأعوام القادمة:

علينا استقبال أعوامنا القادمة بعقلية جماعية أكثر انفتاحاً وقبولاً ومرونة، بوساطة الالتزام بالأفكار والنوايا الصحيحة في الذاكرة.

على مدى العقد الماضي كتبتُ أنا وأنجل ملاحظاتٍ ذاتيةً مختلفةً مثل تلك المدرجة أدناه - وكلُّها الآن مقتطفات من كتبنا - ثمَّ قمنا بقراءتها، وإعادة قراءتها حتى أصبحت متأصِّلة في أذهاننا، وقد ساعدتنا هذه الملاحظات الذاتية المحفوظة على البقاء في المسار الصحيح؛ وذلك بتمكيننا من الاستفادة القصوى من الواقع المتغير أمامنا باستمرار.

لقد عرضنا هذه الملاحظات لطلاب الدورة الدراسية، والحضور في الحلقات الدراسية على مرِّ السنين، فشكرَنا معظمهم على القيام بذلك.

آمل أن تجدوا قيمة فيها اليوم أيضاً، وأتمنى أن تحفظوا اثنين منها على الأقل:

1. السعادة هي التخلي عمَّا تعتقد أنَّه من المفترض أن تكون عليه حياتك الآن:

وأن تقدِّرها بصدق بكلِّ ما هي عليه؛ لذلك استرخ فأنت جيد بما فيه الكفاية، ولديك ما يكفي، وتفعل كلَّ ما هو مطلوب منك، تنفس بعمق، ودع كلَّ شيء وراء ظهرك، واستمتع بحياتك في اللحظة الراهنة.

2. يُعدُّ تعلُّم تجاهل بعض الأشخاص، والأشياء أحد أفضل الطرائق لتحقيق السلام الداخلي:

فبمجرد أن تبدأ بتقدير سلامك الداخلي أكثر من حاجتك للتفاعل، وأن تكون على صواب، ستشعر في الواقع بمزيدٍ من السلام الداخلي والسعادة.

3. عندما لا تضيف الأشياء أيَّ معنى لحياتك، فابدأ بالحذف:

فالحياة تصبح أكثر سهولة عندما تتخلص من الفوضى التي تجعلها معقدة؛ لذا أَعِر انتباهك إلى ما هو هام وامضِ قدماً.

شاهد بالفديو: 10 عبارات مُلهمة عن الحياة

4. يجب عليك بذل قصارى جهدك، وأخذ نفس عميق:

وتذكُّر أنَّ العلامة القوية على نموِّك ونضجك هي معرفة أنَّك لم تعد تشعر بالتوتر بسبب أشياء تافهة، وبسيطة كانت تستنزفك سابقاً.

5. لا يمكنك التحكم بسلوك الآخرين، ولا يمكنك التحكم بكلِّ ما يحدث حولك:

لكن ما يمكنك التحكم به هو كيفية الردِّ على كلِّ شيء؛ فقوتك تكمن في استجابتك.

6. الحنكة هي أن تستمتعَ في الحياة:

لا أن تقفَ متفرجاً بانتظار أيامٍ جميلة مقبلة ومتمنياً لتلك السيئة لو أنَّها لم تكن، قدِّر فقط ما أنت عليه الآن، فقد قطعت شوطاً طويلاً وما زلت تتعلم وتنمو، كن شاكراً للعِبَر التي تعلَّمتها، وحقِّق الاستفادة القصوى من اللحظة الراهنة.

إقرأ أيضاً: 8 طرق بسيطة للاستمتاع في الحياة

7. يجب عليك مسامحة نفسك على القرارات السيئة التي اتخذتها:

وعلى الأوقات التي لم تكن فيها واعياً، وعلى الاختيارات التي تؤذيك وتؤذي الآخرين، واغفر لنفسك كونك شاباً ومتهوراً؛ فهذه التجارب كلُّها دروس هامة، والأهم هو رغبتك في النمو والنضج والاستفادة منها.

8. يصبح كلُّ شيء مزعجاً بعض الشيء عندما يحين وقت التغيير:

فهذا مجرد جزء من عملية النمو، وبالجهد ستتحسن الأمور تدريجياً؛ لذا تحلَّى بالصبر وذكِّر نفسك دائماً بأنَّ الحياة لا تصبح سهلة بل أنت مَن يزداد قوةً.

9. إذا لم تسمح لنفسك بتجاوز ما حدث وما قيل وما شعرت به، فسوف تنظر إلى حاضرك ومستقبلك بالعدسة القذرة نفسِها:

ولن تتمكن من التركيز والتفكير بوضوح؛ لذا أدرك هذا جيداً، فما تفعله اليوم هام أكثر مما حدث بالأمس.

10. يجب عليك إبهار نفسك والإظهار لنفسك أنَّك تستطيع النمو والتطور:

إذ لا يتعلق الأمر أبداً بالتنافس مع أيِّ شخص آخر، ففي النهاية أنت تنافس ذاتك فقط.

11. تحتاج إلى القيام بأشياء صعبة لتكون سعيداً في الحياة:

فهي تبنيك وتغير حياتك في النهاية وتُحدث فرقاً بين العيش والوجود، وبين معرفة المسار والسير فيه، وبين حياة الوعود الفارغة والحياة المليئة بالتقدم.

12. إذا انتظرت حتى تشعر أنَّك جاهز بنسبة 100% فستنتظر لبقية حياتك:

كن مدركاً لذلك، فبعض الناس ينتظرون طوال اليوم حتى الساعة الخامسة مساءً - توقيت الانصراف من الدوام - وطوال الأسبوع حتى يأتي يوم الجمعة، وطوال العام حتى يأتي موسم العطلات، وطوال حياتهم من أجل السعادة، فلا تكن واحداً منهم.

شاهد بالفديو: 7 حقائق عليك أن تفهمها عن الحياة

هنيئاً لك ببدايةٍ جديدة:

إنَّ أيَّاً من "الملاحظات الذاتية" المذكورة أعلاه لا تجبرك على الفور على فعل أيِّ شيء مختلف، إلا أنَّها تمثل تحولاً في الوقت المناسب في المنظور، والمنظور هو المكان الذي يبدأ فيه السلام والسعادة؛ فانطلاقاً منه، يمكنك تغيير وضعك من التوتر والمقاومة إلى القبول والفرصة.

إقرأ أيضاً: 61 اقتباساً عن البدايات الجديدة لمساعدتك في البدء من جديد

في الختام:

ليس الهدف التخلص من أفكارك السلبية جميعِها أو مشاعرك أو مواقفك الحياتية في أثناء رحلتك؛ بل الهدف من ذلك هو تغيير استجابتك لها.

إنَّ الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة سوف تمتلئ بالنجاحات المذهلة، والانتكاسات المجهدة بالنسبة إلينا جميعاً، لكن على أيِّ حال يمكننا تدريب عقولنا على الاستفادة القصوى من اللحظة الراهنة؛ لذلك استفد من كلِّ ملاحظة على حدة، واعلم أنَّه إذا كنت تكافح مع أيٍّ من هذا، فأنت لست وحدك؛ فمعظمنا يعاني ما تعانيه ويعمل بجد ليشعر بتحسن ويفكر بوضوح ليبقى على المسار الصحيح.

هذا هو بالضبط السبب الذي جعلنا نكتب هذه الملاحظات الإرشادية؛ لذا حاول تطبيقها في حياتك، وستجد كيف ستتغير حياتك وتزدهر.

المصدر




مقالات مرتبطة