12 عبارة سلبية وعدوانية يمكن أن تدمر عملك

لقد قيل لي أنَّني شخصٌ سلبيٌّ وعدوانيٌّ قليلاً ولم أفهم ذلك فعلاً إلَّا حينما بدأت التفكير في بعض الكلمات البسيطة والمدمرة التي كنت أتفوه بها. إذا واجهْتَ من قبل تصرّفاً سلبياً وعدوانياً فأنت تعي تماماً أن مثل هذه التصرفات ليست أبداً أفضل طريقةٍ لحل المشكلات، وإذا كنت مثلي قد اتُّهِمْتَ بممارسة تصرفاتٍ سلبيةٍ وعدوانية فأنت تعلم أيضاً أنَّها ليست الطريقة الأمثل لحل النزاعات.

يُعَدّ السلوك السلبي العدواني سلوكاً مُحبِطاً لجميع الأطراف سواءً المُمارسة لهذا السلوك أو المُتأثرة به، إذ إنَّه سلوكٌ يَصْعُبُ التنبؤ به ويجعل من يمارسونه يحظون بثقةٍ أقل في مكان العمل.



بعدَ أن كان سلوكي سبباً في تدمير علاقتي مع بعض الناس قررت تحديد الأخطاء التي كنت أرتكبها وإصلاحها. إليك 12 عبارةً سلبيةً وعدوانيةً شائعة والمعنى الحقيقي لها حتى تعرف في المرة القادمة التي تسمع فيها هذه الكلمات كيف تتصرّف بشكلٍ أفضل قليلاً وبطريقةٍ مفيدةٍ.

1- "حَسَنٌ":

ذكَّرني صديقٌ لي مؤخراً بهذه الكلمة إذ أشار إلى أنَّك كُلّما سمعت شخصاً ما يقول إنَّ كل شيءٍ "يسير على ما يرام" فهذا يعني العكس دائماً، وقد تبين لي أنَّ هذا صحيحٌ تماماً، حيث ذكرت عالمة النفس "سين ويتسون" (Signe Whitson L.S.W) في حديثها لمجلة (Psychology Today) أنَّ الشخص السلبي العدواني يستخدم كلماتٍ مثل "حسنٌ" ليُعبِّر عن غضبه بطريقةٍ غير مباشرة وليقطع الطريق على عمليات التواصل الصريحة والصادقة عاطفياً".

2- "لا داعي للقلق":

هذا يعني في الواقع أنَّ ثمَّة ما يثير القلق، إذ تقول عالمة النفس "كريستين سكونوالد" (Christine Schoenwald) في حديثها لمجلة (Thought Catalog): "إنَّ هذه العبارة تعني أنَّك تريد أن تقول: "أنا أقول لا داعي للقلق لكن ما أعنيه حقاً هو أنَّ ثمة أمرٌ خطير. لن أبوح بما أشعر حقاً لكنَّني سأظل أحتفظ بتلك المشاعر في نفسي إلى أن أصل إلى مرحلةٍ لا أتمكن عندها من الكبت".

3- "مثلما تريد":

قد تبدو هذه العبارة عبارةً لطيفةً للوهلة الأولى لكن إيَّاك أن تنخدع بها، إذ أيَّاً كان الموقف الذي تُقال فيه هذه العبارة فإنَّ الغرض الحقيقي منها هو التحايل، فقد يبدو أنَّك تساير الخطة بيد أنَّك من الداخل لست متحمساً لها أبداً لكنَّك لا تعرف كيف تعبِّر مشاعر انعدام الحماس هذه أو ربما أنَّ الشخص الآخر سيستشيط غضباً إذا لما توافقه على ما يفعل.

4- "أشكرك مقدماً":

تُعَدّ هذه العبارة من العبارات التي أسمعها كل يومٍ وأشعر بغضبٍ شديدٍ عند سماعها وهي عبارةً قد تبدو أيضاً بريئةً للوهلة الأولى لكنَّها تعني على الأرجح أنَّك تتوقع من الشخص أن يقوم بكل ما تطلبه وأنَّه ربما مرغمٌ على ذلك وهذا يؤذي علاقتك به.

5- لقد أدهشني/ أربكني/ أثار فضولي...":

حينما تسمع مثل هذه العبارات تأكَّد أنَّها تُستخدَم لتوجيه انتقادٍ مُبطَّن عوضاً عن الحديث بشكلٍ صريح، وقد ذكرت الدكتورة "جينيفر وينتر" (Jennifer Winter) في حديثها لموقع (The Muse) إحدى الزميلات التي استخدمت مرةً عباراتٍ كهذه "لمحاولة تخفيف التوتر الذي يسود الأجواء"، بيد أنَّ "وينتر" اعتبرتها طعنةً في الظهر لأنَّ المدير كان موجوداً وقد كان هذا الشعور سبباً في تجاهل التغذية الراجعة التي قدمتها الزميلة فوراً.

إقرأ أيضاً: 13 عبارة ينبغي تجنبها في العمل

6- "لا لست غاضباً":

لقد دمّرت هذه الجملة علاقتي مع زوجتي السابقة لأنَّني لم أكن أعبِّر أبداً عن المشاعر الحقيقية التي أحسّ بها. لقد تعلّمت الآن أن أعبِّر عن آرائي بشكلٍ صريح وأن أكون صادقاً مع شريكي. ينطبق الأمر نفسه على مكان العمل طبعاً فقد يكون الشخص الذي يستخدم هذه الكلمات غاضباً لكنَّه لا يُظهر غضبه بشكلٍ صريح وقد شعرْتُ في كل مرةٍ استخدمْتُ فيها هذه العبارة أنَّني لا يمكن أن أكون صادقاً مع الشخص الذي أخاطبه، فتعلَّم أن تعبِّر عمَّا تحس.

7- "لا مشكلة":

اختلفت مرةً مع صديقي وكان موضوع خلافنا الرسائل النصية ففي كل مرةٍ كنت أسأل أحدهم سؤالاً ما ويرد عليَّ قائلاً ألَّا مشكلة لديه كان يُجنُّ جنوني فقد كنت أعلم أنَّ الموضوع يعنيه وأنَّ كل ما يريده هو عدم الاستمرار في الحديث. تشير هذه العبارة إلى أنَّ الشخص الذي يقولها يشعر بالغضب وها أنت بعد أنت سمعتها تشعر بالغضب أيضاً. إنَّها عبارة غير مفيدة.

8- "إذاً...":

كيف يمكن لكلمةٍ من ثلاثة حروف أن تكون مؤثرةً إلى هذا الحد؟ تلي هذه الكلمة في معظم الأحيان عبارةٌ إمَّا غريبة وإمَّا تعبِّر عن الغضب فنسمع مثلاً من يقول: "إذاً... أسنذهب لمشاهدة الفلم هذه الليلة؟" أو "إذاً... أوَصَلَك عنواني الإلكتروني؟" إذ من الواضح أنَّه بقوله هذا يشعر بالغضب لأنَّك لم ترد بَعْدُ على رسالته الإلكترونية. إنَّها مشكلةٌ حقاً ألَّا تكون لديك بالفعل الفرصة للتواصل مع الآخرين.

أو قد تُستَهَل بهذه الكلمة المحادثات المزعجة حينما لا تعرف بماذا تبدأ أو ماذا تقول. حينما يقول شخصٌ ما لي: "إذاً..." ثم تلي ذلك فترة صمتٍ غريبة تجتاحني رغبة عارمة في أن أقول: "إذاً ماذا؟" وترك الحوار.

9- "كنت أتساءل...":

ترى هذه العبارة حينما يطلب منك شخصٌ ما أمراً غير منطقي مثل: "كنت أتساءل إذا ما ستكون موجوداً غداً في المدينة وتستطيع أن توصل أخي إلى محطة القطار؟". فحتى لو كنت موجوداً في المدينة قد لا تكون محطة القطار قريبة منك أبداً. بمعنى آخر، هذا الشخص يعلم أنَّه يجب عليه ألَّا يطلب من هذه الخدمة لكنَّه سيطلبها منك في جميع الأحوال. تذكَّر أنَّ بعض الأشخاص الخجولين قد يستخدمون هذا السؤال حينما يسألونك إذا كنت تود الذهاب إلى مكانٍ ما أو إذا كنت تستطيع أن تقوم بأمرٍ ما معهم مثل: "كنت أتساءل إذا ما كنت تود حضور الفلم معي؟".

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الناس حسب شخصياتهم؟

10- "لقد كنت أمزح":

تُعَدُّ السخرية واحدةً من أشهر أشكال العدوانية السلبية، فإذا تفوَّه شخصٌ ما بكلماتٍ أثارت انزعاجك وأتبعها بهذه العبارة أنت تعرف أنَّ ما قاله لم يكن مزاحاً أبداً وأنَّه عنى ما قال لكنَّه تراجع ليخفي مشاعره الحقيقية. تُعَدُّ هذه العبارة بشكلٍ خاص عبارةً مؤذيةً حينما تُستخدَم مع الشريك أو أمام أشخاصٍ آخرين (غالباً) للتقليل من شأن الشخص.

11- "أتمنى أن يكون ما تقوم به أمراً يستحق العناء":

إذا قال لك الشخص الذي تتواصل معه هذه الجملة فمن الواضح أنَّ ثمَّة أمراً ما يريدك ألَّا تفعله لكنَّه يدرك تماماً أنَّك ستفعله في جميع الأحوال. عوضاً عن الإفصاح عن مخاوفه يكتفي بقول هذه العبارة العدوانية السلبية ومشاهدة الأحداث وهي تتحول إلى مشكلةٍ خطيرة. سيطلب منك هذا الشخص لاحقاً أن تخبره بما حصل حتى يتمكن من استخدام العبارة مجدداً. إنَّها عبارةٌ مخزية.

إقرأ أيضاً: 10 عبارات تعيق تقدمك الوظيفي

12- "ما رأيك؟":

أنا أرى أنَّ هذه العبارة في جميع الأجوال عبارة عديمة النفع حينما تُقال لسؤال شخصٍ ما عن رأيه في وجبة العشاء وعن غيرها من الأمور. بيد أنَّ هذه العبارة يمكن أن تُستخدَم لإخبار شخصٍ ما أنَّه يعاني من مشكلة فتقول له مثلاً: "لقد كان سلوكك في العمل دون المستوى المأمول، ما رأيك؟" أو "أنا لست سعيداً بما آلت إليه أمور هذه المهمة، ما رأيك؟". يحمل كِلا هذين المثلين معنىً عدوانياً سلبياً يدمر العلاقة مع الآخرين.

 

المصدر




مقالات مرتبطة