10 من أجمل وأفضل القصص القصيرة في العالم

سنعرِّفكم في المقال الآتي إلى 10 من أجمل وأفضل القصص القصيرة في العالم؛ إذ يميل كثير من القرَّاء حول العالم لقراءة القصة القصيرة؛ لأنَّها لا تتطلَّب وقتاً طويلاً كالرواية، كما أنَّ أحداثها أكثر تكثيفاً، ويستطيع القارئ أن يصل فيها إلى العبرة بسرعة.



تُعرَّف القصة القصيرة بأنَّها سردٌ لأحداث قد تكون واقعية أو خيالية، والغاية منها إيصال حكمة معيَّنة مع إمتاع القارئين وتثقيفهم.

أجمل القصص القصيرة العالمية:

يحفل الأدب العالمي بعديد من القصص القصيرة الجميلة والمؤثرة، وفيما يأتي اخترنا لكم عدداً من القصص التي تعدُّ من أجمل القصص القصيرة في العالم؛ لذلك كان من الهام والممتع في آنٍ واحد أن تتعرَّف إليها:

1. الحمامتان والسلحفاة:

الحمامتان والسلحفاة

يُحكى أنَّه في قديم الزمان عاشت حمامتان قرب غدير ماء، وكان لتلك الحمامتان صديقة سلحفاة، وبعد شحٍّ أصاب الغدير قرَّرت الحمامتان مغادرة الغدير والبحث عن مكان آخر للعيش، وهذا ما سبَّب حزناً كبيراً للسلحفاة التي ستخسر صديقتيها الوحيدتين، فقرَّرت الحمامتان أخذ السلحفاة معهما، وفكرَّتا مطولاً حتى وجدتا طريقة لذلك؛ إذ أحضرت الحمامتان عوداً قوياً، وطلبتا من السلحفاة أن تعضَّ على العود، ولا تفتح فمها مهما حدث.

طارت الحمامتان والسلحفاة تعضُّ على العود، حتى رأى بعض الناس ذلك المشهد الغريب، وبدؤوا يشيرون للحمامتين والسلحفاة ويبدون استغرابهم، وهذا ما أثار غيظ السلحفاة التي لم تستطع كبت غيظها، فتكلَّمت في الوقت الذي يجب أن تسكت فيه، فسقطت وتكسَّرت عظامها.

2. نعل الملك:

نعل الملك

أراد أحد الملوك يوماً أن يخرج في رحلة طويلة يجول بها في أرجاء مملكته الواسعة، إلَّا أنَّ صعوبة الطريق ووعورتها سبَّبا للملك كثيراً من الآلام في قدميه، وهذا ما دفعه لإصدار قرار بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد، لكنَّ أحد مستشاري الملك الحكماء أشار عليه بدلاً من ذلك أن يضع قطعة صغيرة من الجلد تحت قدمه.

إقرأ أيضاً: أربع طرق لاختيار كتابك القادم

3. القناعة:

يقال إنَّه في قديم الزمان أراد ملك مكافئة أحد مواطنيه، فقال له سأعطيك أرضاً بالمساحة التي تستطيع قطعها على قدميك مشياً على الأقدام، ففرح الرجل فرحاً شديداً وراح يركض ليقطع أكبر مسافة مُمكنة حتى شعر بالتعب وقرَّر التوقف، ولكنَّه شعر أنَّه يستطيع السير أكثر، وبقي على هذه الحال فترة من الزمن حتى قضى نحبه أخيراً وهو عاجز عن التوقف.

4. القرد وبائع الطرابيش:

القرد وبائع الطرابيش

"يُحكى أنَّ بائعاً للطرابيش، خرج ذات يوم في جولة يبيع فيها الطرابيش التي يصنعها، وبعد طواف في أطراف المدينة، أراد البائع أن يستريح من عناء ما أصابه من تعب، فبحث عن مكان يستظل فيه، فوجد شجرةً، فوضع الطرابيش جانباً، ثمَّ استلقى تحت ظلِّ الشجرة، وغفا غفوةً نام بعدها.

عندما استيقظ من غفوته لم يجد بجانبه أي طربوش، فتلفَّت حوله يمنةً ويسرةً، فلم يجدها؛ فأصابته الدهشة، واستغرب ثمَّ نهض، فنظر إلى أعلى الشجرة، فرأى القردة تراقب حركته، والطرابيش الحمراء بيدها، فالقردة تحب اللون الأحمر، فعرف أنَّ القردة سرقت بضاعته من جانبه في أثناء نومه.

فكَّر في وسيلة يستعيد بها ما سُرِقَ منه، فقادته مخيلته إلى خلع طربوشه، ورمى القردة به، فما كان من القردة إلَّا أن ردت عليه بالعمل نفسه، فخلع كل قرد طربوشه الذي سرقه، ورمى به الرجل، وهكذا استطاع البائع أن يستعيد بضاعته".

البائع لم يستخدم عضلاته، ولم يحاول الركض وراء القردة، استخدم عقله فاستعاد بضاعته.

أفضل القصص القصيرة العالمية:

لا تأتي أهمية القصص القصيرة من جمالها فحسب؛ بل ثمَّة قصص إضافة لكونها من أفضل وأجمل القصص القصيرة في العالم، فهي قصص طريفة وممتعة:

1. حمار المغفل:

حمار المغفل

يُحكى أنَّ في قديم الزمان كان رجل مغفل يقود حماره بحبل طويل، فلما شاهده أحد المحتالين قال لرفيق له: أستطيع أخذ هذا الحمار دون أن يعلم صاحبه، فقال رفيقه: مستحيل، فمقوده بيده، فتقدَّم المحتال وحل الحبل عن عنق الحمار، ووضعه حول عنقه، وقال لرفيقه: خذ الحمار واذهب، فمشى الرجل دون أن يحسَّ على شيء.

بعد وقت قصير جذب الرجل الحمار ولكنَّه ما مشى، فالتفت إليه، فرأى رجلاً مكان حماره، استغرب الرجل المغفل وصاح أين حماري، قال الرجل: أنا هو حمارك، لكنِّي كنت عاقاً لوالدتي فغضبت عليَّ، فجعلني الله حماراً كما ترى، وأنا على هذه الحال في خدمتك منذ زمن، لكن الآن قد رضيت أمي عني فعدت رجلاً، قال المغفل: لا حول ولا قوة إلا بالله اذهب في حفظ الله.

عاد الرجل إلى زوجته وقصَّ عليها الحكاية، وبعد مدة على جلوس الرجل في منزله أشارت عليه زوجته بشراء حمار آخر، فخرج الرجل إلى السوق، فوجد حماره معروضاً للبيع، فتقدَّم منه ووضع فمه في أذنه لكي لا يسمعه أحد، وقال: سامحك الله عدت لعقوق أمك؟

2. الأمانة:

يُحكى أنَّه في قديم الزمان أراد أميرٌ الزواج، ولكنَّه لم يرد أي فتاة فقرَّر القيام بمسابقة لاختيار زوجته المستقبلية، فدعا الأمير الفتيات الراغبات بالزواج منه إلى اجتماعٍ الساعة الثامنة صباحاً، وفي الاجتماع وزَّع الأمير على الفتيات أحواضاً زراعية، وقال لهنَّ إنَّ في كلِّ حوض بذرة عليهنَّ العناية بها لمدة شهر، ثمَّ العودة إلى القصر ليختار الأمير صاحبة النبتة الأجمل.

من بين الفتيات توجد فتاة تُدعى "ماريا" أخذت الأصيص كباقي الفتيات، وواظبت على العناية بالبذرة ورعايتها، لكن مع هذا لم تنبت البذرة، وبعد مرور شهر قرَّرت ماريا عدم الذهاب إلى القصر لأنَّ بذرتها لم تنبت، لكنَّ أمها أقنعتها بالذهاب، وقفت ماريا في القصر خجلة بين الفتيات الأخريات التي تحمل كل واحدة منهن نبتةً في غاية الجمال، ولما همَّت بالرحيل أخذها الوزير إلى الأمير ليعلن أنَّه عرف زوجته المستقبلية وأميرة قلبه، وكشف للحضور أنَّ البذرة التي كانت داخل أحواض الزراعة هي بذور فاسدة، وماريا الوحيدة التي لم تخن الأمانة ولم تبدِّل البذرة.

3. الطبيب:

الطبيب

كان في قديم الزمان طبيب مسؤول عن عدد من القرى، يذهب لزيارتها كل فترة ليعالج المرضى، ويقدِّم المساعدة للجميع، ولكنَّ مجموعة من الناس كانوا دائمي الشكوى والتذمُّر من مشكلاتهم، وفي كل مرة يأتي فيها الطبيب إلى القرية يبدؤون بسرد مشكلاتهم العائلية والحديث عن قصصهم الشخصية، حتى تعب الطبيب أخيراً منهم، فحدَّد لهم جميعاً في اليوم التالي موعداً دون أن يعرف أحد منهم أنَّ الجميع سيحضرون، فتفاجأ الجميع ببعضهم عندما حضروا على الموعد، فطلب الطبيب من كل شخص منهم أن يبدأ بسرد قصته وشرح ما يجري معه من مشكلات، وتفاجأ الجميع أنَّهم يمتلكون كثيراً من الحلول التي يستطيعون تقديمها لبعضهم، وأنَّ هذه المشكلات لا تخصهم وحدهم؛ بل الجميع لديهم مشكلات وظروف صعبة علينا تشاركها لنقلِّل من قيمتها وتأثيرها.

أجمل القصص القصيرة في العالم:

لم تتوقف رحلتنا مع أجمل القصص القصيرة في العالم عمَّا عرضناها، فما زال لدينا مجموعة من القصص القصيرة التي عليكم الاطلاع عليها واستخلاص العبرة منها:

1. لماذا منع الملك دخول الكتب؟

تحكي القصة أنَّه في قديم الزمان أصدر ملك قراراً بمنع دخول الكتب إلى مملكته، كما أصدر قراراً يمنع تعلُّم القراءة والكتابة، ويمنع دخول كل شخص يعرف القراءة والكتابة إلى المملكة، وكان حراس الملك يداهمون البيوت بحثاً عن مخالفات.

يحكى أنَّهم ذات يوم ألقوا القبض على رجل يخفي تحت ملابسه بعض الكتب، ومن يومها لم يعرف أحد شيئاً عن الرجل، ولكنَّ كثيراً من الألسن تناقلت قصته في الخفاء، حتى إنَّ أحد الحراس زعم أنَّه سمعه يقول للقاضي:" أفضِّل الموت على العيش جاهلاً كالحيوان".

وصلت القصة إلى أحد الأطفال الذي لم يتردَّد بسؤال والده عنها، ولماذا أراد ذلك الرجل القراءة لو كلَّفه الأمر حياته، فأجابه الأب بصوت منخفض: الكتب تعلِّمنا كيف نفكِّر بطريقة أفضل، والقراءة تعلِّمنا كيف نرفض الظلم، وكيف نفهم كل ما يحيط بنا، أمَّا الجهل يجعل التحكُّم بنا أمراً في غاية السهولة.

قال الطفل: إذاً القراءة جيدة يا أبي، لماذا يمنعونها هنا، قال الأب: أخفض صوتك، القراءة مفيدة، ولكنَّ الملك يظنُّ أنَّه ليس من الضروري أن نفكِّر نحن، هو من يفكِّر عنا، الكتب برأيه تبلبل الفكر، فلم ينسَ الطفل ما قاله الأب، وعندما كبر أخذ مع مجموعة من رفاقه بالتسلل ليلاً خارج المملكة حتى تعلَّموا القراءة والكتابة، وأحضروا معهم الكتب وثاروا على الملك.

شاهد بالفديو: كيف تتقن مهارة القراءة السريعة

2. من لا يطال العنب يقول عنه حامضاً:

في أحد الأيام شعر ثعلب يتجوَّل بالغابة بالعطش الشديد، حتى رأى عنقود عنب يتدلَّى من الشجرة، فركض الثعلب إليه، وقال: هذا ما كنت أحتاج إليه لأروي عطشي، قفز الثعلب محاولاً الحصول على العنب، ولكنَّه لم يصل، عاود الكرة مرَّةً بعد مرَّة لكنَّه لم ينجح، فأدار ظهره لعنقود الشجرة ومضى في طريقه قائلاً: ثمار حامضة، وأنا لا أريده من الأساس.

3. بطاطا بيض قهوة:

شكت فتاة لأبيها سوء حظها وصعوبة حياتها، فطلب منها أن ترافقه إلى المطبخ، وهناك أحضر بيضةً وحبة بطاطا وقليلاً من القهوة، وضع كل مادة منهما في الماء وتركهم لعشرين دقيقة على النار، بعد الانتهاء، سأل الأب الحكيم ابنته: ماذا ترين؟ قالت بيضة، بطاطا، قهوة، فقال الأب: تعرَّضت كل مادة من المواد السابقة للظروف ذاتها، وتعرضوا للماء الساخن مدة عشرين دقيقة، ولكنَّ كلاً منها تعامل بطريقة مختلفة مع هذه الظروف، حبة البطاطا التي كانت قاسية صارت ضعيفة هشَّة، والبيضة سهلة الكسر صارت صلبة، أما القهوة فغيرت الماء وخلقت ظروفاً جديدة، ابتسمت الفتاة لأنَّها فهمت العبرة.

في الختام:

حاولنا في المقال السابق جمع أجمل 10 قصص قصيرة من العالم، وحاولنا ألَّا تكون قصصاً ممتعة فقط؛ بل اخترنا لكم قصصاً ممتعة وعميقة وذات عبرة في الوقت ذاته.




مقالات مرتبطة