وبالمناسبة أول من تطرّقَ لهذا المفهوم هو البروفيسور Jay Forrester حيث أدركَ الحاجة إلى طريقة أفضل لاختبار الأفكار الجديدة في النظم الاجتماعية بالطريقة نفسها المتبعة في اختبار الأفكار في مجال الهندسة، لتكوين الفهم الخاص للنظم الاجتماعية والعمل على تحسينها بالأساليب نفسها المتبعة في المبادئ الهندسية.
وبلغة بسيطة يمكن القول بأنّ التفكير المنظومي هو القدرة على تحويل طريقة تفكيرك إلى نماذج (مثل الخرائط الذهنية) لفهم العلاقات المركبة، وبلغة أبسط ولتحويل جميع ما ذكر أعلاه إلى عناصر يمكن تطبيقها، هناك أربع مهارات يجب تطويرها للوصول إلى تفكير منظومي للفرد:
1. السبب والنتيجة:
إنَّ أساس التفكير المنظومي أن يكون الفرد واعياً بأنه يفكر في نماذج واضحة، وتكون لديه القدرة على بنائها وتحليلها، وبناء النماذج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلاقات البسيطة للسبب والنتيجة! لذا يجب أن يطوّر الفرد مهارته في تحليل السبب والنتيجة للوصول إلى سبب حقيقي ورئيسي للنتيجة التي حصل عليها.
2. الارتباط والعلاقة:
المهارة الثانية التي يجب تطويرها بعد مهارة السبب والنتيجة، هي مهارة معرفة الارتباط المباشر وغير المباشر والعلاقات المركبة والسببية، لأن تحليل الموقف والمشكلة يتطلب معرفة قوة الارتباط ونوع العلاقة. فعلى سبيل المثال: لا يمكن إرجاع سبب إعاقة عقلية لطفل ما إلى خلل في النمو الطبيعي للخلايا العصبية فقط، بل تعود إلى العلاقات التبادلية للعمليات المرتبطة بالنظام ككل وهكذا مع كثير من الأحداث والظواهر والمشكلات.
3. الجزء والكل:
التفكير الخطي المبني على أحادية السبب والنتيجة يخالف التفكير المنظومي الذي هو عبارة عن تفكير دائري، ينمي قدرة الفرد على الرؤية الشاملة لموضوع دون أن يفقد جزئياته، وكذلك إنماء القدرة على التحليل والتركيب وعلاقة الكل بالجزء وعلاقة الأجزاء ببعضها البعض، وعلاقة كل منها بالموقف الكلي، وليس مجرد تحليل الجزئيات وتجميعها.
4. المديان القريب والبعيد:
كما ذكرنا أن التفكير المنظومي هو تفكير دائري وليس خطّي، وكذلك هو تفكير شبكي يربط بين الماضي والمستقبل، لربط الخبرات الماضية ومدى تأثيرها على المستقبل. لذا التفكير المنظومي لا يركز فقط على نتائج الحاضر، لأنها قد تكون نتائج رائعة على المستوى القريب، لكن لو تمت دراستها على المستوى البعيد ستكون النتائج عكسية، لذا يجب دراسة الحلول على المستوى البعيد قبل القريب.
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً