صليحة المهدي الطالب
عزيزتي:
استشارتك تشمل شقين :
1-فقدان الثقة بالآخرين.
2-غياب الثقة بالنفس والمرتبطة خصوصا بالخوف من الامتحانات.
تقولين بداية أنك لا تثقي بأحد فهل هذا صحيح؟ دعينا نطرح السؤال:
هل تشعرين بالثقة اتجاه والديك؟
هل تشعرين بها اتجاه إخوتك؟ مدرسيك؟ بعض رفقائك أو أقربائك؟
إن كانت بعض الأجوبة بنعم فهذا دليل على أن الثقة بالآخرين موجودة وهذا كفيل أن يمدك براحة وقدر من التوازن النفسي، وهذا يعني أيضا أن عليك إعادة النظر في حكمك لأنه يؤثر سلبا على علاقتك بنفسك وبالآخرين.
فيما يخص النقطة الثانية أحيطك علما بنيتي أن الكثير من الطلبة في سنك وحتى الأطفال يعانون حاليا من الخوف من الامتحانات لأسباب كثيرة ومعقدة لها علاقة بالمناخ التعليمي العام ونوعية الخطاب المروج له عن التعليم في الأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام.
فأدعوك عزيزتي لكي تتحرري من الخوف أن تنتبهي لأمور هامة منها:
أن لا تربطي العمل بالنتيجة ،الله سبحانه وتعالى يقول لنا ."" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم "يعني أن واجبك العمل والمثابرة والنتيجة على الله ،أي أن الله لن يحاسبك على النتيجة مادمت عملت واجبك .
اعلمي بنيتي أن دماغ الإنسان يشتغل بطريقة خاصة ومركبة فمثلا حين الخوف في الامتحان تحصل إفرازات داخل الجسد تجعل من المراكز المسؤولة عن تذكر المعلومات التي تم حفظها والتركيز والتحليل ...مراكز مقفلة ومن هنا الشعور عند الطالب الذي انتابه الخوف أثناء الامتحان كأنه لم يحضر ولم يستعد.
احذري أيضا من توبيخ نفسك وقت الفشل أو وقت الحصول على نتائج سلبية في الامتحان لآن التوبيخ لا يجدي بل يشعرك بالذنب وبالتالي يغذي النظرة السليبة لذاتك ، ومن شأنه أن يرسخ الخوف من الامتحانات.
عليك أن تستثمري الفشل أو النتائج السلبية بالاستفادة منها وأول خطوة لتحقيق ذلك هي طرح على نفسك بعض التساؤلات مثل:
هل استثمرت وقتي كما ينبغي؟
هل حضرت دروسي جيدا؟
هل تتبعت خطوات التعامل الصحيح مع أسئلة الامتحان
كيف أقرأ انتقادات والدي ومدرسيي وصديقاتي ؟ هل أتقبلها إن كانت بناءة؟
نطرح هذا النوع من التساؤلات للتحقيق من مدى قيامك بواجبك، أما إن كنت قمت بما عليك وبقي الشعور بالخوف فهناك بعض التساؤلات هدفها أن تكسر حاجز الخوف
مثل :
ماذا يمكن أن يحصل إن حصلت على نتائج سيئة؟
ماذا يمكن أن يقع حتى وإن رسبت؟
سيوبخك والديك؟ وماذا بعد؟ أنت قمت بالواجب.
سينظر إليك الآخرون نظرة دونية ؟وماذا بعد ؟ لا تهتمي بذلك، الأهم هو أن تستمري في العمل بكل عزم وقوة وأن تبحثي على منهجية صحيحة في التعامل مع الدروس والامتحانات ولا تترددي بالاستعانة بمدرسيك في ذلك ، وأن تبحثي عن إيجابيات لك في شخصيتك حتما ستجدينها وأعطيها اعتبارا ...وأنا على يقين أنك بذلك ستساهمين في بناء الثقة بنفسك الشيء الذي سيقويك ويعينك على النجاح الدراسي والشخصي بإذن الله.