سنستعرض من خلال هذه المقالة بعض الأخطاء الشائعة التي يقوم بها بعض الأشخاص عند وضعهم للأهداف، لتتعرف إليها وتتجنب الوقوع بها وهي:
1- تحديد أهداف غير واقعية:
عندما تخطط لوضع أهداف قابلة للتحقيق فستحتاج إطلاق العنان لمخيلتك وطموحاتك وأن تضع التحفُّظ جانباً، وتحلم أحلاماً كبيرة. لكن ومع ذلك، فإنَّك حالما تتخذ قراراً بشأن هدفٍ ما، فتأكَّد من كونه واقعياً، أي أنَّه بإمكانك تحقيقه في إطار زمني مُحدَّد تضعه لنفسك.
فإن كان هدفك على سبيل المثال هو الجري في الماراثون السنوي، فمن غير الواقعي أن تسجل في السباق الذي سيُقام الشهر القادم دون أن تقوم مُسبقاً بالتدريب لعدة أشهر، أو أن يكون هدفك أن تصبح مدير تنفيذي في شركة ما وأنت لا تمتلك أية خبرة، لذا فقد يكون هذا الهدف غير عملي، أو على الأقل ليس كذلك بعد.
ولكي تحدد أهدافاً واقعية، تأكَّد من كون أهدافك مُحددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وتلبي احتياجاتك ومحدودة بإطار زمني.
2- التركيز على القليل من المجالات فقط:
تخيَّل أنَّك كتبت للتو قائمة أهدافك للسنة القادمة، مُخططاً إلى زيادة مبيعاتك بنسبة 15%، والتقدُّم بطلب للحصول على ترقية في الوظيفة، وقراءة كتاب واحد عن القيادة شهرياً.
على الرغم من كون قائمة الأهداف هذه طموحة للغاية وقابلة للتحقيق، إلَّا أنَّها في الوقت نفسه تعاني مشكلة مُحتملة، فهي تركز على مسيرتك المهنية فقط، فقد غفلت تماماً عن الأهداف الخاصة بالأجزاء الأخرى من حياتك. حيث يركز الكثيرون على أعمالهم فقط أثناء تحديدهم للأهداف. لكن ومع ذلك، فلا تستطيع إهمال النشاطات الترفيهية. قفد تكون أهدافٌ كقراءة كتاب أو التنافس في سباق، أو تجهيز الحديقة المحيطة بالمنزل مُهمة وبشكل لا يُصدَّق من أجل تحقيق سعادتك ورفاهيتك. لذا فعندما تقوم بتحديد أهدافك الشخصية، تأكَّد من تحقيق التوازن الصحيح بين مختلف مجالات حياتك. وتذكَّر بأنَّ هذا التوازن يختلف من شخص لآخر.
اقرأ ايضاً: ملخص كتاب "قوة التركيز" للمؤلف جاك كانفيلد – الجزء الأول
3- عدم تقدير الوقت اللازم لتحقيق الهدف:
كم مرَّة استغرقت المهمة أو المشروع وقتاً أطول من المقدَّر لها؟ أعتقد بأنَّ عدد المرات كبير لدرجة أنه لا يمكنك إحصائه. وقد يكون بإمكانك التكلم بشكل مماثل عن الأهداف التي كنت قد وضعتها في الماضي.
إن لم تُقدِّر وبدقة الوقت اللازم لتحقيق الهدف، فقد يصيبك الإحباط عندما تستغرق وقتاً أطول في تحقيقه. ممَّا قد يتسبب في استسلامك.
لذا اجعل الجداول الزمنية الخاصة بك مُريحة دوماً بحيث تحسب التأخيرات التي قد تعترضك، فإن قُمت بإضافة المزيد من الوقت إلى الوقت التقديري، ستشعر بضغط أقل لإنهاء الأعمال في وقت معين.
اقرأ أيضاً: 7 خطوات فعّالة لإدارة الوقت وزيادة الإنتاجيّة
4- استبعاد الإخفاق:
مهما عملنا بجِد قد نتعرَّض للإخفاق بين الحين والآخر، وهذا الشعور سيئ للغاية. لكن ومع ذلك، فإنَّ إخفاقك هو الذي يحدد شخصيتك في نهاية المطاف، وهو الذي يكوِّن لديك الخبرات اللازمة التي بمقدورها تغيير حياتك نحو الأفضل، وذلك إن كنت تمتلك الشجاعة الكافية لتتعلم من إخفاقك.
لذا فلا تقلق كثيراً حيال إخفاقك في تحقيق أهدافك، ولاحظ فقط مواطن الخطأ واستخدم تلك المعرفة التي اكتسبتها من الإخفاق لتحقق أهدافك في المرات القادمة.
5- تحديد الآخرين لأهدافك:
قد يؤثِّر بعض الأشخاص على الأهداف التي قمت بتحديدها لنفسك، كعائلتك أو أصدقاءك أو حتى مديرك. ظنَّاً بأنَّهم يعرفون ما هو الأفضل بالنسبة لك، أو قد يريدون منك أن تتخذ مساراً معيناً في حياتك ٍأو أن تقوم بأشياء معينة.
وبوضوحٍ أكثر، من المهم أن تكون على علاقة وطيدة بهؤلاء الأشخاص، حيث ستكون بحاجة إلى القيام بما يُمليه عليك مُديرك، في حدود المعقول طبعاً.
لكن ومع ذلك، على أهدافك أن تكون خاصة بك أنت وليس بأحدٍ آخر. لذا فكُن جازماً في هذا الأمر ولكن بشكل مُهذَّب. وافعل ما تريده أنت.
6- عدم متابعة التقدم الذي تحرزه:
تحقيق الأهداف يحتاج وقتاً. الأمر الذي قد يجعلك تشعر في بعض الأحيان وكأنَّك لا تُحرز الكثير من التقدُّم.
ولهذا السبب فمن المهم أن تقوِّم جميع الأشياء التي أنجزتها بشكل منتظم. وتضع بعض الأهداف الجزئية، وتحتفل بنجاحك، وتُحلِّل الأشياء التي تحتاجها لتستمر في التقدُّم. فليس مُهماً كم تبدو الأشياء بطيئة، فقد تحرز تقدماً من خلالها.
تمنحك هذه الطريقة الفرصة لتحدِّث قائمة أهدافك، وذلك بالاعتماد على ما قد تعلَّمته منها. فهل تغيَّرت أولوياتك؟ أو هل أنت بحاجةٍ إلى إضافة بعض الوقت الخاص بنشاط معيَّن من أجل تحقيق هدفٍ ما؟
لا تخشَ تعديل أهدافك وقت الحاجة، فهي غير منحوتةً في الصخر (ليست جامدة).
7- تحديد أهداف سلبية:
إنَّ طريقة تفكيرك بهدفك يمكنها أن تؤثِّر على شعورك حياله، وعلى تحقيقك له.
فعلى سبيل المثال: كثير من الناس لديهم هدف "خسارة الوزن" لكن مع ذلك، فإنَّ لهذا الهدف صدىً سلبي، فهو يركز على الشيء الذي لا تريده ألا وهو "وزنُك". والطريقة الإيجابية لإعادة صياغة هذا الهدف هي أن تقول بأنَّك تريد أن تصبح "بصحة جيدة".
مثالٌ آخر عن الأهداف السلبية وهو "عدم البقاء في مكان العمل حتى وقت متأخر". والطريقة الإيجابية لإعادة صياغة هذا الهدف هي أن تقول "قضاء المزيد من الوقت مع العائلة".
إنَّ الأهداف السلبية لا تجذب عواطفنا نحو الهدف، الأمر الذي يجعل التركيز عليها أمراً صعباً للغاية. لذا أعد صياغة أي هدف سلبي بالشكل الذي يجعله يبدو إيجابياً. وقد تتفاجأ بمقدار التغيير الذي سيصنعه لك ذلك.
8- تحديد الكثير من الأهداف:
عندما تبدأ بتحديد أهدافك، قد ترى الكثير من الأشياء التي تودُّ إنجازها. لذا إشرع إلى تحديدها في مختلف المجالات.
والمشكلة في هذا الأمر هي أنَّه لديك كمية مُحددة فقط من الوقت والطاقة للقيام بذلك. أي أنَّك إن حاولت التركيز على الكثير من الأهداف المختلفة في آنٍ معاً، فلن يكون بإمكانك منح الأهداف الفردية الاهتمام الذي تستحقه (بشكل فردي).
بدلاً من ذلك، استخدم قاعدة "القيمة لا القَدر" في تحديدك للأهداف. واكتشف الأهمية النسبية لجميع الأشياء التي تودُّ إنجازها في الأشهر الستة أو الإثنا عشر القادمة. ثمَّ ركِّز على ما لا يزيد عن الثلاثة أهداف.
وتذكَّر بأنَّ نجاح عملك نحو الهدف أساسه التركيز على القليل من الأمور فقط في آنٍ معاً.
فإن قُمت بالحَد من عدد الأهداف التي تعمل عليها، سيكون لديك الوقت والجهد اللذان تحتاجهما للقيام بالأعمال على أتم وجه.
النقاط الرئيسة :
أن تحيا حياةً دون أهداف واضحة أشبه بالسفر بوساطة سفينة (بالإبحار) دون تخطيط مُسبق للرحلة. فينتهي بك المطاف على الأغلب في مكانٍ لم تكن تريد الذهاب إليه أصلاً. ولهذا السبب، تحتاج إلى تحديد الأهداف لتطوِّر نفسك وتحقق أحلامك.
ولكن عليك تجنُّب هذه الأخطاء الشائعة على طول الطريق. فبإمكانها أن تسبب لك الشعور بالإحباط، والشك بقدراتك أو حتى الاستسلام.
لكنَّ الشيء الجيد هي أنَّك من المحتمل جداً أن تحقق أحلامك إن كنت تعرف هذه الأخطاء، وتحاول تجنبها.
أضف تعليقاً