ومن السهل أن تنسى أنَّه حتى حينما لا يكون ذهنك منشغلاً بالتفكير في شيء قد يُعاني دماغك، إذ على الرغم من أنّ الاضطرابات الدماغية سبَبها العوامل الوراثية إلى حدٍّ كبير، إلَّا أنَّ النظام الغذائي وأسلوب الحياة يؤديان دوراً كبيراً في تنظيم نشاط الدماغ ومنحه السكينة.
سنستعرض فيما يلي 7 عاداتٍ خطيرة مؤذية للدماغ تستطيع من خلال التوقف عنها حالاً تعزيز صحّتك الذهنية والجسدية بشكلٍ كبير:
1- عدم تناول الفطور:
ثمَّة سببٌ وجيه يجعل الفطور أهم وجبةٍ في اليوم، إذ إنَّ عدم تناولها يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم وهذا يُعَدُّ مؤذياً جداً للدماغ لا سيما إذا ما تكرر حدوثه كثيراً، يحتاج الدماغ إلى طاقةٍ أكثر من التي يحتاج إليها أي عضوٍ آخر في الجسم ويستهلك 20% من الجلوكوز الموجود في الجسم كل يوم.
تُستخدَم حوالي ثُلُثي الطاقة التي يحتفظ بها الدماغ لمساعدة الخلايا العصبية في إرسال الإشارات إلى باقي الجسم والثلث الباقي مُخصّص لترميم الخلايا والعناية بها، ويُسبّب حرمان الدماغ دائماً من الغذاء الكافي نقصاً في الطاقة سترى أنَّه يجعل الدماغ أقل استجابةً للمُحفّزات، وستفقد خلايا الدماغ دون أن تشعر العناية الضرورية التي تحتاج إليها أيضاً لتحافظ على سلامتها وستموت بشكلٍ سريع.
اقرأ أيضاً: وصفات لذيذة وصحيّة لتحضير وجبة الفطور
2- الحرمان من النوم:
ليس من المفاجئ بالنسبة لك أن تعلم أنَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يُصيبك بالخمول ويجعلك كثير النسيان في اليوم الآتي، والسبب أنَّ نقص النوم يُجرّد الخلايا العصبية من قدرتها على العمل بصورة صحيحة، وهذا يؤدي إلى ارتكاب الدماغ هفواتٍ يمكن أن تؤثر في عملك وعلاقاتك. لكنَّ الأخطر من ذلك أنَّ حواسك ومنعكساتك ستُصاب بالتبلّد ممّا يزيد احتمال تعرّضك لحادثٍ خطير.
إنَّ الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يجعل هذه التأثيرات دائمة، لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها ألَّا وقت لديك للحصول على قسطٍ كافٍ من النوم تذكر أنَّك لن تقدم أفضل أداءٍ لك إلَّا حينما تجعل الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم ضمن أولوياتك. فخصص وقتاً للنوم بشكلٍ جيد وستنجز مزيداً من المهام في وقتٍ أقل في المرة القادمة.
3- الإفراط في تناول الطعام:
أظهرت الدراسات أنَّ ثمَّة علاقةً مفاجِئة بين البدانة والخرف، وسبب هذه العلاقة غير واضح، لكنَّ العلماء يشتبهون في أنَّ البدانة تحصل حينما يفتقر الطعام الذي نتناوله إلى العناصر المغذية وهذا يؤدي إلى الرغبة في تناول المزيد من الطعام لتأمين احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن، لذلك حتى إذا كنت تتناول الكثير من الطعام قد يبقى دماغك يشعر بالجوع.
وقد لوحظ أنَّ عدد المرضى الذين تمّ تشخيص إصابتهم بالخرف في عام 2015 بلغ حوالي 45 مليون وهو ضعف ما كان عليه العدد عام 1990. وفي هذا الوقت نفسه ارتفعت معدلات البدانة في الولايات المتحدة من 11.1% إلى 30.6%. وعلى الرغم من حاجتنا إلى إجراء مزيد من الدراسات لاكتشاف العلاقة بين الاثنين إلَّا أنَّه من المؤكد أنَّ ثمة علاقةً ما.
4- التدخين:
أُجريت الكثير من الأبحاث حول التأثيرات الضارة للتدخين جعلتنا نستوعب بوضوح أنَّ التدخين يؤذي أغشية الخلايا، ويقلل الفعالية العصبية في مناطق الدماغ التي تتحكم بالتوازن، والتناسق، والمهارات الحركية، ويجعل القشرة المخيّة التي تجري فيها عمليات تعلّم اللغة والتذكُّر والإدراك رقيقة أكثر.
يُعَدّ الإقلاع عن التدخين فوراً مهماً للصحة بشكلٍ عام ويمكن أن يكون مفيداً للدماغ أيضاً، على الرغم من أنَّه قد تسبب فعلاً بمقادرٍ معين من الضرر، إذ وجد الباحثون أنَّ الإقلاع عن التدخين يُعيد إلى القشرة المخية بعض الثخانة التي فقدتها إلَّا أنَّ الأشخاص الذين كانوا مدخنين نهمين وأقلعوا عن التدخين منذ أكثر من 25 عاماً يمتلكون بالفعل قشرةً مخيَّةً أرق من التي لدى الأشخاص الذين لم يمارسوا التدخين أبداً.
اقرأ أيضاً: كل ماتحتاج معرفته عن التدخين وطرق الإقلاع عنه
5- نقص السوائل:
تشكِّل المياه 70% من أجسادنا لذلك يُعَدّ الماء ضرورياً جداً لجميع الأنشطة الجسدية بما فيها نشاط الدماغ، ويَظهَر تأثير نقص السوائل في الدماغ بسرعةٍ كبيرةٍ أيضاً حيث يؤكد الباحثون أنَّ ممارسة التمارين الشاقة مدة ساعتين دون شرب الماء يمكن أن يؤدي إلى تدني القدرات الإدراكية، ووجدت الدراسات أنَّ نقص السوائل يؤثر في وظائف مثل حلّ المشكلات المعقدة، وتناسق الحركات، والانتباه أكثر من أي شيء.
ليس ضرورياً أن تصرَّ على شرب كمية محددة من الماء كل يوم لكن انتبه إلى الشعور بالظمأ فهو يُعَدُّ خير مؤشرٍ على الحاجة إلى الماء، وحاول أن تواظب على شرب الماء خلال اليوم لتحافظ على ثبات مستويات السوائل في الجسد ولكي يبقى دماغك سعيداً.
اقرأ أيضاً: فوائد شرب الماء بانتظام
6- الإكثار من السكَّر:
تحتاج أجسادنا وعقولنا إلى السكر من أجل أن تعمل، ولكنَّ نظامنا الغذائي الحديث يتضمن الكثير جداً منه، وحينما تتناول الكثير من السكر بشكلٍ منتظم تتعرض الخلايا، بما فيها خلايا الدماغ، إلى التهاباتٍ مزمنة.
يؤثر هذا في قدرة الجسد على امتصاص العناصر الغذائية المهمة من الطعام ويبدأ الدماغ يشعر بالحاجة إلى العناصر التي يحتاج إليها ليفكر بشكلٍ مثالي. وستكون في النهاية معرضاً بشكلٍ كبير إلى خطر الإصابة بالخرف وتضاؤل حجم الحُصَيْن (hippocampus) وهي المنطقة التي تدير الذاكرة في الدماغ.
7- الشعور بالضغط:
وأخيراً يمكن أن يؤثر الشعور الدائم بالضغط تأثيراً سلبياً في جميع أجزاء الجسد، وفي حين يُعَدّ الشعور المؤقت بالضغط أمراً جيداً يُهيئ الجسد إمَّا للوقوف في وجه الأخطار وإما لتفاديها لكن حينما يتضمن أسلوب حياتك شعوراً مزمناً بالضغط يتراكم هرمون الكورتيزول في الدماغ ويُحْدِث ضرراً دائماً فيه.
الضغط لا يقتل خلايا الدماغ فقط بل يسبب انكماش الدماغ نفسه، وحينما يصل هذا الانكماش إلى القشرة الأمام جبهية تتأثر قدرة الشخص على التعلم والتذكر، لذلك من الضروري جداً أن تبحث عن طريقةٍ للاسترخاء قبل فوات الأوان.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح علميّة للتخلص من الضغط النفسي
نأمل ألَّا تكون هذه المعلومات قد أثارت الذعر في نفسك وأن تكون منحتك عوضاً عن ذلك القوة لإجراء تغييرات للحفاظ على سلامة دماغك، فتخصيص وقتٍ للنوم، وتناول الفطور، والتخلص من الشعور بالضغط لا يُعَدُّ أمراً جيداً فقط بل ضرورياً أيضاً.
يمكنك رفض الطلبات التي تُثْقِل كاهلك، إذ إنَّ إيلاء الاهتمام لسلامتك الصحية والذهنية يجعل التخلص من العادات السيئة كالتدخين والإفراط في تناول الطعام أسهل. وفي النهاية ستفرح عائلتك وسيفرح مديرك وأصدقاؤك حينما يرونك تتمتع بصحةٍ أفضل وتضع بعض الحدود التي تمنع الآخرين من مسِّ احتياجاتك الأساسية.
اقرأ أيضاً: نصائح هامة للتخلص من العادات السيئة
أضف تعليقاً