ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "كريستوفر د. كونورز" (Christopher D. Connors) والذي يُحدثنا فيه عن أهمية وضع برنامج يومي لعيش حياة أفضل.
لقد طبَّقتُ بعض أفضل أفكاري، بالإضافة إلى أكثر الخطط والإجراءات إنتاجية في هذا الوقت من العام. في الواقع، بدأت تأليف كتبي في بداية العام، فهو وقت رائع للإبداع والانضباط، حيث تقل المشتتات بعد العُطلات، مما يوفر لنا مزيداً من الظروف التي تتيح لنا العثور على الأشياء التي تُلهمنا وتثير شغفنا.
تقول الصحفية والكاتبة الأمريكية "إليزابيث جيلبرت" (Elizabeth Gilbert): "عليك أن تتعلم كيف تختار أفكارك مثلما تختار ملابسك كل يوم، وهذه قدرة يمكنك تنميتها، فإن كنت تريد التحكم في الأشياء السيئة في حياتك، فطوِّر عقلك، فهو الشيء الوحيد الذي يجب أن تحاول السيطرة عليه".
في هذا السياق، أحثك على وضع برنامج يومي ملهم كل صباح، حيث تحصل فيه على الإلهام من خلال قوة التأمل والصلاة والتفاعل الصادق الحقيقي مع من تحبهم، أو من أغنيتك المفضلة، أو من خلال مشاهدة مقطع الفيديو الذي عزفت فيه على البيانو بإتقان، فصفق لك الحضور بحرارة، أو من كلمات هذا المقال، أو كتاب تجد فيه معانٍ عميقة وتعتز فيه ويثير حماستك قبل قراءته. سوف أوضح إليك في هذا المقال النجاحات التي أحرزتها، وكيف تحقق مثلها في حياتك.
إليك كيفية تطوير برنامجك اليومي:
"عظماء أولئك الذين يرون أنَّ الروحانية أقوى من أي قوة مادية - تلك الأفكار تحكم العالم". - رالف والدو إيمرسون (Ralph Waldo Emerson)
اجعل روتينك عادة يومية. عندما أسستُ مسيرة مهنية ناجحة في مجال ريادة الأعمال من الصفر، تعلمتُ أنَّ التخطيط والروتين اليومي هما مصدر قوة النجاح، حيث يعزز التخطيط ما تحاول تحقيقه، ويضمن لك أنَّ كل تقدمك نحو تحقيق الذات، بالإضافة إلى المزيد من الانسجام والحيوية في الحياة؛ وذلك يستحق الألم والشكوك التي تراودك بين الفينة والأخرى.
جرِّب هذه الأشياء الثلاثة لوضع برنامج يومي ناجح:
- خصِّص عشر دقائق للتأمل، يُفضَّل أن تكون في بداية كل يوم. هذا يحدد طبيعة يومك ويجعلك تشعر في الإلهام.
- اقضِ هذا الوقت بمفردك في مكان هادئ، وركز تفكيرك على الأفكار الإيجابية والملهمة مثل الشعور بالحماسة، وتصوُّر نفسك تحقق النجاح أو الشهرة، فالحلم ورؤية نفسك مع الفائزين يمنحانك قوة هائلة.
- فكر في هذه الأفكار الإيجابية وحافظ على استمراريتها، واكتب الأفكار التي تتبادر إلى ذهنك، واستمر في الرجوع إليها طوال يوم عملك أو في أثناء الدراسة. فكر فيها عندما تتفاعل مع الآخرين، وفي الظروف العصيبة أو في أوقات الفرح؛ وفكر فيها مرة أخرى قبل النوم وأعد ضبط ذهنك، ثم استرح واستعد إلى يوم جديد مع الإثارة والترقب وذهن صاف إلى أفكار جديدة ومنعشة.
إنَّ السبيل الوحيد لبناء الزخم وتعزيزه، والذي يمكنك تحويله بعد ذلك إلى تفكير قوي وعمل بنَّاء هو من خلال الإلهام، الذي يرفع روحك المعنوية ويُثير حماستك. اشعر بالإلهام كل يوم.
ما يتأكد لي يوماً بعد يوم هو أنَّنا نتحكم في مصيرنا من خلال قوة أفكارنا، فنحن نُضفي على أفكارنا صبغة عاطفية من خلال قوة الحب والإيمان والأمل، ونتبنى هذه الأفكار ونتصور أنفسنا نفعل ما نرغب فيه، ونُدرجها في الخطة، ونتخذ الإجراء الذي حلمنا فيه.
نستنتج من ذلك أنَّ الأمر يتعلق في التكرار والمثابرة لتحويل أفكارنا إلى روتين، فنحن نُلهم أنفسنا من خلال الشغف، وتذكير أنفسنا في الأهداف التي حققناها، والتزامنا بالعادات. الأمر بهذه البساطة، فافعل هذا ولن تفشل أبداً.
لا عيب في أي فكرة ما دمت تؤمن فيها وتشعر أنَّها سوف تضيف قيمة لحياتك وحياة الآخرين. لا تشغل بالك بمدى عبقرية فكرتك، فقضيتك هي التي تتحدث عن رغبات قلبك وأحلامه، وهذا ما يجعلك فريداً ومميزاً؛ فكن طَموحاً، وخصِّص بعض الوقت لنفسك لتطوير برنامج يومي يؤهلك إلى تحقيق المزيد من الإنتاجية، فكما يُقال: ابدأ في عمل ما هو ضروري، ثم افعل ما هو ممكن، وفجأة سوف تجد نفسك تفعل المستحيل.
أضف تعليقاً