ويتضح عدم منطقية هذه المقولات عند استعراض الأنظمة التربوية والتعليمية في عدد من الدول التي تحرص على جودة التعليم ومخرجاته وتهتم بتربية الأجيال حيث تنص أنظمتها على اختيار الأفضل من المتقدمين للوظائف التعليمية من خريجي الكليات التربوية من خلال المقابلات والاختبارات التي يحسب لها المتقدم وجهة الإعداد كل حساب حيث لا يجتاز هذه المقابلات والاختبارات إلا المؤهلين لذلك.
وسعت وزارة التربية والتعليم منذ سنوات لمناقشة فكرة نظام رخصة المعلم ومحاولة إقراره وحتى الآن لم يصدر أو يعتمد حيث أن هناك حيثيات يجب عدم إغفالها وهي أن تكون الجهة المانحة لرخصة المعلم مستقلة عن جهة الإعداد وهي الجامعات والجهة المستفيدة وهي وزارة التربية والتعليم. ويشابه هذا النظام إلى حد كبير نظام هيئة التخصصات الصحية وهي جهة مستقلة عن وزارة الصحة. وإذا كانت الرخصة متعينة في مهن الطب والهندسة فهي أوجب في مهنة التربية والتعليم بسبب رعايتها للعقول والنفوس والأبدان.
ويخطئ من يعتقد أن الهدف من إقرار نظام الرخصة هو حرمان كثير ممن هم على وظائف تعليمية من وظائفهم إذا أن الهدف ضمان دخول المؤهل من الحاصلين على إجازات تعليمية وتربوية في تخصصات تحتاجها وزارة التربية والتعليم. أما منهم على راس العمل فمن فوائد رخصة المعلم تحديد احتياجاتهم التدريبية وضمان استمرارهم بالتواصل العلمي والمهني بكل جديد في تخصصاتهم وتطوير أدائهم. أما من يثبت عدم قدرته على تطوير نفسه علميا ومهنيا بعد إتاحة الفرصة له بالتدريب وإعادة التأهيل العلمي والتربوي فينظر في بقائه في مهنة التعليم وتحويله لوظيفة إدارية.
المصدر: موقع عبدالله بن صالح المقبل
أضف تعليقاً