اعتقد كثير من الناس أنَّه لا مكان للعواطف في العمل، وقد بيَّنت معظم الدراسات التي أُجرِيت في السبعينيات من القرن العشرين أنَّ القادة والمديرين يعتقدون أنَّ العمل يحتاج إلى عقولنا وليس إلى قلوبنا، لكنَّ المشهد اختلف تماماً مع اقتراب الألفية الثانية من نهايتها؛ فالدراسات والإحصاءات الحديثة التي أُجرِيت في العشرين سنة الماضية أظهرت بشكل واضح أنَّ القائد الناجح هو الذي يؤثر في الآخرين ويحرِّك في نفوسهم مشاعر الحب والولاء للمؤسسة التي يعملون لديها، وأنَّ ذلك يحتاج إلى توافر مهارات في القائد تختلف عن مهارات الذكاء العقلي (IQ)؛ ألا وهي مهارات الذكاء العاطفي (EQ).
إذا كان الذكاء العاطفي بهذه الأهمية فما هي مكوناته لكي نقترب من هذا المفهوم؟
مكونات الذكاء العاطفي:
- فهْم الذات وفهْم الآخرين.
- إدراك المبادئ والقيم والأهداف.
- إدراك مشاعر الذات، والتعامل الإيجابي مع الآخرين.
- استخدام الحدس استخداماً صحيحاً.
- التفاؤل.
- المرونة.
- المبادرة وتحمُّل المسؤولية.
- التحكم بالمشاعر.
- الثقة بالنفس.
- التصميم.
- الإبداع.
- التعامل الإيجابي مع الذات.
- إدراك مشاعر الآخرين.
- التعاطف.
- التعبير عن المشاعر.
- التواصل مع الآخرين.
- الخلاف البنَّاء.
- الثقة بالآخرين.
ونحتاج إلى شرح لكل مفردة لا يتسع المقام له، ولكن أردنا أن نبين أهميته في واقع حياتنا:
- ولقد أُجرِيت أبحاث خلال الـ 24 سنة الماضية من قِبل 1000 مؤسسة على عشرات الألوف من الأشخاص وكلها توصَّلت إلى النتيجة نفسها: إنَّ نجاح الإنسان يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي.
- إنَّ انخفاض الذكاء العاطفي يجلب للأفراد الشعور السلبي كالخوف، والغضب، والعدوانية، وهذا بدورة يؤدي إلى استهلاك قوة هائلة من طاقة الأفراد، كانخفاض الروح المعنوية، والغياب عن العمل، والشعور بالشفقة، ويؤدي هذا بدورهإلى سد الطريق في وجه العمل التعاوني البنَّاء؛ فالعاطفة تزودنا بلا شك بالطاقة؛ أي أنَّ العاطفة السلبية تُوجِد أو تخلق طاقة سلبية، والطاقة الإيجابية تخلق قوة إيجابية.
أهمية الذكاء العاطفي:
سنتحدث عن أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة لثلاثة مجالات من مجالات الحياة:
- بالنسبة إلى العمل.
- بالنسبة إلى طلاب المدارس.
- بالنسبة إلى الأسرة.
1. أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة إلى العمل:
أصبح الذكاء العاطفي اليوم جزءاً هاماً من فلسفة أي مؤسسة في اختيار وتدريب أفرادها؛ وذلك لأنَّه يعلِّم الناس كيف يعملون معاً للوصول إلى هدف مشترك.
ولما لتحسّن مهارات الذكاء العاطفي من تأثير على كفاءة الشركات (مجال عمل الشركة / نسبة ازدياد الإنتاج / الانخفاض في نسبة الاستقالة).
2. أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة إلى طلاب المدارس:
في تجربة استمرت لمدة عامين أُدخِلت مادة الذكاء العاطفي ضمن البرنامج الدراسي لمجموعة من الطلاب، ثم تمَّت متابعة هؤلاء الطلاب لمدة ست سنوات بعد انتهاء التجربة فكانت النتيجة كما يلي:
- ازدياد قدرة الطلاب على التأقلم مع الشدة النفسية.
- انخفاض نسبة الإدمان والعادات الغذائية السلبية.
- انخفاض نسبة التصرفات العدوانية.
- انخفاض نسبة التدخين.
كما ثبت أيضاً أنَّ تنمية مهارات الذكاء العاطفي عند المدرسين يساعدهم على التواصل مع الطلاب تواصلاً أفضل.
3. أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة إلى الأسرة:
في دراسة قام بها عالِم النفس الأمريكي غولمان على تأثير الذكاء العاطفي في نجاح العلاقة الزوجية، استطاع من خلال مراقبة الطريقة التي يتحدث بها الزوجان في أثناء الخلاف أن يتنبأ باحتمال الطلاق بينهما خلال ثلاث سنوات بنسبة من الدقة وصلت إلى 97%.
يساعد استخدام مبادئ الذكاء العاطفي الوالدَين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهم كما يساهم في تنمية الذكاء العاطفي عند الأبناء وباختصار، إنَّ بناء الذكاء العاطفي لأي شخص له أكبر الأثر عليه طيلة حياته.
شاهد بالفيديو: أنواع الذكاء ومجالات استخدامه
خصائص الذكاء العاطفي:
نصادف في حياتنا كثيراً من الأشخاص الناجحين في مختلف أصعدة الحياة، وقد لا يكونون من أصحاب المؤهلات العلمية، إلا أنهم ناجحون بطريقة مميزة، ويُشار إليهم بالبنان.
هلا توقفنا قليلاً لنتساءل عن سر نجاح أولئك الأشخاص؟ ما الشيئ الذي لديهم والذي يجعلهم ناجحون في حياتهم؟
يكمن سر نجاح أولئك الأشخاص في أنهم يمتلكون مهاراتٍ في الذكاء العاطفي هي التي تجعلهم يحققون النجاحات والتميز في حياتهم، وحسب دراسة لمجلة «سايكولوجي توداي» فإن «الذكاء العاطفي» «Emotional Intelligence» هو القدرة على تحديد وإدارة عواطفك وعواطف الآخرين. وهذا الأمر عادةً ما يجعل المرء يمتاز بمجموعة من الخصائص وهي كالآتي:
- امتلاك مهارة الوعي العاطفي؛ إذ إن امتلاك هذا الوعي يعني قدرة المرء على تحديد مشاعره ومشاعر الآخرين.
- امتلاك المرء لمهاراتٍ وقدراتٍ خاصة تمكّنه من تسخير مشاعره وتطبيقها بطريقة سحرية يستطيع من خلالها حل المشكلات التي تعترضه خلال حياته اليومية.
- امتلاك القدرة على إدارة العواطف، وهذه القدرة تمكن المرء من التحكم بمشاعر الغضب أو القدرة على الحفاظ على الهدوء حينما يكون المرء في أعلى درجات الاستياء، وبالتالي امتلاك القدرة على اتخاذ أفضل القرارات.
المصدر: برينيكور
أضف تعليقاً