كيف توسِّع نطاق تأثيرك؟

نحن نسعى جميعاً إلى أن يكون لنا نوع من التأثير في العالم، يُشعِرنا بأنَّ لدينا هدفاً وسبباً لفعل ما نقوم به؛ ولكنَّنا لا نعرف بالتحديد مصدر هذا التأثير ولا كيفية التفكير فيه؛ لذا سنقدم في هذا المقال منظوراً فريداً للتفكير في مفهوم التأثير يشمل بعض النقاط المحددة المرتبطة جميعاً بالمنزل.

أنت تعرف أنَّه وبصرف النظر عن مكان سكنك أنَّ معظم المنازل لها تصميم داخلي وخارجي، والآن فكِّر في التأثير مثل هذا المنزل الذي سنصفه:

تخيل أنَّك تمشي نحو منزل وترى مظهره الخارجي، هناك عشب مشذب وشجيرات ويبدو الباب جميلاً والطلاء جديداً، فترغب عند رؤية مثل هذا المنزل من الخارج في الدخول إليه والوجود في هذه البيئة ورؤيته من الداخل؛ لأنَّه في معظم الأحيان يعكس المظهر الخارجي التصميم الداخلي للمكان؛ لذا تتوقع أن يكون جميلاً من الداخل أيضاً.

عند التحدث عن البشر نقصد بالمظهر الخارجي ما إذا كنت جذاباً وتبتسم ولائق المظهر؛ لأنَّ الواقع هو أنَّ المظاهر هامة في العالم الذي نعيش فيه، والطريقة التي تقدم بها نفسك تُظهر للآخرين أنَّك تحترم نفسك وتقدرها.

يحاول بعض الناس في بعض الأحيان إخفاء طبيعتهم الحقيقية، ولكن يمكننا عادةً ملاحظة ذلك وكما في المنزل إذا كان الخارج صدئاً والعشب غير مقصوص لن تشعر برغبة في دخوله؛ لذا حين لا يشعر الآخرون بالبهجة عند النظر إليك ستُفوِّت فرصة حتى للتأثير فيهم لأنَّهم سيتجنبونك، أو لن يعيروك انتباههم بينما إذا كان مظهرك الخارجي رائعاً ويستمتع الناس بما يرونه حين ينظرون إليك، سيريدون التقرب منك لمعرفة ما في داخلك والمقصود بالداخل هنا هو جوهرك، وداخل الإنسان الثقة بالنفس والفرح والحيوية.

شاهد بالفديو: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة

هل يزور الناس منزلك ويرغبون في البقاء لمدة طويلة؟ هل يمشون ويرون السجاد والأرضيات نظيفة وكلُّ شيء يلمع ورائحته طيبة؟ هل تقدم لهم الطعام اللذيذ والمشروبات، ويضحكون ويستمتعون بالوجود فيه؟

إذا كان منزلك من الداخل جذاباً سيرغب الناس في زيارته والمكوث فيه وليس ذلك فحسب؛ بل سيحضرون أشخاصاً آخرين معهم وسيدعون أصدقاءهم ويخبرونهم كم أنَّه مكان رائع، وهكذا يتسع نطاق تأثيرك.

كلَّما طالت مدة بقاء الشخص في منزلك زادت المحادثات التي تجريها معه وزادت فرصتك للتأثير فيه، على سبيل المثال، إذا كنت تريد بيعه شيئاً من الأفضل أن تجعله يرغب في الوجود قربك لفترة أطول من الوقت لتكوُّن علاقة جيدة معه وتتمكن من إقناعه، لكن بصرف النظر عمَّا تحاول التأثير فيه ستحتاج إلى وقت لإحداثه، ويتطلب ذلك وجوده حولك لفترة من الزمن.

أمَّا إذا دخلت منزلاً وكان فوضوياً وكلُّ شيء متناثر ورائحته مقززة فلن تريد المكوث هناك، ولنكن صادقين يوجد بعض الناس في هذا العالم الذين يبدون من الخارج رائعين؛ ولكنَّهم من الداخل ليسوا كذلك.

على سبيل المثال: هل الشخص واثق بنفسه ومنظم؟ وهل صحبته تبعث على الارتياح أو التعب؟ كما في المنزل على سبيل المثال، إذا كانت غرفة النوم نظيفة ومنظمة سيرغب الناس في النوم فيها، وإذا كانت غرفة المعيشة تبدو جميلة سيرغبون في الجلوس فيها، وفي حالة البشر يتعلق ذلك بمدى ثقتك بنفسك ورصانتك ومهارتك في التواصل.

ما يغفل الناس عنه:

توجد نقطة ثالثة غالباً ما يغفل عنها الناس؛ وهي موقع المنزل والمدينة الموجود فيها؛ لأنَّ الناس يحبون زيارة بعض المدن لقضاء الإجازة؛ ولكنَّهم يتجنبون مدناً أخرى؛ لذا تؤدي المدينة التي يقع المنزل فيها دوراً هاماً، فإذا كنت تعيش أحلامك سيرغب الناس في الوجود حولك؛ لأنَّهم يريدون أن يقضوا الوقت مع شخص يتمتع بمظهر خارجي وشخصية جذابة، وإضافة إلى ذلك يعيش حياة هو راضٍ عنها ويفعل أشياء رائعة في العالم.

لا يهم كم أنَّك شخص رائع من الداخل والخارج ما لم تكن تبني حياة رائعة وتسعى إلى تحقيق أحلامك، وإذا لم يكن موقع المنزل جذاباً بقدر مظهره الداخلي والخارجي، فلن يرغب الناس في الوجود فيه، ولكن إذا كان في منطقة رائعة ويجاوره منازل أخرى تتمتع أيضاً بمظهر داخلي وخارجي رائع سيمتد تأثيرك ليشمل ليس الأشخاص من حولك والمكان الذي توجد فيه فقط؛ بل أيضاً الأشخاص الذين يأتون لزيارتك.

في الختام:‌

إذاً هل تبني منزلك في منطقة جذابة؛ إذ يستطيع الناس رؤيته ويرغبون في زيارته؟ هل تخرج وتلتقي بالناس وتتواصل مع الآخرين وتظهر لهم نفسك وروعتك؟ هل تشارك ما تريد قوله مع العالم حتى يسمعك الناس؟ هل توفر فرصة للناس لرؤية مظهرك الخارجي، وتشجعهم على الدخول والاستمتاع بداخلك لتتمكن من التأثير فيهم وتحقيق أيِّ شيء، وبالنتيجة تتمكن بالفعل من تحقيق أحلامك؟