العلاج النفسي فى جوهره هو مرور الذات بخبرة تعليمية أو انفعالية تجعل الفرد يزيد من مهاراته .. أو يعدل من أساليب الاستجابة لديه .. مما يؤدى إلى زيادة التكيف مع المجتمع .. وزيادة الوعي الاستبصار

تاريخ آخر تحديث:19-10-2016 | الكاتب: شرقي نادية أمال |
وتؤكد أغلب مدارس العلاج النفسي تقريبا على أهمية العلاقة بين المعالج والمريض .. وضرورة حدوث التجاوب الانفعال بين الطرفين
ولعلك لاحظت أنك لا تستطيع أن تغير فى أفكار أو فى سلوكيات اى شخص آخرإلا إذا كانت تربطك به علاقة وجدانية قوية .. علاقة ود واحترام .
فالتجاوب الانفعالي بين المعالج والمريض أمر هام لأنه يمكن المعالج من اكتشاف الجوانب الخفية والحساسة فى شخصية المريض .. والكشف عن مصادر الصراع الكامنة والعميقة .. القابعة خلف الأقنعة والدفاعات النفسية .. والكامنة فى ظلام اللاشعور
وتختلف أهمية العلاقة بين المعالج والمريض من مدرسة إلى أخرى تبعا لأسلوب العلاج وأهدافه فى كل مدرسة
كلمات أقوى من الدواء
والعلاج النفسي هو العلاج الذى تستخدم فيه مهارات وفنيات كثيرة , من أهمها الكلمة , فالكلمة أسرع وقد تكون أقوى من الدواء ,وكما يقولون كلمة تشفى وكلمة تمرض , وكل نوع من العلاج النفسي يهدف إلى تخفيف أو إزالة الأعراض بالطريقة التى يعتقد فى جدواها , فالمعالج بالتحليل النفسي يهدف إلى تعديل الشخصية بصورة جذرية من خلال فهم ديناميات المرض وأسبابه ألا شعورية , ولم يعد هذا الأسلوب يستخدم كثيراٌ , وقد توجه أكثر المعالجين إلى مدارس وأساليب أحدث وأكثر تأثيراٌ وأسرع مفعولاٌ , مثل العلاج المعرفي الذى يعتمد على تعديل التفكير , والعلاج السلوكى الذى يعتمد على تعديل السلوك .. وهكذا
وهناك العديد من أساليب العلاج التى تعتبر روافد وفروع من المدارس الرئيسية فى العلاج النفسي.. كما بدأ بعض المعالجين بالاستعانة بالدين وفق منهج علمي فى علاج العديد من الأمراض النفسية
هناك أيضا .. التعبير عن النفس والتنفيس عن الانفعالات عن طريق الفنون المختلفة مثل : الرسم ، والرقص ، والتمثيل .. وكذلك الموسيقى .. وممارسة الأنشطة الرياضية .... الخ
ويمارس بعض الأطباء من التخصصات المختلفة .. نوعا من العلاج النفسي يسمى بالعلاج النفسي التدعيمى ، من خلال إقامة حميمة مع المريض .. تتسم بالود والتقدير والاهتمام والتوجيه والتشجيع.. وتسمح للمريض بالإفضاء عن متاعبه وآلامه والتحدث عن بعض مشاكله وأحزانه بأمان ودون خوف .. وهذا هو سر النجاح الشديد الذى يلاقيه بعض الأطباء
كذلك .. فإنه يمكن اعتبار العلاقة الحميمة التى تنشأ بين صديقين .. وتسمح بالتنفيس الانفعالي وإخراج شحنات الغضب والتوتر , والمساعدة فى فهم وتحليل المشكلات وتعديل التفكير والسلوك .. هي أيضاٌ علاقة ذات طبيعة علاجية !
وهناك أنواع أخرى من العلاج النفسي تعتمد بدرجة اكبر على رغبة الفرد وإرادته فى تعديل سلوكه .. وهى تقع ايضا خارج إطار العلاقة العلاجية التقليدية .. مثل العلاج بالاستبصار ..وهو نوع من العلاج التوكيدي .. حيث يطلب من المريض أن يتعرف بنفسه على أخطائه .. وان يتعلم أساليب أخرى بديلة ، تتيح له الفرصة لتعديل السلوك الغير سوى
كما أن هناك أسلوب آخر فى العلاج النفسي يستهدف تدريب المريض على التفكير المنطقي فى حل المشكلات واتخاذ القرارات ، والمشاركة الايجابية فى خلق القيم الاجتماعية ,, والتدريب على تفحص نتائج السلوك على أساس رد الفعل (أو ما يسمى بالتغذية الرجعية أو المرتدة.(
ومن الأساليب البعيدة عن العلاقة العلاجية المباشرة بين المعالج والمريض .. العلاج الموجه بالمحاضرة .. وأسلوب التجريب الذاتي الذى يتبعه المعالجون من مدرسة العلاج النفسي الجشطلتى حيث يعطى المريض بعض التعليمات للقيام بتنفيذها
هذا إلى جانب العلاج التعليمي .. والعلاج عن طريق العمل .. والعلاج عن طريق الفن بوسائله المختلفة
د.رامز طه
تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة النجاح نت.