الخرف الوعائي أسبابه - تشخيصه - علاجه Vascular dementia

هو مصطلح عام للتعبير عن الضعف في وظائف الإدراك والاستعراب والذاكرة والتي تحدث بسبب الاضطرابات التي تصيب الأوعية الدموية المغذية للدماغوهو ثاني أشيع شكل للخرف في الولايات المتحدة وأوربا بعد مرض الزهايمر .



في بعض الحالات عندما يسد وعاء دموي دماغي بالكامل يؤدي ذلك إلى الإصابة بالسكتة الدماغية , ليس كل السكتات تسبب خرفاً وعائياً وإنما يعتمد ذلك على شدة السكتة ومكان حدوثها والأجزاء المتضررة من الدماغ , قد يحدث الخرف الوعائي أيضاً عندما تتضيق الأوعية الدموية في الدماغ ما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى أقسام الدماغ المختلفة .

يتراوح معدل انتشارالخرف الوعائي بين 1-4 % من الأشخاص بعمر أكبر من 65 سنة , وهو يصيب الرجال بنسبة أعلى من النساء .

الشكل الأكثر شيوعاً للخَرَفِ الوعائيِ هو الخَرَف متعدّد الاحتشاءات (MID) ، والذي يحدث بسبب سلسلة من الاحتشاءات الصغيرةِ ، و التي تمر بدون أعراض في أغلب الأحيان و تسبب الأذية لقشر الدماغِ , هذه الاحتشاءات الصغيرةِ تكون أحياناً عبارة عن نوب إقفارية عابرة (TIAs) ، والتي تُؤدّي إلى إعاقة مؤقتةِ في وصول الدَمّ إلى الدماغ وتتظاهر بضعف في الوعي أَو البصر ِ. مع مرور الزمن الأذية الحاصلة لنسيجِ الدماغِ تؤثر على وظائفِ الإدراك والاستعراف الأساسيةِ .

عندما يَحْدثُ الخَرَفَ الوعائيَ مع أنواعِ أخرى مِنْ الخَرَفِ، مثل مرضِ الزهايمر فإنه يدعى بالخرف المختلط .

في الواقع غالباً ما يحدث مرض الزهايمر والخرف الوعائي بشكل مترافق ومن الشائع حدوثهما سوية أكثر من حدوثهما منفصلين .

 

الأسباب Causes :

يحدث الخرف الوعائي غالباً بسب :

1- الانسداد الكامل للأوعية الدموية في الدماغ :

عادة يحدث الانسداد الكامل لشريان دماغي في السكتة الدماغية لكن بعض الاحتشاءات لا تتظاهر بأعراض السكتة وهذه الاحتشاءات الدماغية الصامتة تزيد خطورة الإصابة بالخرف الوعائي , تزداد خطورة الإصابة بازدياد عدد الاحتشاءات الحاصلة مع الزمن .أمراض القلب واضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني تزيد من خطورة الإصابة بالسكتة .

2- تضيق الأوعية الدموية في الدماغ :

قد يحدث الخرف الوعائي بدون انسداد كامل للشريان حيث يؤدي تضيق الشرايين إلى نقص تدفق الدم فيها وبالتالي افتقار أجزاء معينة من الدماغ للأكسجة والغذاء .

من الأسباب أيضاً :

- انخفاض ضغط الدم بشكل كبير .

- الأذية الحاصلة للدماغ بسبب النزوف الدماغية .

- أذيات الأوعية الدموية في سياق بعض الأمراض كالذئبة الحمامية الجهازية أو التهاب الشريان الصدغي.

الأعراض والعلامات Signs and symptoms:

تتنوع أعراض وعلامات الإصابة بالخرف الوعائي اعتماداً على المنطقة المتضررة من الدماغ , تتضمن الأعراض والعلامات :

1- التخليط والهياج

2- اضطراب في الذاكرة

3- المشية المضطربة

4- انفلات المصرات البولية والشرجية

5- تعدد بيلات , إلحاح بولي , سلس بولي

6- ضعف في الانتباه والتركيز

7- صعوبة تسلسل الأفكار

8- ضعف في تنظيم الأفكار والأعمال

9- التجول الليلي

10- الكآبة

11- ضعف في الذراع أو الساق

12- اضطرابات في اللغة

يُمكنُ أَنْ تَبدأ أعراض الخرف الوعائي فجأة أو بشكل تدريجي , النوب الإقفارية العابرة المتكررة TIAs تُؤدّي إلى تراجع تدريجي في الذاكرةِ ، بينما السكتات يُمْكِنُ أَنْ تتظاهر بأعراضَ واضحة فوراً .

 

عوامل الخطورة risk factors :

1- العمر :

وهو من أهم عوامل الخطورة للإصابة بالخرف الوعائي فهذا المرض نادر قبل عمر 65 سنة , والأشخاص بأعمار الثمانينات والتسعينات معرضون بشكل أكبر للإصابة من الأشخاص بأعمار الستينات والسبعينات .

2- سوابق سكتة دماغية :

تزداد خطورة الإصابة بالخرف الوعائي بسبب الأذية الدماغية الحاصلة في إطار احتشاء دماغي سابق .

3- تصلب الشرايين

4- ارتفاع ضغط الدم :

حيث يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوعائية في الدماغ .

5- الداء السكري .

6- ارتفاع الكولسترول :

المستويات المرتفعة من LDL تترافق مع خطورة متزايدة للإصابة بالخرف الوعائي .

7- قصة عائلية لإصابة بأمراض قلبية .

8- اضطرابات نظم القلب .

9- أمراض الشرايين في مناطق أخرى من الجسم

10- البدانة

11- التدخين :

يزيد التدخين من خطورة الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض الأوعية الأخرى بما فيها الخرف الوعائي .

 

التشخيص التفريقي Differential Diagnoses :

- الخَرَف الناجم عن رضوض الرأس .

- الخَرَف الناجم عن مرض الإيدز

- الاكتئاب

- خَرَف داء هانتينجتون

- خَرَف داء باركنسونِ

- داء الزهايمر

- الورم الدماغي

- داء كروتزفلد جاكوب

- السفلس العصبي

- داء بيك

- موه الرأس ذو الضغط الطبيعي

- العته المترافق مع وجود أجسام لوي

 

الاختبارات والتشخيص Tests and diagnosis :

- الفحوص المخبرية :

هذه الإختباراتِ يَجِبُ أَنْ تَتضمّنَ بشكل روتيني تعداد كريات الدم CBC, مستوى سكر الدم ، , ESR وظائف الكلية , وظائف الكبد , إختبارات مرض الزهري، مستويات فيتامين B-12 ، وإختبارات وظائف الدرقّ.

- الفحوص الشعاعية :

تَتضمّنُ تصوير الدماغِ الطبقي المحوري CT والتصوير بالرّنين المغناطيسي MRI .

المظاهر على CT scanning أو MRI التي تقترح الخَرَفِ الوعائيِ وجود احتشاءات متعددة ثنائية الجانب متوضعة في نصف الكرة المخية المسيطر والتراكيب الحوفية , احتشاءات جوبية (فجوية ) متعددة خاصة في النوى القاعدية أَو آفات المادة البيضاءِ حول البطينِات والتي تَمتدُّ عميقاً في المادة البيضاءِ .

الإختبارات الأخرى :

الإختبارات التي قَدْ تَكُون مفيدةَ لتقييمِ السكتة وفي بَعْض حالاتِ الخَرَفِ الوعائيِ تَتضمّنُ التالي:

إيكو القلب

تخطيط القلب المحمول Holter

إيكو دوبللر للسباتيين

 

المعالجة Treatments and drugs:

إنّ الهدف الأساسي من المعالجة هو منعُ حدوث احتشاءات جديدة , وذلك من خلال :

- السيطرة على عواملِ الخطرِ

- استعمال الأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات , فللأسبيرين دور كبير في إبْطاء تطور الخَرَفِ الوعائيِ , كما يمكن استعمال التكلوبيدين أو الكلوبيدوغريل .

- مثبطات الكولين إستراز مثل — donepezil , galantamine وrivastigmine — والتي تَعْملُ على رَفْع مستويات الوسيط الكيميائي المتحكم بالذاكرةِ والمحاكمة . الآثار الجانبية لها تَتضمّن الغثيانَ والإقياء , التشجنات العضلية والإسهالِ.

- البنتوكسيفيلين Pentoxifylline :

يحسن تدفقِ الدمِّ بتخفيض اللزوجةِ ، و يزيد مرونةَ الكريات الحمر ، يَمْنعُ تجمعَ الصفيحات وتشكيلِ الخثرات ، ويقلل من إلتصاقَ الكريات البيض .

- الميمانتين Memantine :

يَعْملُ على تَنظيم الوسيط الكيميائي الهام في تخزين البيانات وإسترجاعِها . الآثار الجانبية له يُمْكِنُ أَنْ تَتضمّنَ صداعَ , إمساكَ ودوار.

الوقاية Prevention :

للوقاية من الإصابة بالخرف الوعائي يجب تعديل عوامل الخطورة التالية :

1- المحافظة على مستويات طبيعية للضغط الدموي فقد أظهرت دراسة أن خطورة الإصابة بالخرف الوعائي ومرض الزهايمر انخفضت إلى النصف في الأشخاص الذين تم ضبط مستوى ضغط الدم لديهم .

2- المحافظة على مستويات كولسترول طبيعية : الأدوية الخافضة للشحوم تنقص من خطورة الإصابة بالخرف الوعائي

3- ضبط سكر الدم : الوقاية من الإصابة بالداء السكري عن طريق الحمية وممارسة التمارين الرياضية تنقص من خطورة الإصابة بالخرف الوعائي , وعند مرضى السكري من الضروري المحافظة على مستويات طبيعية لسكر الدم للإقلال من أذية الأوعية والمحافظة على وظائف الفهم والاستعراف .

4- الإقلاع عن التدخين : من الضروري الإقلاع عن التدخين للمحافظة على صحة الأوعية وبالتالي منع الإصابة بالخرف الوعائي .