في الواقع ليس هذا ولا ذاك, ماأبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها, فقد خسرالقضية أمام أخيه, لرعاية أمة العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان, الذي يعيش وحيدأ, وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى لياخذ والدته لتعيش مع أسرته, لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على رعيتها, وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضى بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الاخوين مصر على أحقيته برعاية والدته, وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها 20 كيلوجرام فقط وبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول: هذا عينى مشيرة الى حيزان وهذا عينى الأخرى مشيرة الى أخيه, وعندها اضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسبأ, وهو أن تعيش مع أسرة الأخ الاصغر فهم الأقدر على رعايتها, وهذا ما أبكى حيزان ما أغلى الدموع التى سبكها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخأ مسنأ, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس, ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها, هو درس نادر في البر في زمن شح فيه البر.
أضف تعليقاً