تحتوي السرة على أنواع عديدة من البكتيريا منها النافع ومنها الضار، ولكنَّ شكلها التشريحي يجعل منها مكاناً مناسباً لتكاثر الجراثيم في حال إهمال تنظيفها؛ مما يسمح للجراثيم الضارة بالتغلُّب على الجراثيم النافعة والتسبُّب في حالة التهابية مرضية.
إنَّ السرة أو زر البطن هي جزء من أجزاء الجسم البشري؛ وهي كغيرها عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات؛ لذا فقد خصصنا مقالنا هذا للحديث عن السرة وأمراضها؛ هذا الجزء الصغير الذي يمكن أن يسبب الكثير من الأمراض.
أسباب حكة السرة وعلاجها:
إنَّ حكة السرة هي من أمراض السرة الشائعة، ومن الممكن أن تكون عارضاً لعدة أمراض أهمها:
1. وجود كيس دهني:
إنَّ وجود الكيس الدهني هو من أسباب حكة السرة، ويمكن ملاحظة وجوده عن طريق تلمُّس نتوء حول الجلد المحيط بالسرة قابل للتحرُّك عند اللمس يسبب شعوراً كبيراً بالحكة التي تتسبب بكشطه وصدور رائحة كريهة منه.
ويعود السبب لوجود الأكياس الدهنية إلى حدوث خراجات في الغدد الدهنية، والتي تكون مهمتها إنتاج خليط الدهون الشمعية المسؤولة عن ترطيب الجلد وتزييته، وفي الحالات الالتهابية تُملأ الخراجات بالزهم وتصدر القيح والروائح الكريهة وتتسبب بالحكة.
في مثل هذه الحالات يكون علاج حكة السرة باستشارة طبيَّة، وغالباً ما تُوصف فيها أدوية لمعالجة حالة الالتهاب فتختفي جميع الأعراض المرافقة له ومن بينها الحكة.
2. العدوى البكتيرية:
تُعَدُّ العدوى البكتيرية سبباً من أسباب حكة السرة، ويمكن أن يكون سببها جرحاً أو كيساً حول السرة تعرَّض للكشط فدخلته الجراثيم وانتقلت بدورها إلى السرة، ويمكن أن يكون إهمال تنظيف السرة سبباً في إصابتها بالعدوى البكتيرية، وقد يكون ثقب السرة أيضاً من مسببات العدوى البكتيرية وخاصة عند عدم تعقيم الأدوات المُستخدمة، وتنتج عن هذه العدوى على اختلاف مصادرها أعراض مزعجة ومؤلمة ومن بينها الحكة.
يكون علاج حكة السرة في هذه الحالات مرافقاً لعلاج العدوى؛ وذلك عبر وصفة طبية تحتوي على المضادات الحيوية، وفي الحالات المتفاقمة منها قد يلجأ الطبيب إلى تدخُّل جراحي.
3. الفطريات الجلدية:
تُعَدُّ إصابة جلد السرة بالفطريات سبباً من أسباب حكة السرة؛ وذلك لأنَّ السرة من الأماكن المظلمة والرطبة التي تُعَدُّ مكاناً مثالياً لانتشار فطر المبيضات، والذي تكون الحكة والتورُّم والطفح الجلدي من أهم أعراضه.
النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الفطريات، كما أنَّ الأشخاص الذين يكثرون من تناول المضادات الحيوية لديهم استعداد كبير للإصابة؛ لذا فإنَّ الحفاظ على النظافة الشخصية وتجنُّب تناول المضادات الحيوية بغير استشارة طبيَّة تُعَدُّ من أهم عوامل الوقاية، ويُضاف إليها ارتداء الملابس الفضفاضة للتقليل من تعرُّق المنطقة وتخفيف رطوبتها، وأما العلاج فيكون بإشراف الطبيب الذي يقدِّم الاستطباب اللازم للتخلُّص من الفطريات.
4. تهيُّج البشرة:
إنَّ تهيُّج البشرة في منطقة البطن يُعَدُّ من أسباب حكة السرة، ويكون هذا التهيُّج ناتجاً عن استخدام المنظفات أو المستحضرات الكيميائية القاسية، ويكون العلاج عن طريق التوقف عن استخدام المواد الكيميائية والمستحضرات المهيِّجة، واستبدالها بمستحضرات خالية من الكحول أكثر لطفاً على البشرة وأقل تحريضاً للتهيج.
5. الإصابة بالتهابات السرة:
تتعرَّض السرة للإصابة بالعديد من الالتهابات التي تكون الحكة من أشهر الأعراض المرافقة لها، إضافة إلى الاحمرار والتورُّم وغيرها من الأعراض التي تختلف باختلاف نوع الالتهاب، وتكون حكة السرة من الأعراض المرافقة لكلٍّ من الالتهابات الناتجة عن الخمائر، والالتهابات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري، والتهابات البكتيريا العقدية، وفي جميع هذه الحالات يجب زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
تجنَّب أي لمس لمنطقة السرة أو إزالة القشور والمفرزات المتشكلة منها بشكل يدوي وغير معقم، كما يجب الحفاظ على النظافة الشخصية واستخدام غسول الماء والملح من أجل تعقيم المنطقة.
شاهد بالفديو: 7 علامات تشير إلى أنَّك ربما تعاني من فتق
أسباب احمرار السرة:
غالباً ما يترافق احمرار السرة مع الحكة وفي كثير من الأحيان يكون الاحمرار نتيجة حك السرة، وهو من أعراض الحالات الالتهابية التي تصيبها والتي نذكر منها هذه الحالات التي تُعَدُّ الأكثر شيوعاً:
1. التهاب السرة الناتج عن الخمائر:
يُعَدُّ التهاب السرة الناتج عن الخمائر من أسباب احمرار السرة، وجميع أجزاء الجسم معرَّضة للإصابة بعدوى الخمائر وليست السرة فقط، وتكون أعراضه المرافقة للاحمرار الحكة والطفح الجلدي والقشور البشرية والإفرازات الشفافة والشعور بالحرقة في السرة.
يكون العلاج بإشراف الطبيب كما في كل حالات أمراض السرة؛ إذ لا يُفضَّل العبث أبداً بهذه المنطقة الحساسة دون إشراف المتخصصين.
2. التهاب السرة الناتج عن البكتريا العقدية:
إنَّ التهاب السرة الناتج عن البكتريا العقدية يُعَدُّ من أسباب احمرار السرة، وتتسلل هذه البكتريا إلى الجسم عبر جرح أو شق في الجلد مُسبِّبة الالتهابات التي يكون التهاب السرة من بينها، وتترافق أعراض هذا الالتهاب مع احمرار السرة والحكة والألم وانتفاخ العقد اللمفاوية إضافة إلى تورُّم السرة وتشكُّل القشور والبثور عليها وخروج القيح منها والإصابة بالحمى.
أما عن العلاج فيكون عبر المشورة الطبية التي توصِل إلى التشخيص السليم والعلاج بالصادات الحيوية.
3. الالتهاب في كيس جلدي:
من أسباب احمرار السرة أيضاً وجود التهابات في الأكياس الجلدية، والتي يكون سببها تراكم خلايا جلدية في منطقة السرة كان من المفترض أن يتم التخلص منها، إلَّا أنَّها بدأت بالنمو مما يسبب التهاب السرة الذي قد يبقى صامتاً لسنوات ثم ينفجر فجأة مترافقاً مع احمرار في السرة وألم وإفرازات خضراء أو صفراء كريهة الرائحة.
أسباب احمرار السرة عند الكبار:
إنَّ أسباب احمرار السرة عند الكبار غالباً ما تكون مرتبطة بحالات التهابية مثل الالتهابات الناتجة عن الخمائر أو البكتريا العقدية أو الالتهابات الناتجة عن الإصابة بداء السكري أو الالتهابات في الأكياس الدهنية أو الجلدية أو عدوى المكورات إضافة إلى الإصابة بالفطريات والبكتريا.
تُعَدُّ منطقة السرة عند الكبار معرَّضة للإصابة بهذه الالتهابات التي يكون الاحمرار من أبرز أعراضها؛ وذلك بسبب حساسيتها المفرطة وبنيتها المكوَّنة من انثناءات جلدية رقيقة تكون طياتها منطقة مثلى لتكاثر الجراثيم، وخاصة في حالات إهمال النظافة الشخصية أو ارتداء الملابس الضيقة أو زيادة الوزن أو ضعف الجهاز المناعي وأي سبب آخر من شأنه أن يزيد رطوبة المنطقة المظلمة.
يترافق الاحمرار عادة مع الحالة الالتهابية التي يكون الألم وارتفاع درجة حرارة الجسم من أهم أعراضها، كما يمكن أن يكون احمرار السرة عند الكبار ناتجاً عن حكة السرة التي تحدثنا عنها منذ قليل.
أسباب نزول السرة عند الكبار:
نزول السرة أو هبوط السرة أو شلع السرة أو نزوح السرة هو واحد من أمراض السرة التي تصيب الكبار والصغار، والتي يكون من أبرز أعراضها الألم في منطقة السرة وما حولها، وعدم القدرة على الانتصاب في الوقوف وضيق في التنفس، وانزلاق السرة إلى جهة معيَّنة عند الانحناء نحو الأمام وعند البكاء بالنسبة إلى الصغار الرضع، بالإضافة إلى الاضطرابات المتعلقة بالهضم.
أما أسباب نزول السرة عند الكبار فتكون إما بسبب العامل الوراثي؛ إذ لُوحظ لدى المرضى المصابين وجود حالات مشابهة في شجرتهم العائلية وخاصة الأقرباء من الدرجة الأولى والثانية، ويدعم ذلك وجود اختلافات تشريحية في منطقة البطن عموماً والسرة خصوصاً لديهم، أو بسبب ازدياد الضغط داخل البطن كما في حالات الحمل والسمنة ورفع الأثقال والخوف الشديد والرياضات المجهدة، ويتم التشخيص من قِبل الأطباء المتخصصين.
أما عن علاج نزول السرة عند الكبار فهو العلاج الجراحي فقط، والذي يُعَدُّ من العلاجات ذات نسبة نجاح عالية وآمنة وفعالة جداً في التخلُّص من هذه الحالة.
ما هو سبب نزول ماء من السرة؟
إنَّ نزول ماء من السرة يعود إلى عدة أسباب، ويجدر التوضيح أولاً أنَّ ما ينزل من السرة ليس ماءً كما يشعر المريض؛ وإنَّما هو عبارة عن إفرازات سائلة ترشح من السرة، قد تكون عديمة اللون وقد تكون خضراء أو صفراء بحسب الحالة التي سببت نزولها، وسوف نستعرض بعض هذه الحالات التي تكون سبباً لنزول ماء من السرة:
1. الإصابة بعدوى بكتيرية:
إنَّ إهمال النظافة الشخصية يتسبب في تكاثر الجراثيم الضارة في منطقة السرة مُسببة الالتهابات التي تكون مترافقة مع نزول ماء من السرة كريه الرائحة ذي لون أصفر أو أخضر مترافقاً مع ألم وتورم في المنطقة، كما أنَّ ثقب السرة من شأنه أيضاً أن يتسبب باختراق البكتيريا للجسم وتسبيب الالتهابات.
2. الإصابة بعدوى فطرية:
أما عن العدوى الفطرية فهي أيضاً تسبب نزول ماء من السرة ولكنَّه يكون أكثر سماكة، ويكون لونه أبيض أو أبيض مائلاً إلى الاصفرار، مترافقاً مع طفح جلدي وحكة واحمرار للسرة.
3. القيام بعمل جراحي:
إنَّ نزول ماء من السرة بعد القيام بعمل جراحي في منطقة البطن يكون إنذاراً خطراً على حدوث تلوث في البطن، ويجب على المريض الاتصال بطبيبه فوراً وبأقصى سرعة، ويكون الماء قيحاً في بعض الأحيان.
4. وجود أكياس وخراجات:
يمكن أن يكون سبب نزول ماء من السرة وجود أكياس مريطائية، وهي "من المريطاء وهو الأنبوب الذي يصل مثانة الجنين بالحبل السري والذي ينغلق عادة قبل الولادة، وعندما لا ينغلق يسبب الكيسة المريطائية"، وفي هذه الحالة يكون الماء غير شفاف ودموياً في بعض الأحيان مترافقاً مع ألم وحمى وترفع حروري.
يمكن أن يكون سبب نزول ماء من السرة دلالة على وجود الأكياس الزهمية، وفي هذه الحالة يكون الماء مائلاً إلى الصفار وذا رائحة كريهة، كما يكون الكيس نفسه محمراً ومنتفخاً.
5. الإصابة بمرض السكري:
إنَّ الإصابة بمرض السكري من شأنها أن تكون سبباً في نزول الماء من السرة؛ وذلك بسبب ارتباط ارتفاع نسبة السكر في الدم بالإصابات الفطرية، وخاصة في منطقة السرة؛ إذ تتغذى الفطريات على المفرزات التي تخرج منها فتتكاثر بسرعة.
في الختام:
إنَّ سرة الإنسان هي جزء شديد الحساسية من جسده؛ وذلك بسبب توضُّعه وبنيته التي تجعل منه مكاناً ملائماً لتكاثر الجراثيم؛ لذا لا بدَّ من إيلائها اهتماماً خاصاً من ناحية الاعتناء بالنظافة، وعدم إهمال أيَّة أعراض أو تغيرات أو مفرزات تخرج منها؛ وذلك لأنَّها تكون دلالة على أمراض معينة.
أضف تعليقاً