"و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون"
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد , بل حاور حتى أبغض خلقه إبليس عليه اللعنة و لم يصادر حقه في التعبير عن رأيه ....
"قال يا أبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين، قال فاخرج منها فانك رجيم و إن عليك لعنتي الى يوم الدين ، قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون ،قال فانك من المنظرين ، الى يوم الوقت المعلوم "
كما حاور جل جلاله أنبياءه وأصفياءه وهو قادر على توجيههم توجيها فوقيا وهو رب العالمين ومليك كل شيء
وهذا لعمري أبلغ درس يعلمنا إياه المولى تبارك و تعالى في كبفية الحوار مع الأخر مهما كانت الشقة بعيدة , والأهداف متباينة .
ومن جهة أخرى يعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أدب الحوار , وحسن الإصغاء من خلال حواره مع عتبة بن ربيعة الذي جاء ليعرض على الرسول صلى الله عليه و سلم المال والجاه مقابل التخلي عن الدعوة , و رغم علمه المسبق بمضمون هذه الصفقة إلا أنه أظهر لمتحدثه اهتماما بالغا بالموضوع وقال له : تكلم يا أبا الوليد ... أسمع , وخاطبه بكنيته وأحب الأسماء اليه , ولما انتهى قال له : أفرغت يا أبا الوليد فقال له : إذن فاسمع مني .
إنها قمة الأخلاق العالية والأداب الرفيعة في الحوار تعلمناها من الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم .
أما مايتعامل به الناس اليوم من تبادل للشتائم , وعدم التقدير لبعضهم البعض , واتباع الأهواء والإنتصار للنفس , والتعصب للأراء يجعل من المستحيل التوصل الى أرضية مشتركة للنقاش والتفاهم . ولكي نؤسس لتواصل فعال بين الناس , حتى وإن اختلفت ثقافاتهم وبيئاتهم ومعتقداتهم وجب التركيز على جملة من القضايا أهمها .
1. تحديد الهدف من الحوار
2. التفريق بين احترام الأشخاص من جهة , وبين أفكارهم من جهة أخرى
3. البدء و التركيز على نقاط الاتفاق قبل نقاط الخلاف
4. معرفة المحاور معرفة جيدة ( المستوى المعرفي , و الأخلاقي و البيئي
5. الإصغاء الجيد و عدم المقاطعة
6. الصبر و الحلم و عدم الغضب
7. عبر عن أفكارك بإيماءاتك الجسدية
أضف تعليقاً