ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن بعض الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يرتكبها الأذكياء.
إضافة إلى ذلك، ارتكب أذكى الأشخاص وأنجحهم في التاريخ معظم الأخطاء، وأعتقد أنَّ ثمة علاقة بين ذكاء الأشخاص وارتكاب الأخطاء، وقد عبَّر عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين (Albert Einstein) عن هذا الموضوع تعبيراً واضحاً: "أيُّ شخص لم يرتكب خطأً في حياته فهو لم يجرب أيَّ شيء جديد على الإطلاق".
لطالما كنت ألوم نفسي لارتكاب الأخطاء في الحياة، وأعتقد أنَّ هذا هو حال مجتمعنا، فأنت عنما كنت طفلاً كنت تُعاقَب لارتكابك أخطاء في المدرسة والحياة، وبسبب ذلك، نعتقد أنَّه من الطبيعي معاقبة بعضنا بعضاً بوصفنا بالغين.
لكن لماذا تعاقب نفسك أو أيَّ شخص آخر على ارتكاب أخطاء سخيفة؟ فمعظم الأخطاء في الحياة صغيرة ويمكن التراجع عنها (أنا لا أتحدث عن ارتكاب جرائم أو أخطاء خطيرة)، لكن ما يهم هو أنَّنا نتعلم من أخطائنا، ومن أفضل السمات التي يمكن للمرء أن يتمتع بها في الحياة هي أن يكون متسامحاً؛ إذ يجب أن تتساهل مع نفسك عندما تفشل، وينطبق الشيء نفسه على الناس في حياتنا؛ وقد عبَّر الشاعر الإنكليزي ألكسندر بوب ( Alexander Pope) عن هذا الأمر بطريقة رائعة عندما قال: "الخطأ للإنسان والمغفرة للإله".
عندما يتجاوز الناس الحد، ما عليك سوى المُضي قُدماً، ولا حاجة إلى تعقيد الأمور؛ ففي الحياة، هناك دائماً حدود ينبغي للمرء ألا يتجاوزها، وإذا حافظت على مستوى أخلاقي عالٍ، فأنت تفعل الشيء الصحيح، وإذا ارتكبت الأخطاء، فماذا في ذلك؛ إذ لا يوجد إنسانٌ كامل.
5 أخطاء يرتكبها الأذكياء:
تذكَّر أنَّك لست مضطراً إلى ارتكابها بنفسك، لكن من الأفضل التعلم منها:
1. السعي وراء المال:
قرأت منذ فترة كتاب "كيف تصبح ثرياً؟" (How To Get Rich) للكاتب فيليكس دينيس (Felix Dennis)، الذي يمتلك أحد أكبر دور النشر للمجلات في المملكة المتحدة (UK)، فعلى النقيض من العنوان، يحاول الكتاب في الواقع ثنيك عن السعي وراء المال، ومعظم الأغنياء سيقولون لك الشيء نفسه؛ فالغريب هو أنَّنا جميعاً نعلم أنَّ الحياة أكثر من مجرد جمع المال، ومع ذلك، نجعله هدفنا الوحيد؛ إذ يقول دينيس: "يعتقد الأشخاص الذين ضاق أفقهم، ولم يعد بإمكانهم سوى رؤية كيفية كسب المال أنَّ هذا هو كلُّ ما في الحياة".
لا حرج في الرغبة في الثراء، لكن علينا فقط أن نذكِّر أنفسنا بأنَّ كسب المال بما يتجاوز مبلغاً معيناً له تأثير ضئيل في سعادتنا، لكن بطريقةٍ ما، نرى الأمور من منظورٍ ضيق، ومرة أخرى، إنَّ محاولة السعي إلى الثراء ليست خطأً، لكن من الخطأ أن تتوقع أنَّ هذا هو الحل لجميع مشكلاتك.
2. تجاهل النوم:
عندما تكون متحمساً لشيء ما، ترغب في قضاء كلِّ وقتك فيه، وهذا بالتأكيد شعورٌ رائع، لكن عندما تمنعك حماستك من الحصول على قسطٍ كافٍ وجيد من النوم، تسعى إلى تغيير ذلك، كانت تلك واحدة من أكبر الصعوبات بالنسبة إلي، فبإمكاني القراءة والعمل طوال اليوم، حتى آخر الليل.
لكن عندما أخلد إلى الفراش في الساعة 2 صباحاً وأستيقظ بعد 8 ساعات، فإنَّني أشعر بالتعب، لكن بطريقةٍ ما، يكون الأمر مختلفاً عندما أخلد إلى النوم في الساعة 11 وأستيقظ في الساعة 7؛ إذ أشعر بنشاط أكبر بكثير.
كنت أتعامل مع موضوع النوم خلال العام الماضي بجديةٍ أكبر، فكنت أستيقظ في الوقت نفسه من كلِّ صباح، وأطفئ أجهزتي الإلكترونية بالضبط قبل ساعة واحدة من النوم، وهذا يعني التوقف عن أيِّ عمل أو نشاط عقلي ثقيل قبل النوم، وأكتفي ببعض القراءة الخفيفة أو كتابة اليوميات فقط.
شاهد بالفديو: 7 أشياء لا يفعلها الشخص الذكي أبداً
3. التواصل بإفراط عبر الإنترنت:
ازدهرت التكنولوجيا ازدهاراً كبيراً في العقد الماضي، فكلُّ شخص تقريباً أصبح لديه هاتف ذكي متصل بالإنترنت، وفي غضون سنوات قليلة، سيعتمد العالم كلُّه على الاتصال بالإنترنت، حتى أقل البلدان نمواً؛ فقد غيَّرت التكنولوجيا الحديثة العالم، وهذه التطورات لا بدَّ أنَّها عظيمة، لكن تذكَّر أنَّ الإفراط في استخدام شيء ما وإن كان جيداً، يؤدي إلى الضرر.
ينطبق هذا أيضاً على هاتفك الذكي وجهازك اللوحي والكمبيوتر المحمول؛ إذ تُظهر الأبحاث الحديثة أنَّ الجيل زد (المولود بعد عام 1995) يشعر بالضيق والقلق أكثر من باقي الأجيال، وبحسب جمعية علم النفس الأمريكية (The American Psychological Association): إنَّ هذا الجيل لديه "أسوأ صحة عقلية بالنسبة إلى الأجيال الأخرى"؛ إذ تشير الدلائل إلى أنَّ استخدام هواتفهم الذكية بكثرة هو أحد أكبر أسباب حالتهم الذهنية هذه؛ ولسنوات عدة، كنت أحاول الحد من استخدام هاتفي الذكي.
4. عدم ممارسة التمرينات الرياضية ممارسة كافية:
الحياة مليئة بالالتزامات، وأكبر التزاماتنا هو العمل، ثم التزامنا بالعائلة والأصدقاء وقضاء معظم وقتنا معهم، والتزامات دفع الفواتير الدورية، إضافة إلى ذلك، من الممكن أن تحدث أشياء غير متوقعة طوال الوقت؛ أزمة في العمل، أو مرض أحد أفراد الأسرة.
كلُّ هذا جزء من الحياة، وعندما تحدث هذه الأشياء من السهل جداً الاستسلام وتجاهُل الاهتمام الذاتي مثل ممارسة التمرينات الرياضية وعدم عدَّها من أولوياتك، لكن بعد فترة قد تشعر بالتعب والضعف، وقد تنفد أنفاسك بعد أن تصعد بضع درجات من السلالم، وقد تشتكي عندما لا تجد مكاناً لوقوف السيارات أمام المتجر، ممَّا يضطرك إلى المشي لمسافة طويلة لا ترغب فيها، وقد تعاني ألماً في الظهر من كثرة الجلوس، وقد تكسب وزناً إضافياً، ولم تعد تطيق النظر إلى نفسك في المرآة.
لذا لا تدع الأمر يصل إلى هذا الحد، ومارس بعض التمرينات ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، واخرج في نزهة على الأقدام في الأيام الأخرى؛ ستكتسب بذلك قوةً بدنية ولياقة جسدية، إضافة إلى ذلك ستشعر بشعورٍ أفضل.
5. الثقة الزائدة:
أحد التحيزات المعرفية التي تؤثِّر في الأشخاص الأذكياء أكثر من غيرها هي الثقة المفرطة، فعندما تكون جيداً في شيء ما، من السهل أن تبالغ في تقدير نفسك، وقد لا يشعر بهذه الثقة المفرطة الأشخاص المغرورون فقط؛ بل يمكن لمعظم الأشخاص أن يشعروا بذلك من أكثر الأشخاص لطفاً وهدوءاً إلى أكثر الأشخاص انفتاحاً؛ وقد توصَّل الباحثون إلى ثلاث طرائق يمكن أن تحدث بها الثقة المفرطة:
- التفكير في أنَّك أفضل ممَّا تعتقد.
- الاعتقاد المبالغ فيه أنَّك أفضل من الآخرين.
- الاقتناع المفرط بأنَّك تعرف الحقيقة.
لنكن صادقين، كم مرةً اعتقدنا أنَّنا نستطيع مواجهة التحديات، ثم اكتشفنا عدم قدرتنا على ذلك؟ أو اعتقدنا أنَّنا نستطيع القيام بعمل أفضل من زملائنا في العمل أو المنافسين؟ وعندما نجري محادثات، كم مرة اعتقدنا أنَّنا نعرف كلَّ شيء؟
إنَّه المأزق الكلاسيكي للأشخاص الأذكياء، لكن كما نعلم أنا وأنت، فقد ذكر أحكم الناس في التاريخ أنَّهم يجهلون أموراً كثيرة، فلماذا ما زلنا نبالغ في الثقة؟
أعتقد أنَّ أحد الأسباب هو أنَّك تتوقف عن التشكيك في نفسك بعد أن تحقِّق بعض النجاح البسيط، ومن الرائع أن تعتقد أنَّك أفضل، لكن في اللحظة التي تبدأ فيها التفكير في أنَّك أفضل، أنت تخسر بالفعل، وعندما تتوقف عن التشكيك في نفسك، تتوقف عن التعلم، والخاسرون فقط هم من لا يتعلمون؛ لذا بدلاً من ذلك، اعتمد على الأشياء التي أوصلتك إلى ما أنت عليه وهي: الفضول والعاطفة والإثارة والأهم من كلِّ ذلك هو العمل الجاد.
أضف تعليقاً